خاص / لا ميديا -
علاقته بالقصيدة هي عمر من العلاقة مع المرض. لم يفارقه أي منهما بل ظلا رفيقيه الأبديين حتى النهاية، أو حتى أسلم الروح إلى بارئها عمرا قصيرا لم يكمل عقده الخامس.
وبين ألم القصيدة وألم المرض قضى الشاعر وفيلسوف الحياة ياسين البكالي حياته كـ(شاعر جاءَ مِن أقصى مرارتِه يُعاهدُ الشمسَ أن يصطادَها أدبا). حتى إذا انتهى من كتابة شمسه أعلن فجأة ودون سابق إنذار:
(سأختفي ريثما يُنهي أصابِعَهُ
هذا الضجيجُ ويَمْحو كلَّ ما كَتَبَا).
واختفى البكالي ذات فجر، عن ثمانية وأربعين عاما وعدد دواوين شعرية ومثلها مجموعات قصصية، تاركا أثرًا لا يُمحى في ذاكرة كل ما كتبه، كصوت مميز في الساحة الشعرية والأدبية.
ياسين محمد أحمد سعد البكالي من مواليد 1977 في قرية الدرجة، مديرية مزهر بمحافظة ريمة. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في القرية، ثم انتقل ليدرس الفلسفة في جامعة صنعاء، وتخرج منها عام 2000.
بدأ مسيرته الأدبية بإصدار ديوانه الأول «همسات البزوغ»، ثم توالت إصداراته الشعرية والقصصية متجاوزة العشرة أعمال، منها: «أحزان موسمية»، «مناسك غربة لم تكتمل بعد»، «رمق آيل للحياة»، «أحد ما يشتكي الآن منك»، «قبل أن يطفئ الماء قنديله»، «مخافة أن...»، وغيرها من الدواوين والمجموعات القصصية.