تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
في اعتراف واضح بفشل التحالفات الدولية بقيادة أمريكا والاتحاد الأوروبي في منع العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي،  كشفت واشنطن عن جانب من كُلفة التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، خلال الأشهر الماضية منذ قيادة أمريكا لما يُسمى تحالف "حارس الازدهار"، فيما طالبت المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي "إسبيدس" بالمزيد من السفن القتالية لحماية السفن الصهيونية في مسرح العمليات العسكرية اليمنية، في الوقت الذي لجأت روما التي تقود المهمة الأوروبية، إلى طلب الوساطة لدى صنعاء بعدم التعرض للسفن الإيطالية.
وكشف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني عن قيامه باللجوء إلى نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بالتوسط لدى صنعاء بعدم التعرض للسفن التجارية الإيطالية أثناء مرورها في البحرين الأحمر والعربي.
وقال تاجاني في برنامج "خلال نصف ساعة" على قناة "رأي 3" الإيطالية: "طلبت من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن يكون مجتهدًا مع الحوثيين لضمان عدم مهاجمتهم للسفن التجارية الإيطالية في البحر الأحمر". لافتاً إلى أنه تلقى "تطمينات" بشأن حقيقة أنه "لن يتم مهاجمة سوى السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل".
وتتولى إيطاليا مهام قيادة القوة البحرية الأوروبية "إسبيدس" والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي في شباط/ فبراير الماضي، بحجة حماية السفن والمصالح الأوروبية، وليس لخوض حرب مع القوات المسلحة اليمنية، نظير عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني.
وفي خطابه الأخير حول آخر التطورات في فلسطين والمستجدات الإقليمية بتاريخ 18 نيسان/ أبريل الجاري، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن لا خطورة على الملاحة التابعة للدول الأوروبية، التي لا تتجه إلى العدو الإسرائيلي.
وقال: "لا خطر عليها أبداً، لتمر بأمان وسلام، طالما لن تتجه إلى العدو الإسرائيلي، ولم تشارك في العدوان على بلدنا"، وأضاف موجهاً خطابه للاتحاد الأوروبي: "ونحن نؤكد هذا ونقول: من مصلحتكم أن تسحبوا قطعكم التي تكلِّفكم كثيراً، وتدخلكم في مناوشات لصالح الأمريكي، وأعباء مالية، ومخاطر، من دون حاجة إلى ذلك، ولا مبرر لذلك أصلاً".
وأوضح أنه "من خلال تنسيق أي دولة أوروبية، أو أي دولة أخرى في شرق الأرض وغربها، مع بلدنا، تستطيع أن تعبر من دون أي استهداف من بلدنا".

سفن قتالية إضافية
في سياق متصل وتزامناً مع تصريحات نائب رئيس وزراء إيطاليا، بطلب "الأمان" لسفن بلاده في البحر الأحمر وخليج عدن، خرج قائد العمليات في "إسبيدس" بتصريح طالب فيه الاتحاد الأوروبي بتوفير المزيد من السفن القتالية للتصدي للهجمات التي ينفذها الجيش اليمني ضد السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وقال قائد العمليات الأميرال فاسيليوس جريباريس، من مقر المهمة في مدينة لاريسا اليونانية: إن المهمة الأوروبية تتكون من أربع فرقاطات من اليونان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وتنظم دوريات في منطقة واسعة تمتد من جنوب البحر الأحمر إلى شمال غرب المحيط الهندي، أي ضعف مساحة دول الاتحاد الأوروبي.
واستطرد جريباريس قائلاً: إن المهمة ستطلب من السلطات الأوروبية إشراك مزيد من السفن الحربية في البحر الأحمر، وأضاف: "نحتاج إلى ضعف العدد الموجود لدينا حالياً على الأقل".
في الأثناء وبعد وقت قصير من تصريحات قائد عمليات "إسبيدس" بالحاجة إلى فرقاطات إضافية، أنهت ألمانيا مهمة الفرقاطة "هيسن"، وغادرت الفرقاطة  البحر الأحمر في وقت مبكر من صباح السبت الماضي.
وقال الجيش الألماني إن الفرقاطة التي كان على متنها طاقم مكون من 240 فردًا أنهت مهمتها وغادرت منطقة العمليات.
ومنذ وصول "هيسن" الى البحر الأحمر تعرضت لانتكاسات كبيرة، كان من أبرزها خطر نفاد مخزون الذخيرة الخاص بها، وقيامها بإطلاق صاروخين على طائرة مسيرة أمريكية تابعة للتحالف الأمريكي البريطاني، ورغم ذلك سقط الصاروخان في البحر.
ووصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مشاركة بلاده في "إسبيدس" بأنها أخطر عملية بحرية منذ عقود.

كُلفة الردع الأمريكي
إلى ذلك كشفت الولايات المتحدة حجم خسائرها في التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية خلال الأشهر الماضية، منذ دخول اليمن الحرب ضد الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة البحرية الأمريكية إنها أنفقت مليار دولار لإحباط 130 هجوما على سفن أمريكية في البحر الاحمر خلال الأشهر الـ6 الماضية.
وأوضح وزير البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو للمشرعين في مجلس الشيوخ حاجة وزارته إلى ملياري دولار حتى تتمكن من الاستمرار في ما وصفها بـ"الأعمال الدفاعية" وتجديد الذخائر.
وأكد أن الإنفاق على الذخائر ارتفع بشكل كبير ويجب أن يوافق الكونغرس على زيادة الإنفاق حتى تتمكن من الحصول على الموارد الإضافية.
وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليون دولار في الصاروخ الواحد لاعتراض مسيرة بـ2000 دولار للقوات المسلحة اليمنية عند مهاجمة السفن المرتبطة بكيان الاحتلال، ما يعني أن أمريكا أنفقت مليار دولار بمفردها للتصدي للهجمات اليمنية وفق تصريح سابق للبنتاغون نفسه.
وهذه الأرقام دون حساب تكلفة الطلعات الجوية والغارات وتشغيل المدمرات وما تنفقه بقية الدول المشاركة في تحالف ما يسمى "حارس الازدهار" الذي شكلته الولايات المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بهدف حماية الكيان الصهيوني.