يُجيــد الأغنيــة الهنديــة والتركيــة والكرديــة
الفنان والملحن الكبير حارث الشمسي:لا تنادي لتفريق الوطن


مزج رحيق الصوت بماء الكلمة العذبة، وأطلقهما في شرايين اللحن، فتحولت أغانيه إلى عصافير تزغرد وتغرد على أغصان الأيام، وفي حدائق الشجن التي لا تشيب.. جنح إلى تطريز أغانيه بألحان فذة كأنها خلقت لصوته فقط، ولحنجرته التي تتحدى كافة المقامات العربية.. أجاد السباحة والغوص في بحور الفن، وترقيص الكلمات الحزينة، وتحويلها إلى صور متحركة. كما يمكن اكتشاف موهبته الفنية من خلال غزارة ألحانه، وهو يعد من ألمع وجوه الفن اليمني، ومن أمهر العازفين على آلة العود، وأحد أكثر هواة هذه الآلة إخلاصاً لها وتمسكاً بها.
عندما التقيت به لإجراء هذا الحوار استمعت إلى العديد من أغانيه الراقية، والتي أسرتني وأبهرتني، والتي يجب أن نقف جميعاً أمامها بإجلال.. إنه مبتكر ومجدد للأغنية اليمنية، وقد نجح في أن يقدم فناً خاصاً به. إنه فنان ازداد إبداعاً وتعلقاً بالفن وعوالمه الرحبة، فأعماله ترتقي إلى مستوى الأعمال العربية الكبيرة، والتي تذكرنا بعباقرة الفن العربي من عهد الطرب الأصيل.
أعماله الفنية ستبقى شاهدة على عصرها، وستترك إبداعاته التأثير الكبير لدى كل الأجيال. كما أن لديه الكثير من الأعمال الوطنية المناهضة للعدوان.. إنه الفنان والملحن الكبير حارث الشمسي.
الفن رسالة
 من هو الفنان الحقيقي؟
هو الفنان الذي يغني بأحاسيس ومشاعر صادقة، وهو الذي ينتقي الكلمة الراقية، وتكون عبارة عن رسالة سواء كان فناناً كبيراً أو صغيراً.

 بعض المراقبين يقولون بأن أعمالك تتلاءم مع روح الفن والعصر لأنها تركز على الجوهر وتحافظ على الشحنة الفنية الحقيقية. هل توافقهم الرأي؟
نعم أوافقهم الرأي.

 هل يمكن أن يمثل الفن جسراً ينقلنا الى الآخر لنعبر به عن حقيقتنا ووجهات نظرنا وثقافتنا لنغير الصورة غير الحقيقية لليمنيين في أذهان العالم؟
نعم نستطيع ذلك إذا كانت الكلمة لها معنى، واللحن هادف، نستطيع أن نغير الصورة في أذهان العالم.

مزيج يمني هندي
 لك أغنية هندية، لو تحدثنا عن هذه التجربة.
هذه الأغنية غنيتها في عمان مع فنانة هندية، بعد ذلك غنيت العديد من الأغاني الهندية، لأن الأغنية الهندية تعتبر من الألوان الجميلة، وتعتبر مقاربة للأغنية اليمنية، وأدخلنا أغاني يمنية شعبية على أغانٍ هندية، فكانت رائعة، وكذلك غنيت التركية وأغاني كردية والعديد من الأغاني الأجنبية.

 ما اسم الفنانة الهندية التي غنيت معها؟
لا أذكر اسمها، كان ذلك قبل 12 سنة.

هنا الخلل
 كثيراً ما نسمع أن الفنانين اليمنيين يشكون من أن أعمالهم لا تؤخذ في الاعتبار ولا تجد الاهتمام بها من الجهات المختصة. برأيك أين يكمن الخلل؟
الخلل يكون بالكلمة الهابطة، فالكلمة الجميلة يتذوقها أي إنسان، وأعتقد أن هذا هو السبب.

 كيف يستطيع الفنان أن يكسب الجمهور؟
الفنان يكسب الجمهور بأخلاقه العالية وبالكلمة واللحن الرائعين.
 
يسيئون للأغنية اليمنية
ـ هل الإعلام اليمني همش دورك الفني؟
نعم وبشكل كبير جداً لأنهم يعملون على تهميش الفنانين الكبار كما هو الحاصل في الإذاعات، حيث تقدم فنانين يغنون للآنسي والسنيدار، وتهمش أصحاب الكلمات والألحان الذين تعبوا، بعد ذلك يأتي فنانون يسيئون لهذه الأغاني، ولهؤلاء الفنانين الذين يعتبرون من عمالقة الفن اليمني، وهذا يعتبر من العيب والخطأ عندما يقومون بأخذ أغاني الفنانين دون استئذان.
 
التقليد يذهب هباء
 الفنان اليمني متهم بعدم الاهتمام بالتراث، ما تعليقك؟
أنا مثلاً الآن أصنع التراث، لأنني عملت فناً جديداً، وسيكون في يوم من الأيام تراثاً لليمن، لأنني قدمت لليمن شيئاً جديداً، وأصبحت علماً من أعلام اليمن. أما الفنان الذي كل أعماله تقليد، فإنه لن يضيف شيئاً، ويضطر أن يغني في عرس، ولا يصلح أن يظهر في إذاعة أو تلفزيون.

 لنرجع بالذاكرة إلى البداية، كيف كانت؟
البداية كانت تقليداً، ومرت الأيام وأنا أقلد الفنانين بشكل كبير، وفي يوم من الأيام حضرت عرساً في بيت شرف الدين، وعندما كنت أغني قام أحد الحاضرين وقال أيش تغني صوتك نشاز، إحنا نشتي نسمعك أنت، نسمع فنك. جلست أكثر من شهر وأنا زعلان من هذا الموقف، ثم بعد ذلك أدركت أن كلامه كان صحيحاً، وإذا كان الشعب واعياً فلن يترك أي فنان يقلد السابقين ويشوه الأغاني التراثية.

لم أجد من يشجعني
 من شجعك من الفنانين؟
لم يشجعني أحد من الفنانين.
 
 من لفت انتباهك من الفنانين؟
الذي لفت انتباهي في البداية إبراهيم الطائفي، لأنه جاء بأسلوب جديد خاص به.

 مع من تعاملت من الشعراء؟
مع الكثيرين مثل حمود السلال، فؤاد متاش، وليد المقري والشاعر سامي، وغيرهم.

100 قصيدة
 ما هي أعمالك الجديدة؟
أعمالي الجديدة كلها فصحى، أكثر من 100 قصيدة، وهي من كلمات فؤاد متاش وفتحي متاش ومطهر متاش، وإن شاء الله قريباً أغني من قصائدك الرائعة.
وكذلك من الأغاني الجديدة أغنية (عيونك مدرسة حبي) للشاعر ماجد الصانع، وأغنية (الله يعين إحساسي المرهف عليك)، وهي من كلمات الشاعر ماجد الصانع، والأغنيتان هما من آخر أعمالي.
الرقي الفني
، بماذا يحلم الفنان حارث الشمسي؟
أحلم بأن ترتقي بلادنا فنياً.. لا أريد مالاً ولا أريد تصفيقاً، أحلم أن يرتقي الناس عقلاً وشعوراً. وأن ينتهي هذا العدوان.

عاشق للوطن
 هل لك أغانٍ وطنية؟
نعم غنيت الكثير من الأغاني الوطنية، مثل (عاشق وعشقي للوطن)، وأغنية (لا تنادي لتفريق الوطن).

 جمعتك أغنية دويتو مع أحد الأصوات، فمن هو؟
هي أغنية شعبية غنيتها من الشبل عبدالملك، طبعاً هو ابن أخي.

 هل تريد أن تضيف شيئاً؟
الذي أريد أن أضيفه هو أن نعمل فكرة جديدة في الفن غير موجودة في العالم، نريد أن نعلم الجميع من هم اليمنيون في الفن، نعمل شيئاً لم يفعله حتى كبار الفنانين.

 كلمة أخيرة..
أشكرك وأشكر صحيفة (لا) على هذا الاهتمام بكل الفنانين الحقيقيين، وأشكر من خلالها جمهوري الكريم.