خاص / مروان أنعم / لا ميديا -
لم تكن تدرك أسرة الطفل راكان عبده غالب الخطابي، من أبناء محافظات ريمة، أن طفلها البالغ من العمر 7 أعوام، الذي أدخل إلى المستشفى العسكري بالمناطق المحتلة في تعز، ستجرى له عملية فتق من خلال جز عنقه، وقتله ببساطة، على أيدي أطباء من شياطين الكوميشن والبونص والعمولة.
الطفل راكان، وكما هو موضح في الصورة، كان يعاني مما يسمى "الفتق الأربي"، وهو عبارة عن ضعف في جدار البطن يؤدي إلى بروز عروة من الأمعاء من خلال فتحة في جدار البطن باتجاه القناة الأربية.
أسرة الطفل راكان الفقيرة أدركت أن طفلها مصاب بالمرض عقب ولادته بفترة، من خلال الأعراض وبكاء الطفل المستمر دون توقف، الأمر الذي دفعها لزيارة أحد الأطباء كتب لهم وصفة طبية ممتلئة بأصناف من الأدوية كعادة الأطباء، فتلك الروشتات في حقيقتها ليست لمداواة وعلاج المريض الذي ذهب راجياً تخفيف آلامه، بل هي لزيادة أرصدة أطباء الكوميشن والسمسرة والعمولات.
عندما وصل الطفل راكان، مساء الأحد الماضي، إلى المستشفى لإجراء العملية، تلقفه زبانية العذاب، وبالمشرط إلى عنق الطفل بدلاً من أمعائه وخصيتيه، لينتهي به المطاف في ثلاجة الموتى، تحت مبرر خطأ طبي.
أسرة الطفل عندما علمت بمقتل طفلها على أيدي أطباء الكوميشن، اشتاطت غضبا وألماً وحرقة وقررت أن تقاضي المستشفى والدكتور السفاح، فاتجهت إلى ما يسمى إدارة الأمن التي قامت بتحويلها إلى ما تسمى إدارة البحث الجنائي التي يقوم عليها ثلة من لصوص الارتزاق والعمالة، لتقدم شكوى جنائية بالقتلة.
ما تسمى إدارة البحث الجنائي طلبت من أسرة الطفل دفن الجثة بعد أن أخذت أقوال الأسرة المكلومة على طفلها المذبوح بمشارط أطباء الكوميشن، وأخبرت أسرته أنها ستتواصل مع الدكتور للتأكد مما جرى له.
 كيف يمكن لإدارة البحث الجنائي أن تطلب من أسرة الطفل دفن الجثة قبل عرضها على الطبيب الشرعي وتشكيل لجنة تحقيق تكشف أسباب ودواعي ما ارتكبته أيادي العبث بروح طفل بريء؟!
تعز المحتلة وللأسف الشديد مختطفة، وعلى عنقها مشرط وساطور كبير من قبل شرذمة من العاهات والمختلين المنتشرين في أزقتها وشوارعها، حاملين على أكتافهم أسلحة وأموال العمالة والارتزاق والخيانة، في مشهد مأساوي لا يعبر في حقيقة الأمر عن واقع المدينة التي كانت في يوم من الأيام تسمى عاصمة للثقافة والعلم.
لا يكاد يجف حبر الكتابة عن الجرائم والعبث والاستهتار بأرواح الناس في المناطق الواقعة تحت سيطرة عصابات ومرتزقة دول العدوان، إلا وتجد جريمة أخرى أو ممارسات عبثية تطال كافة الأصعدة وفي مختلف القطاعات ومناحي الحياة في مدينة تعز المحتلة.
تعز تنتظر الخلاص والنجاة من عصابات الارتزاق والأخونة الداعشية، وأهلها يترقبون بحرارة وشوق ساعة الصفر لتصفية تلك العصابات وإرجاعها إلى أوكارها ومستنقعاتها الفعلية في السجون والمعتقلات، على أيدي رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية. وإن غداً لناظره قريب.