عبدالسلام يذهل الروس ويغضب الأمريكان ويركل السعودية  إلى مؤخرة الاجتماعات
يحيى نوري يغلق الهاتف بوجه أحمد علي والبخيتي  والبركاني, وغريفيتث يصرخ بـ(الشعار)

كأســـــك يا وطــــــن

يوسف صلاح الدين / لا ميديا

وفدنا يرغم السفير السعودي آل جابر على التقهقر إلى الصف الثاني في اجتماع بالسفراء الرعاة للمشاورات، ومحمد عبدالسلام يقلب سحر السفير الأمريكي ماتيو تويلر على الساحر ويضطره إلى مغادرة الاجتماع مغضباً مرتبكاً، والسفير الروسي يصف عبدالسلام بـ(الداهية السياسية)... وموظفون من الخارجية السويدية يتجولون في قصر يوهانسبيرج بحثاً عن راغبين في اللجوء السياسي بين أعضاء وفدنا!
ما سبق كان بعضاً من طرائف ومجريات كواليس مشاورات (ستوكهولم) التي لم تصل إليها عدسات الإعلام، ونسرد لقراء (لا) تفاصيلها حصرياً، وفقاً لمصادر خاصة مطلعة.
هل تتذكرون الضجة التي أثارها إعلام تحالف العدوان حول تجاوز وفدنا لعدد أعضاء الفريق المسموح له بحضور قاعات المشاورات؟!
لسنا بصدد الرد على فبركات إعلام التحالف عموماً وإثبات عدم صحتها، لكن توافد صحفيين وناشطين وطنيين من عواصم عربية وأوروبية، لتغطية فعاليات (ستوكهولم التشاورية)، جعل وفد العمالة يجن جنونه، وأصر على تكافؤ عددي لحضور الجلسات، وهكذا تودد المبعوث الأممي لوفدنا لاستبعاد 5 مرافقين في كل جلسة.
وافق وفدنا، ومن قبيل الضغط على أعصاب المبعوث، قال محمد عبدالسلام: (سأكون أنا من بين الخمسة المبعدين)! فصرخ غريفيتث معترضاً بذعر من أن يصر عبدالسلام على ذلك، فيتبخر نجاح وحيد أول أحرزه المبعوث الأممي بالكاد بعد عامين من تعيينه.
وفي اجتماع السفراء الرعاة، فوجئ وفدنا بأن السفير السعودي آل جابر يتربع موقعاً مميزاً في الصدارة على الطاولة، فاحتج مهدداً بمقاطعة الاجتماع ما لم يغادر آل جابر الجلسة باعتباره خصماً لا راعياً، فكانت التسوية أن تراجع سفير الرياض إلى مقاعد الصف الثاني من ذوي الصفات غير الدبلوماسية، بطلب من المبعوث.
أما الصفعة التي كانت من نصيب السفير الأمريكي، فكانت أقسى بشهادة السفير الروسي.
في أول اجتماع بين وفدنا والسفراء الرعاة، شرع ماتيو تويلر في تلاوة مرثية لئيمة فتنوية استهدف من خلالها إثارة النعرات بين مكوني وفدنا (أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام)، حيث قال تويلر: (إننا نتذكر بحزن أحبة لنا كانوا ضمن وفدكم قبل عامين في مشاورات الكويت، كعارف الزوكا، وقد رحلوا بفعل انقلابكم على الشراكة..).. وبعد أن أنهى تويلر مرثيته اللئيمة، تحدث محمد عبدالسلام فقال: (الرحمة على روح الأستاذ عارف الزوكا، والسلام والخلود لأرواح الآلاف من أطفالنا ونسائنا ومدنيينا الذين قتلتهم ولا تزال تقتلهم الصواريخ والقنابل والطائرات الأمريكية في مجازر يومية مستمرة حتى اللحظة.. إننا نتذكر هؤلاء الآلاف من أحبتنا يا تويلر، ومن أجلهم قاتلنا، ومن أجلهم نحن هنا اليوم، وأما قاتلهم الذي هو أنتم وحكومتكم يا تويلر، فآخر من يحق له أن يبكي في جنازات أحبتنا من ضحايا عدوانكم وصناعاتكم الحربية..).
وإزاء رد باليستي حصيف كهذا، لم يتمالك السفير الأمريكي نفسه غيظاً وحنقاً، فنهض بأوداج محتقنة حمراء، وغادر الجلسة متعثراً بظله.. عند ذلك اقترب السفير الروسي من عبدالسلام بملامح معجبة مشدوهة للباقته وحسن رده، وقال ملوحاً بإبهام الإعجاب له: (أنت داهية سياسة دولية بحق...).
كان محمد عبدالسلام، قبيل أن يضرب غريفيتث موعداً محدداً لجولة مشاورات السويد، يدرك حرص المبعوث الشديد على ألا يحول حائل بينه وبين نجاح أول وحيد يوشك أن ينجزه بعد عامين من تعثره في جمع الأطراف على طاولة المشاورات..
ما إن ضرب غريفيتث موعداً حتى أدلى عبدالسلام بتصريح ناري قال فيه: (المبعوث الأممي ليس في أجندته مبادرة ولا إطار ولا مقترح لحل سياسي نتحاور حوله.. وكل ما بحوزته للسويد هو ملف إنساني بدأ به مهمته قبل عامين، ولم يرشح عنه شيء مفيد..).. وتعمد عبدالسلام، منذ انتقال الوفد إلى ستوكهولم، وطيلة المشاورات، أن يتعاطى بنوع من الصرامة الخالية من تلطف كان قد عهده غريفيتث فيه، وفي اليوم الأخير من عمر الجولة، أدار ظهره للمبعوث وانهمك في حديث مفتعل مع شخص إلى جواره، كمن لم يلحظ وجوده، قبل أن يقطع عليه الأمين العام للأمم المتحدة الدور، ويدعوه بود لمصافحة غريفيتث والكف عن تجاهله بناءً على طلب الأخير، مردفاً أنه متألم لذلك.. فما الذي حدث وكيف جرت الأمور بعدها؟!
يقول المصدر: (ما إن نزل عبدالسلام عند دعوة غوتيريش، واستدار مصافحاً غريفيتث بالتلطف والعفوية التي عهدها آنفاً فيه، حتى دفع الديبلوماسي البريطاني العجوز قبضته في الهواء على الطريقة الأنصارية صارخاً بالشعار.. الله أكبر، الموت لأمريكا، ...،...).
كان محمد عبدالسلام بلا منازع نجم مشاورات ستوكهولم سياسياً وإعلامياً وحتى عاطفياً، والكأس الأثرية التي أهدته إياها وزيرة خارجية السويد، لم تكن مجرد هدية دبلوماسية لزائر دولي من مسؤول رفيع في البلد المضيف.
أحمد علي، البخيتي، البركاني
أخفقت المكالمات الهاتفية الملحة للثلاثة أعلاه، في استدراج أيٍّ من أعضاء وفد المؤتمر الشعبي إلى فخ طلب اللجوء السياسي في السويد، تحت ذريعة أكاذيب التهديدات الحوثية الديسمبرية للمؤتمريين، ومزاعم الحجر عليهم وعدم السماح لهم بمغادرة مجال الإقامة الجبرية..
وقال الزميل يحيى نوري، على الهواء مباشرة: (أنا لن ألجأ لغير الله، وشائعة رغبتي في اللجوء السياسي مزحة سامجة..)!
وأفاد عضو في الوفد الوطني أن موظفين من الخارجية السويدية كانوا يزورونهم بين الحين والآخر بحثاً عن طالبي لجوء بينهم، استجابةً لشائعات مفادها أن أعضاء مكون المؤتمر الشعبي قد أسعفهم الحظ بمغادرة (محبس متوهم في صنعاء) روجت له وسائل إعلام العدوان وذبابه الإلكتروني في الـ(سوشيال ميديا)!