على غرار سورية.. مجلة أمريكية تكشف عن مباحثات في قطر والبحرين لإثارة الفوضى في اليمن
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
كشفت مجلة أمريكية عن مباحثات وصفتها بأنها «رفيعة المستوى» عُقدت هذا الأسبوع في البحرين وقطر، لإعادة الحرب في اليمن، وتحريك فصائل المرتزقة ضد صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، خصوصاً مع إصرار اليمن على مواصلة عملياته العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، باستهداف السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى كيان الاحتلال أو السفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وذكرت مجلة مجلة «ماريتايم إكزيكيتيف» The Maritime Executive، وهي أكبر مجلة متخصصة في الأعمال البحرية في العالم، أن تلك المباحثات جاءت بالتزامن مع ما وصفته بـ»الانهيار الذي تعرض له محور المقاومة في سورية»، حيث يرى البعض من المناهضين لصنعاء، فكرة استغلال الفرصة وتطبيق نموذج سورية في اليمن.
وكانت ما تسمى بالمعارضة المسلحة في سورية والتي تضم عدداً من الفصائل الإرهابية، تمكنت بدعم تركي أمريكي «إسرائيلي» من السيطرة على دمشق في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعملية تسوية دون نشوب معارك، بعد أيام من سيطرتها على حلب وإدلب وحماة التي شهدت معارك قصيرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، تلى ذلك عمليات انسحاب كامل للجيش من مدينة حمص وتسليم للعاصمة دمشق.
المجلة الأمريكية وفي تقرير نشرته، أمس، بعنوان «حلفاء إيران يتراجعون إلا في البحر الأحمر»، قالت إن «محور المقاومة في الشرق الأوسط، يتعرض لضغوط ويتراجع في كل مكان تقريباً عدا في اليمن».
واستعرض التقرير تطورات الأحداث في سورية، حيث يرى في «الاستيلاء السريع لهيئة تحرير الشام على الحكومة السورية نهاية للمقاومة في سورية»، لافتاً إلى أن المقاومة في فلسطين ولبنان، تعرضت لضربات قوية وخسرت قياداتها والكثير من قوته القتالية، «ولكن في اليمن لايزال محور المقاومة قوياً».
وجاء في التقرير: «لا تظهر الحملة الحوثية ضد الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن أي علامات على التراجع. ولم تنجح الضربات التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الصواريخ المضادة للسفن والطائرات بدون طيار والبنية التحتية الداعمة في كبح جماح شدة الهجمات». مشيراً إلى أن «شركات الشحن تواصل تحويل حركة المرور حول رأس الرجاء الصالح، كما أن العمليات البحرية التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، على الرغم من فاعليتها عند وجودها، لم يكن لديها عدد كاف من السفن في البحر لتحييد التهديد».
وأضاف: «يبدو أن هذه المعركة بالذات عالقة في طريق مسدود».
وذكرت المجلة أن «الغضب من تكلفة الحصار الحوثي يتزايد مع تغير موازين القوى في المنطقة»، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، أو السفن الأمريكية والبريطانية.
وكنوع من التحريض على صنعاء نتيجة لوقوفها مع الشعب الفلسطيني ونجاحها في كسر هيبة البحريتين الأمريكية والبريطانية، قالت المجلة إن «المنتجون للنفط الخام الضعيف يتحملون التكاليف الإضافية المترتبة على تحويل مسارهم حول رأس الرجاء الصالح، كما يتعين على التجارة العامة وحركة الحاويات من الخليج العربي أن تسلك الطريق الأطول، الأمر الذي يؤدي إلى تضخم أسعار المستهلك».. مضيفة: «ولن يكون مفاجئا أن يفكر حكام الخليج في نشر جزء صغير من التكاليف الإضافية الكبيرة المفروضة عليهم، والتفكير فيما إذا كان من الأفضل إنفاق بعض هذه الأموال على محاولة متجددة لتهجير الحوثيين أو تحييدهم».
وتابعت المجلة: «وبعد تنفيذ الحوثيين هجوما بطائرة بدون طيار جنوب تل أبيب في التاسع من الشهر الجاري، ستفكر إسرائيل في اتخاذ إجراء مماثل».
وأوضحت أن «دول الخليج كانت مترددة في اتخاذ موقف عدائي مفرط تجاه الحوثيين، حيث تسعى السعودية بشكل خاص بدلاً من ذلك إلى تمديد وتعميق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه مع الحوثيين في عام 2022، وهي وسيلة للخروج من حرب كارثية ومكلفة خسرتها فعليًا». مشيرة إلى أن «ميزان القوة تحول الآن مع خسارة إيران وروسيا في سورية».
طموح عفاش
وفي هذا السياق كشفت مجلة The Maritime Executive، عن نقاشات جرت حديثاً في قطر والبحرين للتباحث حول «كيفية إسقاط الحوثيين».
وقالت المجلة: «لقد كانت كيفية المضي قدماً في حملة مناهضة الحوثيين موضوعاً ساخناً في المؤتمرات رفيعة المستوى التي عقدت هذا الأسبوع في كل من البحرين والدوحة. ومن بين الأفكار التي ناقشها الزعماء الإقليميون وخبراء الأمن الحاضرون إعادة تنشيط القوات التي يسيطر عليها طارق صالح في الساحل الغربي».
وأوضحت أن عميل الإمارات طارق صالح يضغط لخوض حرب مع القوات المسلحة اليمنية، بهدف السيطرة على مدينة الحديدة بحجة حماية الملاحة في مضيق المندب والبحر الأحمر.. إلا أن المجلة الأمريكية أكدت أن السيطرة على مدينة الحديدة، إن حدثت فعلاً فلن يكون لذلك بالضرورة تأثير على العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، كون القوات المسلحة اليمنية متواجدة في العديد من المواقع سواء على الساحل أو في قمم ومرتفعات السلاسل الجبلية على امتداد المحافظات المطلة على البحر الأحمر.
ومن جهة أخرى ترى المجلة بأن إعادة إشعال الحرب في اليمن «من شأنه أن يعزز الانقسام في اليمن بين الحوثيين والحكومة التي يدعمها السعوديون والانفصاليين الجنوبيين الذين يدعمهم الإماراتيون. ويسعى طارق صالح ليصبح لاعبا مستقلا رابعا في هذه المجموعة».
يذكر أن العديد من مراكز البحوث ووسائل إعلام غربية، أجرت مؤخراً دراسات تقييمية لعام من أزمة البحر الأحمر، منذ دخول القوات المسلحة اليمنية الحرب ضد الكيان الصهيونية إسناداً للشعب الفلسطيني، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م. وخلصت تلك الدراسات إلى التأكيد على امتلاك صنعاء قدرات عسكرية متطورة وتكتيكات عجزت أقوى بحرية في العالم في التصدي لها، مشددة على أن الحل الوحيد لأزمة البحر الأحمر يكمن في إيقاف الحرب على غزة.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا