طلال سفيان/ لا ميديا - 

عام 1950 طغت فكرة تأسيس فريق كروي على مخيلة بعض الضباط وموظفي الدولة وبعض الحالمين بمستقبل يمني جديد. لم تمض سوى أيام حتى كان الحلم يتحقق.. خرجت كرة يتيمة أهداها إبراهيم رشدي للنادي الأحمر بتعز, وقام المؤسسون الأوائل بإطلاق اسم المركز الثقافي على النادي (الأول في شمال اليمن) واتخذوا بيتاً صغيراً من الصفيح جوار قصر صالة التاريخي كمقر لهذا النادي الذي سرعان ما أمر الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين بإغلاقه، خوفاً من أنشطة وتطلعات مؤسسيه, ليتدخل بعدها نجله البدر بإطلاق سراح المقر ودعم فريقه الكروي.
أعوام قليلة منذ النشأة وكانت اليمن تشهد ولادة فجر جديد: ثورة 26 سبتمبر 1962، التي سطر فيها النادي الأهلي الذي اتخذ رسمياً هذا الاسم عام 1969, البطولات عبر نجوم رحلوا عن ملعبه بعد أن قدموا دماءهم في سبيل الثورة.

ملاحم كروية
من مشاركات بسيطة محصورة في خوض بعض المباريات على ملعب الشهداء مع بعض الفرق الكروية اليمنية التي ولدت مع ثورة سبتمبر, إلى خوض نزالات كروية مع فرق الجيش المصري المتواجد في اليمن لمساندة ثورتها, مروراً بمواجهات مع فرق قادمة من الصين، لتتوغل بعدها كتيبة الأهلي الكروية في أعماق القارة السمراء لإجراء بعض المباريات الودية مع فرق من السودان وأثيوبيا وجيبوتي والصومال.
قصة أخرى سطرها فرسان الجحملية على أرض جيبوتي، ففي عام 1964 وأثناء رحلته إلى أفريقيا، دخل فريق أهلي تعز إلى أرض الملعب لخوض نزال كروي مع منتخب جيبوتي المكون حينها من بعض السكان الأصليين ومستعمريهم الفرنسيين. رفض الأهلي ساعتها خوض هذا اللقاء الكروي وانسحب من الملعب وسط دهشة الجمهور والقائد العسكري الفرنسي لحامية جيبوتي التي كانت تعرف حينها بالصومال الفرنسية. رفض الفريق الأهلاوي خوض هذا اللقاء وهدد بالانسحاب بعد رؤيته لعلم المملكة المتوكلية يرفرف إلى جوار علم فرنسا. وبعد تفاوض مع الحاكم العسكري الفرنسي, أنزل علم المملكة المتوكلية ورفع علم الجمهورية العربية اليمنية، وحقق فرسان قلعة تعز انتصارين كبيرين في الملعبين الكروي والسياسي, ونالوا من عرين المستعمر الفرنسي لجيبوتي أول اعتراف رسمي بجمهورية ثورة سبتمبر.

 خارطة الشياطين الحمر
سطور من ذهب على صفحات المجد سجلها فريق الشياطين الحمر, الذي كان يمثل بيتاً رئيسياً للكثير من نجوم الساحرة المستديرة ومن أطياف متعددة تتمثل بلاعبين ينتمون للمؤسستين العسكرية والمدنية وطلاب ومدرسين وفنانين كرويين قادمين من القارة الأفريقية لتمثيل ألوان فريق "الأهلي" موطن آبائهم وأجدادهم.
لم يكن الأهلي محصوراً في المكان, بل كان يمتد على مساحة شاسعة من خارطة اليمن, مساحة شملت مناطق الجحملية وثعبات وصالة والكمب وحوض الأشراف والشماسي في مدينة تعز. الفرق الكروية لأبناء الجحملية والكمب وفريق السلة حصرياً على أبناء حوض الأشراف ومثله فريق الطائرة ممثل بأبناء الشماسي. كان ذلك في عقدي السبعينيات والثمانينيات، كما كانت ترفد ألعابه عدة أسر: الشرعبي والقدسي والحبيشي في كرة القدم, والأغبري في السلة, والدِّم في الطائرة. وحقق الفريق الكروي الأول للأهلي العديد من الإنجازات، أهمها لقب دوري الجمهورية العربية اليمنية عام 1986 وكأس رئيس الجمهورية اليمنية عام 2012، وعشرات البطولات على مستوى المنافسات التي كانت محصورة في محافظة تعز ومعها بعد ذلك محافظة إب, وبطولات الجمهورية في كرة السلة وألعاب القوى والتايكواندو والكونغ فو والكاراتيه والجودو، فيما كانت كرة القدم هي الطاغية على رف الخزينة الحمراء بانجازي دوري الأولى عام 1986 وكأس رئيس الجمهورية موسم 2012.

 مؤسسون ونجوم
على البساط الأحمر, مر أحمد طربوش الشرجبي كأول رئيس للنادي والحاج القصوص (الأب الروحي للأهلي) وعائش مصلح وجميل الصريمي وعبداللطيف الضنين وأخيراً فكري قاسم, وتقلد علي عبدالله صالح رئاسته الفخرية أثناء توليه منصب قائد لواء تعز منتصف السبعينيات.
وفي الملعب سجل حضور علي نشطان والكالة وشويت هيتي والمجيدي ويحيى فارع وعبدالملك فوز وعبدالله المرتضى وجميل الحمامي, ثم القائد الفذ عبدالعزيز القاضي ومحمد ناجي وعبدالملك ثابت وجميل حبيش وعبدالسلام شامبي ومحمد طه وعبدالعظيم القدسي وناصر غالب ومطهر ثابت السقاف وخالد الخولاني وعيدروس المحضار وشادي جمال ووليد الحبيشي, وهؤلاء مثلوا الحضور الطاغي لنجوم الأهلي في ذاكرة عاشقيه.