إمام وخطيب الجامع محمد يحيى الجهمي
شرقي صنعاء القديمة الزاخرة بالتراث والتاريخ الذي يتحدث عن نفسه، باتجاه «باب شعوب»، تقع «حارة الطواشي»، وهي جزء أصيل من صنعاء القديمة، وقد أخذت اسمها عن «جامع الطواشي» موضوع حديثنا اليوم والذي يقع إلى الشرق من الطريق المؤدية إلى «سوق الزُّمُر» و»باب شعوب». وقد كتب العلامة والمؤرخ الكبير السيد يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد في كتابه «أبناء الزمن» في حوادث 1028 هجرية، قال: «وفي هذه السنة وصل رسول من سلطان الهند يعرف بالطواشي، ومعه هدية عظيمة لمحمد باشا، ولبث في صنعاء أياما، وبنى في إقامته بصنعاء المسجد المعروف الآن بمسجد الطواشي، نسبة إلى بانيه، وهو القريب من مسجد عباس القديم، وبنى حماما أيضا وجعل مصالحه للمسجد المذكور». وقد قام بتوسعته القاضي علي بن حسن الأكوع رحمه الله في سنة 1185 كما هو مذكور في جدار المسجد ومكتوب بالجص من داخل المسجد.
وتقول الروايات إن المسجد بني على أنقاض مسجد اسمه «مسجد العباس» الذي بناه عباس بن محمد التعلبي، كما يقول المؤرخ العلامة السيد عبدالله علي بن عبدالرحمن بن الإمام شرف الدين رحمه الله.
يقول أحد رواد المسجد بأن الطواشي الذي قدم من سلطان الهند كان لديه أيضا دار الطواشي، وكانت تسمى أيضا دار الإسعاد، في الركن الجنوبي لصنعاء القديمة.
يتكون المسجد من بيت الصلاة، الذي يحفل بنقوش جصية جميلة تملأ جدرانه، يتضمن تسعة أعمدة من الحجر الأسود تنتهي بأقواس وعقود من الحجر الأحمر بعد ترميمه تحمل السقف المكون من الخشب والجص والقضاض الذي تشتهر به بيوت صنعاء القديمة. وأما المحراب الذي يتوسط جدار القبلة فمازال يحتفظ بنقوشه الرائعة التي تتشكل إلى الأعلى بشكل مستطيل وتتضمن آيات قرآنية وزخارف هندسية بديعة. وإلى جنوب بيت الصلاة تقع الصومعة التي ترتفع حوالى ثلاثين مترا، ويقال إن الذي بناها هو الشيخ عبد الله بن أحمد الضلعي السريحي، والزيادة الجنوبية مقابل المنارة من الشرق إلى الغرب في سنة ثلاث مائة بعد الألف.
وأما الفناء فينقسم الى قسمين: الأول بسقف محمول على ثلاثة أعمدة وأربعة عقود حجرية، وإلى جهته الشمالية مقصورات صغيرة يقول إمام وخطيب الجامع محمد يحيى الجهمي إنها تستخدم لكل ما يتعلق بالمسجد من أدوات تنظيف وما شابه؛ وأما القسم الثاني فيحتوي على المطاهير القديمة التي أصبحت تستخدم كخزانات للمياه، وفي الاتجاه القبلي توجد بئر قديمة مازالت تزود المسجد بالمياه. وجنوبا توجد قبة تحوي ضريح الطواشي.
يقول الحاج محمد يحيى الجهمي إنه خلال شهر رمضان هنالك برنامج تعليمي يبدأ من بعد صلاة الظهر لتدارس كتاب الله وحفظه وعلومه لأكثر من سبعين طفلا وطفلة، وبرنامج آخر يبدأ من بعد صلاة العصر يحتوي محاضرات وخواطر رمضانية وتعليم الطلبة أسلوب الخطابة والإلقاء، ثم برنامج مسائي يبدأ من الثامنة والنصف وينتهي بكلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، حيث يتم بثها عبر مكبرات الصوت.
شهد المسجد ترميماً حديثاً فتم بناء عقوده من الحجر الأحمر، وكذلك قاعدة صومعته، وقد نحت ذلك على جدار المسجد سنة 1994.