
عادل بشر / لا ميديا -
بدا لافتاً حالة الإرباك والهلع التي يعيشها الكيان الصهيوني، لاسيما في الأيام الأخيرة عقب التصعيد اليمني الكبير جواً وبحراً، في رد مباشر على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في قطاع غزة.
وزاد ارتباك الاحتلال مع تأكيد صنعاء استمرار عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، والعمل على توسعتها، بضرب المزيد من الأهداف الحيوية والاستراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددة التزامها بالاستمرار في تعطيل ميناء أم الرشراش «إيلات» عبر تشديد الحصار البحري وإغراق السفن المخالفة لقرار منع الملاحة البحرية إلى موانئ العدو، توازياً مع إبقاء مطار اللد «بن غوريون» تحت الحظر الجوي.
ودفعت حالة العجز التي تواجهها «إسرائيل» في «القضاء على التهديد اليمني أو ردعه»، إلى الاستغاثة مجدداً بالولايات المتحدة لاستئناف الغارات الجوية المكثفة على اليمن، رغم اليقين الأمريكي وقبله «الإسرائيلي» بأن تجريب المجرب لا يعني سوى تكرار الفشل، فحتى اللحظة لايزال الإعلام الغربي ومراكز البحوث المختلفة تحصي خسائر واشنطن في عدوانها المباشر على صنعاء لأكثر من عام ونيف، مؤكدة عدم جدوى ردع اليمن عسكرياً، وأن زر إيقاف الهجمات القادمة من أقصى الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية يمتلكه الفلسطينيون في غزة.
في هذا الإطار كشفت القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تطوير قدراتها الصاروخية والتقنية والعسكرية بما يعزز دورها في هذه المعركة القومية، معلنة أنها تعمل على توسيع عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني بضرب مزيد من الأهداف العسكرية والحيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتوازي مع استمرار الحصار البحري المفروض على موانئ العدو.
وفي جديد عملياتها العسكرية إلى العمق الصهيوني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية باليستية دقيقة استهدفت مطار اللد «بن غوريون» أحد أبرز المطارات الحيوية التابعة لكيان العدو الصهيوني، بصاروخ باليستي من نوع «ذي الفقار»، فجر أمس الأول الخميس.
وأشارت إلى أن العملية حققت هدفها بنجاح تام، لافتةً إلى أن صفارات الإنذار دوّت في أكثر من 300 بلدة ومدينة صهيونية، ما تسبب في حالة من الذعر الجماعي ودفع ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، إضافة إلى توقف حركة الملاحة الجوية في مطار اللد.
وأوضحت أن هذه العملية النوعية تأتي في سياق الرد على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، مؤكدة أن الرد اليمني لن يتوقف حتى يُرفع الحصار ويتوقف العدوان على غزة.
الإغراق عقوبة محاولة كسر الحظر البحري
استهداف مطار «بن غوروين» الذي بات روتينياً للقوات المسلحة اليمنية، جاء في وقت لاتزال عملية إغراق سفينتين في البحر الأحمر على صلة بالكيان الصهيوني، تُشكل همّاً آخر للاحتلال، خصوصاً مع ثبوت انتقال صنعاء إلى مرحلة جديدة من التعامل مع السفن التي تحاول كسر الحظر المفروض على الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وأي سفينة تحاول ذلك فإن مصيرها هو الإغراق، وهو ما حدث مع السفينتين «ماجيك سيز» و»إترنتي سي» اللتين أرادتا كسر الحظر اليمني المفروض على موانئ الاحتلال، منتصف الأسبوع الفارط.
وقالت القوات المسلحة اليمنية في بيان صادر عنها الأربعاء، إن «القوات البحرية أغرقت سفينة الشحن إترنتي سي بشكل كامل بعد استهدافها بزورق مُسيّر وستة صواريخ مجنّحة وباليستية، أثناء توجهها إلى ميناء «إيلات» في انتهاك صريح للحظر اليمني على التعامل مع الموانئ الإسرائيلية».
وأوضحت أن الهجوم تم بعد تجاهل السفينة تحذيرات القوات اليمنية المتكرّرة، واستئنافها التعامل مع الميناء المحتل».
وقبل ذلك بأقل من 24 ساعة أغرقت قوات صنعاء سفينة «ماجيك سيز» لانتهاك الشركة المشغلة لها قرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وجدّدت قوات صنعاء تحذير جميع الشركات والدول من مخاطر التعامل مع الكيان الصهيوني، مؤكّدة أن «أي سفينة تخرق الحظر البحري ستكون عرضة للاستهداف الفوري، بغضّ النظر عن وجهتها».
وبثّ الاعلام الحربي اليمني، مشاهد استهداف السفينتين وإغراقهما في البحر الأحمر.
وفي هذا الصدد جدّد سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك الحوثي، التأكيد أنّ العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، ستتواصل «في إطار الموقف الثابت والديني والأخلاقي في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة».
وشدد في خطاب له، الخميس الفائت، على أنّ «قرار الحظر البحري المفروض على الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هو قرار مستمر ولا عودة عنه»، مؤكداً أنّ «اليمن لن يسمح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش»، وأنّ الموقف اليمني في هذا الصدد «حازم وواضح».
وفي رسالة مباشرة إلى شركات النقل البحري، قال السيد الحوثي إنّ ما جرى في البحر الأحمر من مستجدات «يحمل درساً بالغ الأهمية»، وإنّ «أي حركة لصالح الاحتلال ستُواجَه بالحزم الكامل».
«إسرائيل» تستجدي سيدتها
ومع تصاعد العمليات اليمنية بحراً وجواً ضد الاحتلال الصهيوني، لجأ الأخير إلى استجداء واشنطن لاستنئاف استئناف العمليات العسكرية ضد صنعاء.
ووفقًا لإذاعة كان «الإسرائيلية» العامة، أبلغ مسؤولون «إسرائيليون» واشنطن أن الوضع «لم يعد يُحتمل أن يظل مشكلة إسرائيلية فحسب». وورد أن المسؤولين دعوا إلى «هجمات مشتركة أكثر كثافة ضد أهداف تابعة لنظام صنعاء»، بما في ذلك تجديد الضربات الأمريكية ومشاركة دول أخرى.
في السياق قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن القوات المسلحة اليمنية «صعّدت من عملياتها بشكل أكبر خلال الثلاثة أيام التي تلت العملية الجوية الصهيونية التي استهدفت موانئ الحديدة، وسفينة جالاكسي ليدر، فيما أُطلق عليها عملية الراية السوداء».
وأكدت أن «إسرائيل» تواجه «صعوبة بالغة في القضاء على التهديد اليمني أو ردعه، خصوصاً وأن هذا التهديد لا يتوقف عن تعطيل حياة ملايين الإسرائيليين، حتى بعد انتهاء الحملة ضد إيران».
وفيما زعمت الصحيفة العبرية نقلاً عن مسؤولين في «الجيش الصهيوني» بأن الهجمات على مدينة الحديدة، مطلع الأسبوع الماضي، تسببت في دمار كبير في الموانئ البحرية اليمنية، إلا أن ذات المسؤولين أكدوا للصحيفة نفسها أن «الحوثيين ارتجلوا حلولًا خطيرة، مثل استخدام قوارب الصيد لسحب السفن الكبيرة إلى الأحواض المعطلة».
وقال النقيب (ي) رئيس القسم اليمني في سلاح الجو «الإسرائيلي» إن «هذه أساليب تفريغ وتحميل لا وجود لها في أي ميناء بحري في العالم».. مؤكداً بأن الاحتلال يواجه صعوبة كبيرة في المعلومات الاستخبارية بخصوص اليمن.
وأوضح أن «اليمنيين يخفون الصواريخ الباليستية التي طوروها بأنفهسم في جبال وصحاري اليمن» وهو ما يعجز الكيان أو أي قوة أخرى على اكتشافه أو استهدافه.. لافتاً إلى أن تنفيذ عمليات هجومية ضد اليمن «تعتبر معقدة للغاية وتتطلب إعادة التزود بالوقود في الطريق، ورحلات جوية تستغرق ساعات، إضافة إلى التعامل مع منظومة دفاع جوي فاعلة ومنتشرة في اليمن».
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أكدت نجاحها في التصدي للعدوان الصهيوني، الأسبوع الماضي، بإطلاق موجات من صواريخ أرض-جو التي فاجأت الاحتلال وقامت بملاحقة طائراته وإفشال جزء كبير من عدوان واسع كان الكيان يخطط لتنفيذه في اليمن.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا