الحاج خالد السفرجل / لا ميديا -
من المساجد العامرة شرقي مدينة صنعاء التاريخية مسجد علي بن أبي طالب (عليه السلام) حينما قدم إلى اليمن ونزل بمكان يدعى «السمسرة» تعود ملكيتها لامرأة تدعى أم سعيد البزرجية.
والمسجد تاريخ يتحدث عن نفسه عهد السيف والحكم الرشيد مايزال شاهداً على سيرة ولي من أولياء الله خليفة راشد. يقول الحاج خالد محمد السفرجل الذي يعمل «قيما» للمسجد من العام 1992 إنه بعد أن غادر الإمام علي عليه السلام إلى همدان قامت أم سعيد البزرجية بعد أن أعلنت إسلامها بهدم بيتها وبناء مسجد سمته مسجد الإمام علي بن أبي طالب تخليداً له في السنة الثامنة للهجرة، وهو ثالث مسجد بُني في اليمن، وخامس مسجد في الإسلام.
ويضيف الحاج خالد السفرجل أن المسجد لايزال شاهدا على عصر من العصور الذهبية للإسلام والتمكين والنصر، وفي حب آل بيت رسول الله، حيث تزدان جدران المسجد باتجاه المحراب بنقوش جصية كتب عليها آيات من القرآن الكريم تعتليها نقوش بأسماء الحسن والحسين وفاطمة وزينب عليهم السلام ونقوش أخرى في الجهة الجنوبية للمسجد (محمد رسول الله -على ولي الله -فاطمة أَمَة الله).
وبالرغم من مساحة المسجد الصغيرة إلّا أنه تحفة فنية من النقوش والأعمدة الثابتة المتصلة من الأعلى بعقود هندسية دقيقة ونمط معماري فريد تتمدد عليها من الأعلى مساحة السقف المكون من الخشب والجص والياجور الذي تتميز به مدينة صنعاء البديعة وعلى بابه كتبت الآية الكريمة {وأنه في الكتب لدينا لعلي حكيم} وإلى الأعلى {إنما يريد الله أن يذهب الرجس عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيراً}.
للمسجد رائحة زكية كأنها لأمير المؤمنين وهو يصلي بالناس، حيث مكان المسجد والبيوت المحيطة تبرهن ذلك الإحساس الرائع. يقول الحاج خالد السفرجل إن المسجد حظي بتوسيعات جديدة كان منها إنشاء ساقية تمتد من بئر عابدين غربي صنعاء إلى داخل المسجد في عهد الأمير محمد البدر، وشهد ترميمات جصية وإعادة إبراز النقوش القديمة وألوانها وبناء منارة أخرى له بطراز صنعاني معماري فري، بالإضافة للمنارة الموجودة، كما يتكون المسجد من بيت الصلاة وصوح الشمسي والمطاهير التي شهدت تحديثات جديدة أيضاً.
في رمضان تتهادى جموع من الناس للصلاة وقراءة القرآن وتدارسه لمكانة المسجد في قلوبهم ودلالته الدينية والتاريخية، حيث يقول الحاج خالد السفرجل بأن وفودا كثيرة تأتي لزيارة المسجد سواء من داخل صنعاء وضواحيها أو من المحافظات.