حوار - عادل عبده بشر / لا ميديا -
ضمن معركة الإسناد لشعبنا الفلسطيني ضد حرب الإبادة والحصار والتجويع التي ينفذها العدوان الصهيوني للشهر السادس توالياً في قطاع غزة، أعلن اليمن دخول العمليات المسلحة مرحلة أخرى يكون فيها المسار البحري البديل للبحر الأحمر مستهدفاً أيضاً، مؤكداً أن صواريخ قواته المسلحة باتت تطال المحيط الهندي، لمنع السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من العبور نحو رأس الرجاء الصالح.
هذا التصعيد اليمني لعزل كيان الاحتلال عن شرق الخارطة، كشف في طياته الكثير عن الإمكانيات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، وأنها في مسارها التصاعدي انتصاراً للمظلومية الفلسطينية تمضي وفق خطة استراتيجية عسكرية وسياسية وشعبية متوازية، قائمة على تنسيق عال مع قيادة المقاومة الفلسطينية. وعلى ما يبدو أن النية «الإسرائيلية» في اقتحام رفح قد تجعل جبهات الإسناد أكثر سخونة، يمتد فيها الصراع إلى المكان الذي تخشاه الإدارة الأميركية في هذا التوقيت تحديداً.
حول إدخال اليمن المحيط الهندي ضمن المعادلة تحدث لصحيفة «لا» مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور ماهر الطاهر، ومسؤول العلاقات الفلسطينية بحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو سامر موسى.

ثمّنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إعلان اليمن منع السفن «الإسرائيلية» وتلك المرتبطة بالكيان الغاصب أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من المرور في المحيط الهندي وعبر طريق رأس الرجاء الصالح، لأنها ستكون هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وذلك بعد أن نجحت صنعاء في تثبيت معادلة الحصار بالحصار، بمنعها الملاحة البحرية الصهيونية والمتجهة إلى كيان الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.
جاء ذلك على لسان مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور ماهر الطاهر، في حديث خص به صحيفة «لا»، مؤكداً أن الإجراءات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، وحالياً في المحيط الهندي، تعتبر خطوات نوعية تساهم بجدية في دعم وإسناد شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة على أرض قطاع غزة وفي كافة التراب الفلسطيني المحتل.
وقال الطاهر: «نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نثمن عالياً مواقف حركة أنصار الله وقائدها السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ونثمن مواقف الشعب اليمني الشقيق والعظيم والشجاع الذي عبر عن أصالة هذه الأمة وعن عنفوان الشعب اليمني في وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني»، موضحاً أن الإجراءات التي أعلن عنها السيد القائد عبدالملك الحوثي، بمنع السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من العبور في المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، «سيكون لها تأثير كبير على الكيان الصهيوني وعلى الولايات المتحدة الداعمة لهذا الكيان المارق والمشاركة معه في حرب الإبادة قتلاً بالآلة العسكرية وتجويعاً بالحصار ومنع دخول الغذاء والدواء».
وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن «هذا التصعيد اليمني الشامخ والمواقف اليمنية في مجملها والداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، جميعها تُشكل نقاط قوة كبيرة بيد الشعب والمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة على الأرض وفي الميدان، وأيضاً تخوض معركة مفاوضات مع العدو ذاته لوقف العدوان وحرب الإبادة، وسيكون لهذه الخطوات اليمنية نتائج عميقة على كيان الاحتلال والولايات المتحدة وعلى كامل صورة المعركة الدائرة على الأرض وفوق الطاولات».

اجتماع الأنصار بفصائل المقاومة
وحول اللقاء الذي جرى مؤخراً بين «أنصار الله» وفصائل المقاومة في العاصمة اللبنانية بيروت، قال مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: «اللقاء جمع حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي وحركة أنصار الله، وكان لقاءً هاماً تم خلاله بحث سبل التنسيق بين أطراف محور المقاومة وخطوات التصعيد للمرحلة القادمة ضد العدو الصهيوني».
وأضاف: «أكد لنا الإخوة المجاهدون في حركة أنصار الله أن اليمن صامد وسيواصل معركة إسناد أشقائهم الفلسطينيين، ولديه القدرة على الاستمرار في هذه المعركة لسنوات بوتيرة عالية ونفس طويل وقدرات عسكرية لا تتوقف عن التطوير وإيمان تام بصدق القضية وقُدسية المعركة»، مؤكداً أن التواصل والتنسيق مستمر بين قيادات المقاومة الفلسطينية والقيادة في صنعاء منذ البداية وعلى مستويات كبيرة.
وأوضح أن تلاحم محور المقاومة والتنسيق بين أطرافه في اليمن ولبنان والعراق وسورية، لعب دوراً مهماً في تدعيم صمود شعبنا الفلسطيني البطل.
واختتم الدكتور ماهر الطاهر حديثه لـ«لا» بالقول: «نحن كشعب فلسطيني لا يمكن أن ننسى مواقف الشعب اليمني وحركة أنصار الله، بوقوفهم إلى جانبنا بكل قوة وشجاعة من أجل تحقيق الانتصار وتحرير فلسطين، ونحن وإياكم مصيرنا واحد، أهدافنا واحدة، وإن شاء الله نسير نحو النصر ونحو تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، ونُصلّي معاً في القدس الشريف».

أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، الحاج أبو سامر موسى، أن اليمن فرض قواعد اشتباك جديدة أذهلت العدو وأثلجت صدور الشعب والمقاومة الفلسطينية وكل أحرار العالم.
جاء ذلك تعليقاً على إعلان صنعاء توسيع رقعة المعركة مع العدو الصهيوني من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن إلى المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، ضمن معركة الإسناد لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وقال أبو سامر في حديثه لـ»لا»: «السيد عبدالملك الحوثي والقوات المسلحة اليمنية في إعلانهم حظر الملاحة الصهيونية في المحيط الهندي، إضافة إلى الحظر الذي فرضوه على السفن الصهيونية والمتجهة إلى كيان الاحتلال في البحرين الأحمر والعربي منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، يثبتون القول بالفعل في استمرارهم بمعركة الدفاع عن القدس والانتصار لمظلومية شعبنا العزيز في فلسطين».
وأضاف: «هذه الخطوة تعني إطباق الحصار التام على موانئ العدو في فلسطين المحتلة، وسيصيب الكيان الصهيوني الشلل التام، بعد الشلل الذي حصل لميناء أم الرشراش، «إيلات»، نتيجة إغلاق اليمن باب المندب في وجه الملاحة الصهيونية عبر البحر الأحمر. وسيؤدي هذا التطور الجديد إلى كارثة اقتصادية ستواجهها حكومة نتنياهو وسيمتد التأثير اليمني ليطال حتى الجانب السياسي ويزيد الضغوط السياسية على النتنياهو ومجلس الحرب الصهيوني».
كما أكد القيادي في الجهاد الإسلامي أن «إحدى النقاط الهامة لهذه الخطوة الاستراتيجية اليمنية هي قطع الإمدادات اللوجستية والعسكرية عن كيان الاحتلال عبر البحار، ما سيكون له تأثير كبير على العدوان الصهيوني ومجريات المعركة الميدانية في غزة، وعلى أداء وكفاءة جنود الاحتلال، إضافة إلى رفع معنويات المجاهدين من فصائل المقاومة وتدعيم الموقف الفلسطيني في المفاوضات السياسية».

خطة عسكرية
وأشار أبو سامر موسى إلى أن اليمن في إسناده للشعب الفلسطيني بعملياته المتصاعدة «يسير وفق خطة عسكرية استراتيجية تتسق مع المسار التصاعدي للعدوان على غزة. ومن جهة أخرى، أثبتت القيادة اليمنية، ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني وللعالم أجمع، أنهم عصيون على الانكسار، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بفلسطين والقدس الشريف، وبالسيادة اليمنية، وأنهم ماضون في طريق الانتصار للمظلومية الفلسطينية بخطوات وتكتيك عسكري بعيد المدى، وكأنهم قد أعدوا لذلك عسكرياً وعقائدياً منذ غرست بريطانيا وأمريكا النبتة الشيطانية في الجسد العربي قبل 75 عاماً، وليسوا البلد الذي خرج للتو من عدوان وحصار نفذه محور الصهاينة لتسع سنوات متواصلة».
وقال القيادي في الجهاد الإسلامي: «السيد عبدالملك بإعلانه معادلة المحيط الهندي كشف شيئاً من المفاجآت التي توعد بها تحالف العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني، سابقاً، والسيد إذا قال صدق، وهذا يعني أيضاً أن المستور كبير والمفاجآت القادمة ستكون أكثر إيلاماً للأعداء ما لم يرضخوا للصوت اليمني ويوقفوا عدوانهم وحصارهم على غزة».
وأضاف: «اليمن اليوم لم يعد الدولة الضعيفة على المستوى الإقليمي، وصنعاء لم تعد أداة في «يد سفير»، بل إنه بلغ مصاف الدول المتقدمة عسكرياً، وأصبح من أقوى الدول بقدراته العسكرية التي أذهلت الجميع وجعلت أمريكا التي تزعم أنها أقوى دولة في العالم، تصرخ: لا قدرة لنا على قتال الحوثيين».
واختتم مسؤول العلاقات الفلسطينية في الجهاد الإسلامي، الحاج أبو سامر موسى، حديثه لـ»لا» بنصيحة وجهها للإدارتين الأمريكية والبريطانية الداعمتين للكيان الصهيوني، قائلاً: «لقد عرفتم قدرات اليمن، ويجب عليكم الانصياع لما يقوله السيد عبدالملك الحوثي، لتحفظوا ما تبقى من كرامتكم».