ليزا روز غاردنر / لا ميديا
يتراءى لي في أحلام اليقظة أن هناك أزهارا برية، عجزت الأمطار عن ترويضها، ونامت النجوم خائفة من رائحة العنبر..
لقد طُمست معالم التاريخ والتهمت النيران وجه النور من صفات الأمل ومع مرور الوقت وتآكل الأحلام وضياع قلادة الحياة أصبحت أرض النور مشوهة!
متى ارتدى جسدها العجوز المترب كفن الدخان وفي أيام صباها المحدودة كان عليها أن تحصن عذريتها في أقفال وأسوار من صدأ الذكورة المنكوبة..
بينما استوطنت عظامها من خيوط العنكبوت..
وفي أطراف من خصال شعرها المقصف تتعلق أمنية الهجرة وتطرق أبواب الخيبة
وتهرب من نفق الأهرامات لتصل الصفا والمروة
آه من الأثقال آه...!
من سيكنس شوارع الغربة القذرة من عظمي
وشموع الكنائس تتلاشى وتنطفئ على جرحي
ليبكي المطر على أطرافي الممزقة
لتشعل أطرافي تحت قطرات المطر
لتنبت حروف لا لغة لها... مجهولة مغيبة عن الأبجدية والخريطة..
ينبثق من هذه الأوجاع نور أسود
لعلها تعالج جرحي بتميمة وطلاسم السحرة؟
وأنا هنا بنار الحرب ملتهبة!
أقفز من لهب إلى لهب..
ورغم تعقد الحدود وبعد المسافات في جغرافيتنا المستحيلة..
أحبو مع تراتيل الأزهار البرية الحزينة المسلوبة من حديقتي..
مقطوعة الرأس.. متناثرة زهوري وأنوثتي
وأنزف بكل لغات العالم
أنزف..
أبحث في الغابات الفارغة عن صوت وطن
عن رائحة الشمس..
أين غاب حياء القمر؟
تغزل أحلامي فستان الوفاة لأدفن فيه الخذلان الآمر!
عارية أنا في غابة الفقر آكل رغيف الهواء وأشرب ماء الحجر..
الشمس تركتها تستقر
و أحرق
من قسوة السفر
يا آه من ظلم البشر!
تلتهم أمنيات البشر
لتحرق بثقوب الكبريت ما تبقى لنا من التاريخ الزائف والجغرافيا الكاذبة
حتى الوقت المجان..
أصبح يلدغ وينفث سم العقرب
وعقرب الساعة يقترب..
ويقترب..
هل ستصرف لنا فاتورة الإنقاذ من العملاق
أم نقع في الفخ.
مع كل سقطة يصرف لنا من جيب الواقع شيك بغير رصيد..
من الصعب أن أحب هذا الرصيد
لا يعرف كيف يشعل الليل بأغنية ويدفع فتات من العيش الذي يخبز الفقراء في الحي القديم
من الصعب أن أحب رجلا لا يحب رائحة الفقر والبن
إنما الأصعب أن أحيا في وطن
ليس فيه حقول لزرع الأمل
لماذا لا تزورها ربيع العمر
يا والدي قل لي
من سيروض سواد الليل..
لأخبئ العنب الأبيض على ظهر غيمة لتهرب بها إلى المنفى..
أو أقيم صلاة في كف الريح ليسمعني الرب
لماذا يا أبتي أسمع ضحكات النهر الذي ينساب من أصابعي لأروي خريطة تصرخ من الجفاف والمجاعة
أحاول أن أمسح الأبراج الفاخرة وأسرق الخبز
لبطون الجائعين..
أصفق عندما ألعب شطرنجي الخاسر
لتسقط خسارتي وتقع علي كقنبلة نووية لتحرق سجاد غرفتي...!
أرى المجاعة والحروب فوق لوحة الشطرنج
وأجر هزيمتي وأعد نفسي بسهرة في حانة الضوء
وأفتح النوافذ...
ليخرج الليل في هدوء
وهناك.. أرقص.. وأرقص...
كما لم ترقص قصيدة من قبل..!
استدر أيها المفتاح
حتى ألج باب الولادة...!
كاتبة إنجليزية من أصول يمنية