حوار/ عادل عبده بشر / لا ميديا -
في 18 تشرين ثاني/ نوفمبر 1950م، تعالت الزغاريد في مخيم خان يونس بقطاع غزة، معلنة مولد مقاوم جديد، في عائلة أبو شمالة، وفي العام 1984م، اعتقله الاحتلال، ضمن سلسلة الاعتقالات التي ينفذها ضد أبناء الأرض الرافضين لتواجد الكيان المؤقت، ليجد ابن خان يونس نفسه، محكوماً بالسجن لـ18 عاماً، أمضى منها عشر سنوات متنقلاً من سجن غزة إلى سجن الرملة وسجن عسقلان وسجن السبع وسجن نفحة الصحراوي، تعلم خلالها العبرية بطلاقة، وأصدر كُتباً شعرية وبحثية ونقدية، ثم غادر السجن منتصف العام 1994م، ليواصل نضاله السياسي والأدبي والإعلامي من قطاع غزة، الذي يتعرض اليوم لحرب إبادة وتدمير ممنهج من قبل الكيان الصهيوني المسنود بتحالف كوني.
الدكتور فايز أبو شمالة، هو محور الأسطر الفائتة، وضيفنا في الصفحات التالية، حيث التقيناه عبر الإنترنت، في حوار صحفي لصحيفة «لا» اليمنية، حول الملاحم البطولية للمقاومة الفلسطينية ضد الصلف الصهيوني، وما رافق ذلك من صفقات تبادل للأسرى والوضع الإنساني، ودخول اليمن ممثلاً بحكومة الإنقاذ في صنعاء، المعركة نصرة لفلسطين الأرض والإنسان.
فإلى الحوار الممزوج بعبق الشهداء وملاحم المجد وبطولات العزة والكرامة:

خيبة وانكسار العدو
بعد 58 يوماً من الحرب على غزة وما شملها من هدنة إنسانية لمدة أسبوع، ما الذي حققه «جيش» الاحتلال من الأهداف التي وضعها بداية الحرب؟
حقق الخيبة والانكسار، وضياع القرار، فقد ظل الجيش «الإسرائيلي» يحوم على أطراف مدينة غزة فقط، دون باقي مدن قطاع غزة، وظل يقصف المدنيين، ويدمر البيوت على رؤوس السكان، فالعدو في حربٍ ضد الأطفال والنساء، وقد أعيته مواجهة المقاومين، فراح يقصف نساءهم وأطفالهم وأمهاتهم، ولم يجرؤ جيش العدو على التقدم إلى عمق مدينة غزة، بعد 58 يوماً من المواجهات، ولم يخرج بأي صورة أو مشهد لانتصار، فلا أسير واحد من المقاومين، ولا استطاع تحرير شخص واحد من الأسرى «الإسرائيليين».

اعتراف بالهزيمة
 رغم ذلك الفشل، مازال نتنياهو ووزراء حربه يؤكدون في المؤتمرات الصحفية وغيرها، أن الحرب لن تتوقف إلا بعد القضاء على حماس، كيف تقرأ هذه التصريحات؟ وعلى ماذا يُراهن الاحتلال لكسب الحرب؟
العدو «الإسرائيلي» لن يكسب الحرب، ولعل تصريحات وزير التراث في حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو خير مؤشر على ذلك، حين قال: قد نلجأ إلى القنابل النووية لقصف غزة. وهذا التصريح بحد ذاته بمثابة اعتراف بالهزيمة، واعتراف رسمي باستحالة السيطرة على قطاع غزة، وهزيمة رجال المقاومة، ومن يتابع تصريحات القيادة العسكرية «الإسرائيلية»، والقيادة السياسية، يكتشف أن هناك أزمة قرار، إنهم يتخبطون في قراراتهم السياسية والعسكرية، وذلك لأنهم عاجزون عن تحقيق أهداف الحرب التي أعلنوها ضد قطاع غزة، وهم ينتقمون من الشعب الفلسطيني من خلال المجازر والإبادة، وكأنهم يسعون لتعويض عجزهم وفشلهم في المعارك، من خلال المجازر، وهذا دليل على فقدان البوصلة للقيادة السياسية والعسكرية، التي تورطت في حرب برية، لم تكن قد بادرت إليها، كما جرت العادة، ولم تكن قد استعدت لها.

تعتيم إعلامي مقصود
عمد الاحتلال منذ بدء الحرب على التعتيم والتكتُم على خسائره العسكرية والبشرية في غزة أمام أبطال المقاومة، لكنه في الأيام الأخيرة بدأ يعترف بـ»التقسيط» بتلك الخسائر.. هل هو تمهيد للجمهور «الإسرائيلي» بتقبل الخسارة الكبيرة، وهي خسارة المعركة تماماً؟
مازال العدو يكذب بشأن الخسارة، ويوظف آلة الإعلام «الإسرائيلي» والغربي، كي يحتفظ ببقايا قوته أمام غزة، ولديهم شيء اسمه «سنزوره» بحيث لا ينشر في الإعلام شيء دون أن يمر على هذا الجهاز، حتى بلغ بهم الوهن أن طالب بعضهم بإغلاق صحيفة «هآرتس» العبرية، لأنها تنشر مقالات رأي ليهود، يفضحون فيها الضعف «الإسرائيلي»، والإرهاب «الإسرائيلي».
الكذب الإعلامي «الإسرائيلي» بشأن القتلى والجرحى، يهدف إلى تماسك الجبهة الداخلية، حتى إن الجنرال إسحاق بريك قال: الجيش «الإسرائيلي» بحاجة إلى تأهيل بعد الحرب على غزة.

النزول عن الشجرة
ما الذي جعل الاحتلال يخضع لقبول الهدنة وصفقات تبادل الأسرى، وهو الذي كان يؤكد أن حربه لن تتوقف إلا بعد تحرير كل المحتجزين لدى المقاومة والقضاء على حماس وتفكيك قدراتها؟
الذي يقرر التهدئة، وشكل التهدئة هو الميدان، وطالما عجز الجيش «الإسرائيلي» عن السيطرة على الميدان، وفشل في تحقيق أي انتصار، لذلك لم يبق أمام القيادة «الإسرائيلية» إلا النزول عن الشجرة، والقبول بالتهدئة، تارة بحجة الضغوط الأمريكية، وتارة بحجة ضغوط أهالي الأسرى في غزة، وتارة بحجة الضغط الدولي، والحقيقة هي صمود أهل غزة، وقدرة أبطالها على ضرب العدو.

قوة المقاومة واقتدارها
التكتيك الذي اتبعته المقاومة في طريقة الإفراج عن المحتجزين «الإسرائيليين» والأجانب وأيضا تحرير الكثير من الأسرى من سجون الاحتلال، خلال الهدنة المؤقتة، الأسبوع المنصرم. على ماذا يدل ذلك؟ وما انعكاساته على جيش الاحتلال والجمهور «الإسرائيلي» والدولي؟
الإعلام جزء من المعركة، وقد أدارت حركة حماس المعركة الإعلامية باقتدار، وضمن هذا السياق يأتي الشكل الذي أخرجت فيه الحركة الأسرى من قطاع غزة إلى منظمة الصليب الأحمر، فمرة من خان يونس، وسط هتاف الجماهير، ومرة أخرى من وسط ساحة غزة، مع استعراض عسكري لكتائب القسام، وفي ذلك إشارة إلى عدم السيطرة «الإسرائيلية» على أرض غزة، ومرة ثالثة من خلال موقف مشترك بين حركتي الجهاد وحماس، في استعراض عسكري يؤكد على قوة المقاومة، وجاهزيتها للتصعيد، كل هذه المشاهد انعكست فشلاً وخيبة على الجيش «الإسرائيلي» الذي بدا كاذباً وخائباً في عين المجتمع «الإسرائيلي»، ليظهر الفرح الفلسطيني بحرية القرار الفلسطيني، وحرية الإرادة، أكثر من حرية الأسرى، رغم أهميته.

بناء الإنسان مفتاح النصر
 كيف استطاعت المقاومة إدارة المعركة ضد الكيان الصهيوني وأمريكا ودول غربية وأخرى ربما عربية، والصمود بثبات كل هذه الفترة، وإخضاع العدو للتفاوض وإجباره على إطلاق الأسرى من الأطفال والنساء؟
لقد اهتمت حركة حماس ببناء الإنسان، وتعزيز قدراته، وتثبيت ثقته بنفسه، الإنسان هو الذي قاتل السلاح، الإنسان المدرب هو الذي انتصر على الحلف الأمريكي «الإسرائيلي»، الإنسان الواثق من دينه ووطنه، قاتل بعزم وإصرار، ورتّب خطط الدفاع، كما رتّب خطط الهجوم، وهذا لا يغفل عنه الأعداء، والسلاح الذي تم تهريبه إلى غزة، وهنا لا بد من حفظ الجميل لدولة إيران الإسلامية، التي أسهمت بشكل كبير في مساعدة غزة، وتطوير قدراتها، وتقديم السلاح والمال لها، وهذا أسهم في هزيمة حلف الناتو، وتغيير المعادلة على الأرض.

الإعجاز الحقيقي
كيف نجحت المقاومة في إخفاء أكثر من 200 أسير «إسرائيلي»، بعيداً عن أعين الطائرات التي تجوب سماء غزة، وبعيداً عن أعين المخابرات الصهيونية والأمريكية، وأعين التكنولوجيا الحديثة؟
وهذا هو الإعجاز الحقيقي في المعركة، أن تنجح حماس في إخفاء الأسرى رغم كل هذه المراقبة، ورغم القصف الذي لم يبق مكاناً دون التضرر، ورغم الطائرات الأمريكية التي تشارك «الإسرائيلية» في التجسس، ورغم العملاء، أخرجت حماس الأسرى من أماكن لا يمكن معرفتها حتى هذه اللحظة، أماكن مجهولة حتى لسكان قطاع غزة، وهذا سر الانتماء للحركة، وسر العمل المنظم.

دليل ضعف وهشاشة الكيان
قيام المقاومة بالإفراج عن أسرى «إسرائيليين» من حملة الجنسيات المختلفة، من تلقاء نفسها وخارج صفقات التبادل، هل يعني ذلك أن لديهم قيادات كبيرة من «جيش» الكيان تم أسرهم في عملية الطوفان، لم يكشفوا عنهم حتى الآن، ومِن خلالهم سيتم تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين؟
يكفي أن يتواجد قائد فرقة غزة الجنرال نمرود ألوني ليكفي لتبيض السجون، ولذلك فقد عرضت حركة حماس من البداية صفقة تبادل كل الأسرى اليهود مقابل الأسرى الفلسطينيين، وعرضت أطفالا ونساء مقابل أطفال ونساء، وهذا الذي اختارته «إسرائيل»، وهو بمثابة فضيحة يومية عبر الإعلام، تكشف ضعف «إسرائيل» وهشاشتها، وفي هذا السياق، قدمت حماس هدية لإيران مجموعة من المحتجزين التايلنديين، وقدمت هدية لروسيا، وقدمت هدايا لوجه الله من الأسرى، وهم واثقون من كنز الأسرى الذي يضمن تحرير الأسرى الفلسطينيين، وفرض شروط المقاومة.

تنبؤ من واقع الميدان
في لقاء تلفزيوني لك قبل عـــــدة سنوات، تحدثت عن الكثير مما جرى في «طوفان الأقصى»، من اختراق الجدار الحاجز واقتحام المستوطنات وهزيمة الاحتلال، ولم يكن حديثك من باب التوقعات وإنما تأكيدات بأن هذا اليوم سيكون قريباً، وهو ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.. على ماذا بنيت تلك المعلومات؟
قدّرت أن يحدث الهجوم على المستوطنات من خلال المراقبة، والمشاهد اليومية لأبطال المقاومة، وهم يتدربون، ويتجهزون، ويخزنون السلاح، فلماذا كل هذا؟ هذا السلاح والتدريب ليس للاستعراض العسكري، مثل الجيوش العربية، هذا الاستعداد لتطبيق فكرة وجود حماس، وهي موجودة من أجل تحرير فلسطين، فإن عجزت عن تحرير فلسطين، فلا حاجة للشعب لحركة حماس وحركة الجهاد.

سر قوة الشعب الفلسطيني
 ما مدى التحام فصائل المقاومة ببعضها، والتفاف الشعب حولها؟
الوحدة الوطنية، والوحدة الميدانية، تلك هي قوة الشعب الفلسطيني، وقد جسّدت الفصائل الفلسطينية هذه الوحدة من خلال غرفة العمليات المشتركة التي تقود المعركة، بما في ذلك شباب الضفة الغربية، الذين لم يتخلفوا عن المواجهات، حتى ارتقى 248 شهيداً من الضفة الغربية منذ معركة طوفان الأقصى، ذلك يحدث على أرض فلسطين رغم غياب السلطة الفلسطينية، ورغم قصورها، وتخاذلها، ومواصلتها التنسيق والتعاون الأمني مع المحتلين، وهذا الذي يعوق التحرير، ويطيل من أمد الاحتلال.

اليمن جزء من المعركة
 كيف ترى دخول اليمن المعركة ضد الكيان الصهيوني نصرة لغزة خاصة وفلسطين عامة، في الوقت الذي لم يتجرأ أي من الأنظمة العربية برفع سبابته في وجه أمريكا و«إسرائيل»؟
كانت اليمن العربي جزءا من المعركة ضد العدو «الإسرائيلي»، وقد شارك اليمنيون إخوانهم العرب الفلسطينيين معركتهم، من منطلق أن مصير الأمة العربية واحد، وأن عدو الأمة واحد، وهذا وعي رائع للمعركة التي لا تقف عند حدود غزة، وإنها معركة لترتيب الشرق كله وفق مصالح «إسرائيل»، وهذا ما قاله بايدن: بأن الحرب تهدف إلى تأمين مصالح أمريكا لعدة عقود، لذلك جاء تدخل اليمن المباشر في المعارك، وقصف إيلات، والسيطرة على السفن «الإسرائيلية»، ليؤكد أن العرب كلهم في المعركة، وأن الحلف الأمريكي «الإسرائيلي» الغربي سيواجه بحلف عربي مقاوم، رغم تخاذل الأنظمة العربية، ورغم تآمر بعضها، ورغم النفوذ الأمريكي، فاليمن بلد عربي حر ومستقل عن السيطرة الأمريكية، ودخل الحرب، وأجبر السفن «الإسرائيلية» أن تسلك مسارات أخرى بعيداً عن البحر الأحمر، ذلك بعد أن ظن «الإسرائيليون» أن الأجواء مفتوحة لهم لعبور طائراتهم في سماء الجزيرة العربية، جاءت اليمن لتقول: لا، الأرض والسماء والبحار محرمة عليكم.
إدخال صنعاء معادلة البحر الأحمر في الحرب ضد الكيان الصهيوني، وقيام القوات البحرية اليمنية باحتجاز سفينة مملوكة لرجل أعمال صهيوني، والإعلان بأن عمليات القصف بالصواريخ والمسيرات، وأيضاً تحريم البحر الأحمر على الملاحة «الإسرائيلية»، ستستمر حتى يتوقف العدوان على غزة.. ما الذي يمثله ذلك على الحرب الصهيونية الأمريكية على غزة، وتداعياته على المنطقة ومخططات الاحتلال الاقتصادية والتطبيعية؟
الذي يقصف المدن المحتلة من الكيان الصهيوني، منتمٍ لأمته، وصادق مع نفسه، ويؤمن بحق العرب في محاربة العدو، ومع ذلك، دخلت اليمن المعركة، وهي تدرك تأثير حضورها أرض المعركة، وكيف سينعكس ذلك إيجاباً على الجماهير العربية، وعلى الشعب الفلسطيني، وكيف سيؤثر ذلك سلباً على العقلية «الإسرائيلية» التي ظنت أنها تسيطر على كل بلاد العُرب، فجاءت اليمن لتقول: نحن جزء من المعركة، وغزة ليست وحيدة، والمطبعون مع الصهاينة حفنة من الأنظمة الزائلة، لقد مَثّلت اليمن مصداقية القول مع الفعل، وطَبّقت أحد بنود جامعة الدول العربية عن الدفاع المشترك، ذلك البند الذي تجاهلته معظم الدول العربية.

وحدة الساحات
مساء الأربعاء الفائت أكد الناطق باسم أنصار الله، رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، أن مصير السفينة «غالاكسي ليدر» التابعة لرجل أعمال صهيوني والتي تم احتجازها من قبل قواتنا البحرية، مرتبط بخيارات المقاومة الفلسطينية وبما يخدم أهدافها في مواجهة العدوان «الإسرائيلي».. ما تعليقك على ذلك؟
لقد هدأت جبهة اليمن مع التهدئة في غزة أثناء فترة الهدنة التي امتدت لسبعة أيام وانتهت صباح الجمعة الماضية، وفي ذلك إشارة إلى أن المعركة واحدة، وأن اليمن جاهز للتصعيد إذا استأنف العدو معاركه ضد أهل غزة وهو ما حدث من العدو بعد الساعة السابعة من صباح الجمعة. ويجيء ربط مصير السفن «الإسرائيلية» مع مصير غزة، للتأكيد أن اليمن لا يقوم بقرصنة بحرية، اليمن يقوم بالدفاع عن النفس، فحين يدافع عن غزة، يدافع اليمن عن حريته ومستقبل شعبه، لذلك جاء الربط بين السيطرة على السفن «الإسرائيلية»، والحرب على غزة، ليعطي الشرعية لممارسة كافة أشكال المقاومة ضد العدو.

تدمير الدول العربية لصالح «إسرائيل»
يذهب الكثير من المُحللين والباحثين السياسيين إلى القول بأن العدوان الذي تعرضت له اليمن على مدى تسع سنوات، كان من أبرز أهدافه القضاء على اليمن، لموقفه من القضية الفلسطينية، كون المعتدين ومن خلفهم أمريكا و»إسرائيل»، يعرفون جيداً أن صنعاء لن تتوانى لحظة في خوض الحرب نصرة لأهلنا في فلسطين، وهو ما حدث فعلاً.. هل تتفق مع هذا الرأي؟
لا يمكن الفصل بين المعارك التي تجري في أي جزء من العالم العربي عن المعركة ضد العدو «الإسرائيلي»، تآمر أمريكا على «الربيع العربي» جاء ليخدم «إسرائيل»، افتعال المشاكل بين المغرب والجزائر لخدمة «إسرائيل»، تدمير العراق وسوريا لخدمة «إسرائيل»، الحرب في اليمن، وتدمير مقدراته، يخدم العدو «الإسرائيلي»، توظيف بعض الأنظمة مثل الإمارات لتمزيق النسيج الوطني في بلاد العرب لا يخدم إلا «إسرائيل»، وهذه حقائق يكشف أبعادها تدخل «الموساد الإسرائيلي» في معظم الأحداث التخريبية التي تجري على أرض العرب.

إطلاق الكلب الأمريكي
 في أكثر من مؤتمر صحفي توعدت قيادات الحرب في «تل أبيب» بالرد على صنعاء، وأن ذلك يجري بالتنسيق مع أمريكا و«أصدقاء في المنطقة».. برأيك كيف سيكون ذلك الرد؟
«إسرائيل» أضعف من الرد على اليمن، لذلك ستطلق الكلب الأمريكي لينبح، ويمارس الإرهاب ضد اليمن، وذلك من خلال تسليط بعض الأنظمة، ومحاولة جر اليمن إلى معارك داخلية، ومع الجوار، لإشغاله بنفسه.

الغاز المصري مدفوع الثمن
تناقلت وسائل الإعلام أخبار دخول العشرات من الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة الأسبوع المنصرم، ومن تلك المساعدات مواد غذائية وطبية والوقود وغاز الطبخ.. حدثنا باختصار عن ذلك، وما حكاية غاز الطهي المقدم من الحكومة المصرية، والذي يُقال إنها لم تقدمه كمساعدات وإنما عن طريق البيع لشركات التوزيع في غزة؟
كان الشعب الفلسطيني المنكوب في غزة يتمنى التدخل العربي المباشر في فتح معبر رفح، ولاسيما أن المعبر خاص بفلسطين ومصر، ولا علاقة لـ»الإسرائيليين» به، ومع ذلك ظل المعبر مغلقاً، ظلت مصر تأتمر بأمر «إسرائيل» في شأن معبر لا علاقة لـ«الإسرائيليين» به، وهذا ينسجم على المساعدات المقدمة من خلال المعبر، والتي يتلاعب بها الكثير من قطاع الطرق، والطامعين بالسطو على المساعدات الدولية المقدمة لغزة، وضمن هذا السياق، توقع الناس في غزة أن يأتي لهم غاز الطهي مجاناً، فكانت المفاجأة أن الغاز دخل عن طريق شركات في غزة، عن طريق التجارة، فقد باعت مصر الغاز لهذه الشركات، التي صارت توزعه على الهوية، وتجبي ثمنه لصالح الممول الرئيسي.

المقاومة قدرنا
 بصفتك أحد أبناء غزة والقاطنين في خان يونس، ومع عودة الحرب بضراوة بعد انتهاء الهدنة، هل ستؤثر الأوضاع الإنسانية في معنويات أبناء غزة، الواقفين بكل قوة مع المقاومة، والصامدين في بيوتهم والثابتين على أرضهم، دعماً وإسنادا للمقاتلين الأبطال، ودفاعاً عن الوطن والقضية والكرامة؟
المقاومة قدر الفلسطينيين، يموتون، ويذبحون، ويجوعون، ويتعرضون للقصف، والحياة تكاد أن تكون معدومة، ومع ذلك، فلا خيار أمام الفلسطينيين إلا الصمود، والثبات فوق الأرض، ومقاتلة عدوهم بما توفر لهم من وسائل مقاومة، واثقين من حقهم بأرض فلسطين، وواثقين أن جماهير أمتهم العربية لن تتخلى عنهم، وأن عدوهم مهزوم، مهما طال الزمن.



من هو الدكتور فايز أبو شمالة
- أثناء وجودي في السجون «الإسرائيلية»، نشرتُ ديوان شعر بعنوان «حوافر الليل» وكتاب «الانتفاضة في قواعد اللغة العربية»، صدرا عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين في القدس سنة 1991م، وأثناء وجودي في سجن نفحة الصحراوي، فزت بجائزة مركز إحياء التراث العربي في مدينة الطيبة في الأراضي المحتلة عن بحثي «على صهوة الشعر: دراسة على شعر الشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود» سنة 1992.
- نشرتُ في القاهرة، بعد الخروج من السجن ديوان شعر «سيضمنا أفق السناء» إصدار مطبعة مدبولي 2001.
- نشرتُ كتاب «رياحين بين مفاصل الصخر» سنة 2000 يضم مجموعة من كتابات وأشعار السجناء الفلسطينيين والعرب.
- أتممتُ دبلوم الدراسات العليا بعد الخروج من السجن سنة 1997 وتقدمت للماجستير في دراسة نشرت في رام الله عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي سنة 2003 تحت عنوان «السجن في الشعر الفلسطيني».
- نشرتُ في العام نفسه ومن المؤسسة نفسها كتاب «افتراض المشابهة»، دراسة نقدية على ديوان شعر «الخروج إلى الحمراء» للشاعر الفلسطيني المتوكل طه.
- حصلتُ على شهادة الدكتوراه في الأدب السياسي مع مرتبة الشرف الأولى من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة سنة 2004، عن دراسة بعنوان «الحرب والسلام في الشعر العربي والشعر العبري على أرض فلسطين من سنة 1987 لغاية سنة 2002»، وفيها ترجمتُ إلى اللغة العربية شعراً لأكثر من سبعين شاعراً وشاعرة من اليهود، في أكثر من مجال له علاقة بالبحث.
- عملتُ مديراً عاماً في وزارة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، ثم رئيساً لبلدية خان يونس، وكان قد تم اختياري عضواً للمجلس الوطني الفلسطيني سنة 1996، لاسيما بعد مشاركتي في انتخابات المجلس التشريعي، وحصولي على نسبة أصوات عالية تقترب من حد الفوز رغم حالات التزوير الفاضحة.
- فزتُ في انتخابات عضوية الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين سنة 2003.
- استشهد ابني حازم مقبلاً غير مدبرٍ في العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة سنة 2014.