لا ميديا -
أبو زهير، الحارث الأعور بن عبدالله بن كعب بن أسد بن خالد بن حوت بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان الكوفي المعروف بالحارث الأعور، من كبار التابعين الرواة، كان من القرّاء ومن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب وخاصته، وهو أحد العلماء في قومه لاسيما في الفرائض وعلم الحساب وله قول في الفتيا، أخذ العلم عن علي وعن ابن مسعود، وقرأ عليه أبو إسحاق السبيعي.
عاش في الكوفة من أعلام القرن الأوّل الهجري، عاصر الإمام علي والإمام الحسن بن علي.
كان الحارث من المجمعين على خلافة أمير المؤمنين وإمامته بعد مقتل عثمان. ولما أراد الإمام علي بن أبي طالب الخروج إلى صفين، أمر الحارث أن ينادي في الناس للخروج إلى معسكرهم بالنخيلة، فنادى الحارث في الناس بذلك.
قال الإمام علي للحارث: «أنت مع مَن أحببت، ولك ما احتسبت». فقال الحارث: «ما أبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني».
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء بالقول: الحارث الأعور. هُوَ العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، أَبُو زُهَيْرٍ الحَارِثُ بنُ عَبْدِاللهِ بنِ كَعْبِ بنِ أَسَدٍ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ، صَاحِبُ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ. كَانَ فَقِيْهاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، عَلَى لِيْنٍ فِي حَدِيْثِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرُو بن مرة، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم.
وَقَدْ جَاءَ أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ سَمِعَ مِنَ الحارث أَحَادِيْثَ، وَبَاقِي ذَلِكَ مُرْسَلٌ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ: كَانَ الحَارِثُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَحْسَبَ النَّاسِ، تَعَلَّمَ الفَرَائِضَ مِنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الكُوْفَةِ وَهُمْ يُقَدِّمُوْنَ خَمْسَةً: مَنْ بَدَأَ بِالحَارِثِ الأَعْوَرِ، ثَنَّى بِعَبِيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ وَمَنْ بَدَأَ بِعَبِيْدَةَ، ثَنَّى بِالحَارِثِ، ثُمَّ عَلْقَمَةَ، ثُمَّ مَسْرُوْقٍ، ثُمَّ شُرَيْحٍ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ الحَارِثُ مِنْ أوعية العلم، ومن الشيعة الأول. وكان يَقُوْلُ: تَعَلَّمْتُ القُرْآنَ فِي سَنَتَيْنِ وَالوَحْيَ فِي ثَلاَثِ سِنِيْنَ.