كنا أول من انتقد أبومحفوظ أحمد حامد، وعلى غلاف الصحيفة في أكثر من عدد، أحدها بعنوان "مبيدات بشرية"، وكنا ننتظر إيقاف صفقة موت زراعية هي موضوع النقد. وقبلها وضعنا مانشيتاً كبيراً هو بالنص "سيدي الرئيس إنهم يستوردون السموم باسمكم"، ونشرنا وثائق تؤكد ضلوع حامد في تخليص صفقة مبيدات والترخيص لتاجر كبير باستيراد ستين صنفاً تمادياً في النكاية...
لنا أقلامنا كصحفيين وسلطة رابعة، ومن حقنا سلخ جلود الفاسدين دون تمييز؛ لكن ما طرحه سلطان السامعي لا علاقة له بمكافحة الفساد، بل بالضغط لمآرب أخرى، وبالإساءة لحركة هي أشرف ما عرفه اليمن من حركات ثورية وسياسية، والمضحك المبكي أن السامعي اتكأ على حزب كان لعقود أربعة مظلة تاريخية للفساد والفاسدين، ولم يفعل سلطان ذلك إلا تجييشاً في وجه أنصار الله؛ لكنه أخطأ خطأً فادحاً في اختيار متراسه، فهو مثخن بفساد عقود لا تخفى على فطيم...
ومن المضحك أيضاً إشادة سلطان السامعي بالوحدة، وهو صاحب "المخاليف الستة" الشهيرة. وأما حنينه لماضيه المؤتمري والتنصل من الاشتراكي فهو شبيه بتصريح سابق للجنرال العميل علي محسن يؤكد فيه انتماءه للمؤتمر قبيل أيام من فعالية أغسطس الشهيرة التي كانت مقدمة عاثرة لأحداث ديسمبر اللاحقة.
على سلطان السامعي أن يزاول سلطته كعضو سياسي أعلى، عوضاً عن التشكي الإعلامي كما لو أنه مواطن عديم الحيلة أو صحفي يزاول النقد من واقع ما تمليه عليه مهنته، أو أن يستقيل بشرف إن كان مسلوب الإرادة والصلاحيات كما يقول... ولا نريد الاسترسال أكثر لنسرد ما دار بيننا وبين الشيخ سلطان السامعي في وقت سابق حول قضية الفساد وكيف كان رده...!!
في سياق لصيق، على الرئيس المشاط تقديم أحمد حامد للمساءلة القانونية في أكثر من تهمة منسوبة إليه، فلا كبير على النقد والمساءلة في زمن ثورة 21 أيلول.
«تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين»...