عادل عبده بشر / لا ميديا -
أدخل اليمن المحيط الهندي، وصولاً إلى رأس الرجاء الصالح، ضمن معادلة الانتصار لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، معلناً توسيع مسرح العمليات المستهدِفة للسفن الصهيونية أو المرتبطة بالكيان المارق وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، لتشمل المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، لتدخل هذه المنطقة البحرية، وللمرة الأولى في التاريخ، في مرمى الصواريخ اليمنية، وذهبت صنعاء بهذه الخطوة المساندة للقدس إلى أبعد مدى غير مسبوق، لا يتوقعه العدو، وفقاً لنائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور المجاهد محمد الهندي.
وبارك الدكتور الهندي في تصريح لصحيفة "لا" إعلان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الخميس الماضي 14 آذار/ مارس الجاري، منع السفن "الإسرائيلية" وتلك المرتبطة بالكيان الغاصب أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من المرور من طريق رأس الرجاء الصالح، لأنها ستكون هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وذلك بعد أن نجحت صنعاء في تثبيت معادلة الحصار بالحصار، بمنعها الملاحة البحرية الصهيونية والمتجهة إلى كيان الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م.
وقال نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي لـ"لا": "هذه الخطوة تعني إطباق الحصار على موانئ العدو على البحر المتوسط بعد النجاح في محاصرة ميناء أم الرشراش المحتلة (إيلات) على خليج العقبة على البحر الأحمر، وهذا يعني مزيدا من ضرب اقتصاد العدو".
وأضاف: "إن الإعلان عن توسيع نطاق الهجمات اليمنية إلى مدى غير مسبوق لا يتوقعه العدو في المحيط الهندي يعكس فشل الضربات الأمريكية البريطانية في إضعاف قدرات القوات المسلحة اليمنية أو التأثير عليها، ومن جانب آخر يعكس تطور هذه القدرات في قوتها ومدياتها وفي سِرِّيتها التي فاجأت الأمريكي بشكل لم يكن يتوقعه".
وحول توقيت إعلان هذه الخطوة، قال الدكتور محمد الهندي: "إن توقيت الإعلان عن هذا التصعيد يأتي في الوقت المناسب تماما مع بداية شهر رمضان المبارك ردا على تصعيد العدو وجرائمه بحق المدنيين والتي وصلت حدا غير مسبوق عبر سياسة التجويع التام لأهل غزة وما أثاره ذلك من مطالبات إنسانية متصاعدة في دول الغرب بضرورة وقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن قطاع غزة".. مشيراً إلى أن "هذا التوقيت يعكس إحاطة السيد عبدالملك الحوثي بتفاصيل العدوان على غزة وتداعياته على الرأي العام الدولي كما يعكس الموقف المبدئي الثابت غير الخاضع للتهديد أو المساومة".
وأكد الدكتور محمد الهندي أن "الشعب الفلسطيني وهو يستمع لخطاب السيد عبدالملك ويرى مئات الألوف من الشعب اليمني في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى تهتف لفلسطين وتبدي استعدادها للانخراط في المقاومة للدفاع عنها، يشعر أن الصورة في اليمن تُكَمِّل صورة صبر وصمود شعب فلسطين الملحمي ومقاومته الباسلة لتكتمل مسيرة الأمة نحو تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين ودخول المسجد الأقصى فاتحين بإذن الله، وستسوء وجوه صهاينة اليهود وصهاينة العرب".

الموقف المساند لغزة في تصاعد
وفي خطاب له، الخميس الفارط، قدم فيه إحاطة حول تطورات العدوان الأميركي "الإسرائيلي" على غزة، والعدوان على اليمن، أعلن السيد عبدالملك الحوثي عن بدء القوات المسلحة اليمنية فعليا منع سفن العدو الصهيوني أو المرتبطة به والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من العبور عبر المحيط الهندي وبالتالي منعها من العبور نحو طريق الرجاء الصالح، كاشفا عن تنفيذ ثلاث عمليات نوعية خلال الأسبوع الأخير في هذا الإطار ومؤكدا وصول الصواريخ اليمنية إلى مديات جديدة.
وشدد السيد القائد على أن الموقف اليمني المساند لغزة في تصاعد مستمر والقدرات العسكرية اليمنية في تطور دائم، ومهما فعلت الولايات المتحدة، فلن تتمكن من إيقاف اليمن عن مساندة الشعب الفلسطيني، طالما استمر العدوان والحصار على غزة.
ولم تكد تمرّ ساعات بعد خطاب السيد عبدالملك، حتى خرج المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، ليعلن بشكل رسمي بدء القوات المسلحة اليمنية توسيع نطاق عملياتها ضد السفن "الإسرائيلية" أو المرتبطة بـ"الإسرائيلي" أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو القادمة منها، لتشمل المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح.. كاشفاً تفاصيل العمليات الثلاث، التي طالت 3 سفنٍ تجارية "إسرائيلية" وأميركية في المحيط الهندي، بعدد من الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة، التي حققت أهدافها بنجاح.
اقتصار الإعلان على منع السفن المتّجهة إلى موانئ الكيان يُعدّ، وفقاً لمراقبين، مرحلة أولى ستليها مراحل أخرى تشمل منع السفن الأميركية والبريطانية من المرور هناك، خصوصاً إذا استمرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عدوانهما على اليمن.