تقرير / لا ميديا -
تثبت المقاومة الفلسطينية مجددًا أنها قادرة على استنزاف آلة الاحتلال الصهيوني، وتحويل الميدان في غزة إلى كابوس مرعب لجنود الاحتلال وقياداته.
في اليوم الـ645 من عدوان الإبادة على قطاع غزة، تواصل المقاومة الفلسطينية تسديد الضربات الموجعة لقوات الاحتلال الصهيوني، غير آبهة بكثافة الغارات الجوية ولا بالهجمات المستمرة القاتلة التي تطال الحجر والبشر.
وفي مقابل مشهد دموي تتساقط فيه جثث الشهداء من الأطفال والنساء، يتكشف يومًا بعد آخر حجم الإرباك العسكري والتكتيكي الذي يعانيه الكيان على جبهات غزة، لاسيما في خان يونس والشمال.
وأعلنت قوات الاحتلال أمس عن مصرع ضابط برتبة نقيب في معركة شرسة جنوب قطاع غزة، وفي ذات الوقت، أُصيب قائد دبابة في لواء «ساعر مغولان» بجروح خطيرة إثر اشتباكات ضارية شمال القطاع، كما أصيب جنديان آخران بصاروخ مضاد للدروع استهدف دبابة ليل الخميس الأول.
وفي عملية نوعية، فجّرت سرايا القدس جرافة عسكرية من نوع D9 بعبوة «ثاقب» برميلية في منطقة الشيخ ناصر، شرق خان يونس، الأمر الذي شكّل ضربة نوعية لقوات الهندسة العسكرية.
 وفي جبل الصوراني، أعلنت السرايا قصف مقر قيادة وسيطرة لجيش العدو شرق حي التفاح، مستهدفة أحد أبرز الأعصاب القيادية العسكرية شمال غزة.
في هذا السياق، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو يوثّق مقتل ومحاولة أسر الرقيب أول في الاحتياط أبراهام أزولاي، الذي أصيب إصابة بالغة دون أن يُرَصد أي وجود لقوة أمنية من قوات الاحتلال في المنطقة.
وقالت كتائب القسام، إن «حظ أبراهام أزولاي سيئ، وقريباً سيكون مصير الجندي التالي أفضل كأسير جديد لدينا»، في تلميح إلى إمكانية القيام بعملية أسر جديدة، بعد محاولة كانت قبل يومين في خان يونس، إلا أن المجاهدين اضطروا حينها إلى الإجهاز على الجندي واغتنام سلاحه.
الى ذلك كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن «فضيحة ميدانية» جديدة، بعد بث القسام لمقطع مصور يُظهر استهداف جنود وآليات صهيونية شرق خانيونس من مسافة صفر، دون وجود أي تغطية نارية أو قوات داعمة، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه «إخفاق أمني مكرر» و»تقصير قيادي فاضح».
الصحيفة أضافت أن قوات الاحتلال اضطرت للاستعانة بآليات مدنية من مقاولين بعد تآكل المعدات العسكرية، محذّرة من أن «الجيش بات مكشوفًا ومستهلكًا»، وسط تكرار الهجمات التي تنفذها المقاومة في وضح النهار وعلى مرأى من طائرات الاستطلاع.
وفي اعتراف متكرر، وصفت القناة 12 الصهيونية الصورة في الميدان بأنها «مقلقة»، وأكدت أن «حماس مازالت تملك القدرة على إعادة تنظيم صفوفها بسرعة»، مضيفة: «إنهم يراقبوننا يوميًا ويفهمون أنماطنا... ليسوا سُذّجًا كما توهم البعض».

الكيان يسعى لقضم 40% من غزة
في موازاة الصمود الذي تظهره المقاومة، يستمر العدو الصهيوني في مشروعه لإبادة الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا.
واستشهد وأُصيب عشرات الأهالي في قطاع غزة، أمس الجمعة، فيما أصدرت قوات الاحتلال أوامر تهديد لإخلاء لمناطق في مدينة غزة وطالب المتواجدين بالنزوح مجددا.
وأفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 61 فلسطينيا بينهم 10 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال خلال 24 ساعة.
في السياق ذاته حذّرت وكالة أونروا من تحويل «المدينة الإنسانية» المزعومة في رفح إلى «السجن الأكثر اكتظاظًا ورقابة في العالم»، مشيرة إلى نية الاحتلال حشر أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل رقعة ضيقة، تحت رقابة أمنية شديدة.
سياسيا، تسود حالة من الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار. فرغم جولات الوساطة المتكررة في الدوحة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أنه لا تقدم يُذكر، في ظل استمرار العدو الصهيوني في التعنت ورفض تقديم أي تنازلات حتى في موضوع إدخال المساعدات وخريطة انسحاب قوات الاحتلال. ونقلت تقارير عن مفاوض بارز أن «الوضع معقّد للغاية، والمحادثات بحالة جمود».
وكشفت مصادر صحفية عن أن خريطة «إعادة التموضع» التي قدمها الوفد الصهيوني خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، ليست سوى غطاء سياسي لشرعنة تهجير جماعي واسع في قطاع غزة. وبحسب المصادر، فإن الخريطة تبقي مدينة رفح بالكامل تحت الاحتلال، وتحوّلها إلى معتقل جماعي للنازحين، تمهيدًا لدفعهم قسرًا نحو الهجرة إلى مصر أو عبر البحر، في أكبر مشروع تطهير عرقي تشهده فلسطين منذ النكبة.
الخريطة الصهيونية تمزق جغرافيا القطاع، إذ تنتزع 40% من مساحته، وتمتد عسكريًا لمسافات تصل إلى 3 كيلومترات داخل أراضي غزة على طول الحدود، متوغلة في مناطق واسعة من بيت لاهيا، بيت حانون، أم النصر، خزاعة، والتفاح، والشجاعية، والزيتون، وتصل حتى مشارف شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة.
هذا المخطط الاحتلالي لا يستهدف فقط الأرض، بل يسعى لاقتلاع قرابة مليون فلسطيني من منازلهم، ودفعهم إلى «مراكز تجميع» في رفح.

حماس تدين العقوبات على ألبانيز
من جهتها أدانت حماس بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات على المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، ووصفت القرار بأنه «انحياز فجّ لجرائم الحرب الإسرائيلية»، محذّرة من أن «تلك السياسات الأميركية تضعها في موضع الشريك الفعلي في قتل الأطفال وتدمير الحياة المدنية في غزة».

استشهاد فلسطيني بهجوم للغاصبين في الضفة
بالتوازي مع الإبادة في غزة، يواصل العدو الصهيوني عدوانه على أهالي الضفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد الشاب سيف الدين كامل عبدالكريم مصلط (23 عاما) جراء الاعتداء عليه بالضرب الشديد في مختلف أنحاء الجسد من الغاصبين في بلدة سنجل شمال رام الله.
كما أفادت مصادر محلية، بإصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال، من جراء الاعتداء عليهم من قبل غاصبين، بحماية قوات الاحتلال، قرب قرية المنية، جنوب شرق بيت لحم.
كما أُصيب فلسطينيان، في مسافر يطا، قرب الخليل، إثر اعتداء الغاصبين عليهم، حسبما أفاد الهلال الأحمر. كما واصلت جرافات الاحتلال هدم المباني في مخيم طولكرم ضمن مخطط لهدم 104 مبانٍ تحتوي على أكثر من 400 منزل.