مسؤول صهيوني:اليمنيون قطعوا شريانا استراتيجيا حيويا لـ«إسرائيل» ولا أمل في إيقافهم
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
أجّج إغراق القوات المسلحة اليمنية لسفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، الأسبوع المنصرم، قلق العدو الصهيوني بشأن ملاحته البحرية ومستقبل الموانئ الفلسطينية المغتصبة، فبالنسبة لـ"اسرائيل"، وخاصة حيال "ميناء إيلات" (أم الرشراش)، يُعد هذا الحدث أكثر من مجرد عنوان رئيسي خارجي، بل هو بمثابة حبل سري استراتيجي وشريان حيوي تم قطعه بأيادٍ يمنية وبقدرات عسكرية محلية الصنع، كنوع من معاقبة الكيان على حصاره وجرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتزايد في الأوساط السياسية والعسكرية "الإسرائيلية" المخاوف من إطالة أمد الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على السفن الصهيونية والمرتبطة بالكيان أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، توازياً مع التهديد الاستراتيجي الذي باتت تشكله الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، فبالرغم من مضي عدة أيام على إغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" في البحر الأحمر، بعد استهدافهما بصواريخ وزوارق مسيّرة يمنية، لرفضهما التجاوب مع نداءات القوات المسلحة اليمنية، وإصرارهما على خرق الحظر المفروض على موانئ فلسطين المحتلة، إلا أن مَشاهد الإغراق والتقنية المتطورة في الاستهداف، لا تفارق مخيلة مسؤولي حكومة "نتنياهو"، ودفعت بآخرين -من داخل "الحكومة" وخارجها- إلى الضغط بقوة للتوصل إلى اتفاق وقف القتال في غزة، باعتباره الخيار الأكثر واقعية لوقف التهديد اليمني المتصاعد.
مفاجآت قادمة
وفيما بات جلياً أن الحصار البحري اليمني والهجمات المستمرة إلى عمق الأراضي المحتلة، تمثل تحدياً معقداً للأمن القومي "الإسرائيلي" واقتصاده المتعثر، قالت مصادر في صنعاء أن العدو الصهيوني سيواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في الأيام القادمة، توازياً مع استمرار إجرامه بحق قطاع غزة.
وأوضحت مصادر لـ"لا" أن التصعيد في البحرين الأحمر والعربي ضد السفن "الإسرائيلية" أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة سيتواصل وبقوة أكثر من سابق، مؤكدة أن لدى القوات المسلحة اليمنية من القدرات والإمكانات العسكرية ما يمكنها من تكرار مشهد إغراق السفينتين في نقاط بحرية بعيدة ستفاجئ العدو، في حال لم يوقف عدوانه على غزة ويرفع الحصار عن القطاع.
ومع إظهار صنعاء تطوراً ملحوظاً في قدراتها البحرية، وصف مسؤولون "إسرائيليون" استهداف وإغراق سفينتي "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، بأنه "أخطر العمليات في المنطقة خلال العقد الأخير"، ويشير إلى أن الحصار المفروض على الاحتلال الصهيوني في البحر الأحمر سيشتد أكثر وستصل تبعاته إلى ميناءي حيفا واسدود الحيويين على البحر الأبيض المتوسط، بينما ليس من الواضح عودة "ميناء إيلات" إلى العمل قريباً.
وقال ييغال ماؤور، الرئيس السابق لهيئة الملاحة والموانئ "الإسرائيلية"، إن الهجوم على السفينتين المرتبطتين بالكيان الصهيوني نفذته قوات صنعاء "بأسلوب وتكتيك حربي جديد، فأطلقت صواريخ دقيقة على السفينتين، ثم هاجمتهما بقوات كوماندوز بحرية، وأخيراً قصفت السفينتين وأغرقتهما في عرض البحر".
ووصفت وسائل إعلام عبرية الهجوم بأنه "أكثر دموية ووحشية" منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
مغلق إلى الأبد
وأكد الرئيس السابق لما تسمى "هيئة الملاحة والموانئ" في فلسطين المحتلة، خلال حديثه مع صحيفة "دافار" العبرية، أمس، أن عودة الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر لن تكون قريبة، مضيفاً: "لا أرى أي حلٍّ لهذه المشكلة".
وفيما أشار (ماؤور) إلى أن العالم قد اعتاد الوضع الذي فرضته العمليات اليمنية في البحر الأحمر، حيث بات مرور الكثير من السفن عبر رأس الرجاء الصالح والالتفاف على القرن الأفريقي، أمراً اعتيادياً؛ إلا أنه أوضح أن "ميناء إيلات" سيبقى أكثر الخاسرين طالما استمرت الحرب على غزة.
وقال: "يجب أن نتذكر أن ميناء إيلات مغلق بشكل شبه كامل منذ عامين"، لافتاً إلى أن "الأثر الاستراتيجي لذلك هائل"، خصوصاً وأن "لميناء إيلات أهمية بالغة (بالنسبة للاحتلال) اقتصادياً واستراتيجياً".
وأضاف: "إيلات كان سابقاً محوراً حيوياً لاستيراد السيارات والسلع الاستهلاكية والأدوية والماشية الحية، كما كانت تُصدر منه شحنات فوسفات إلى دول مثل الهند والصين. كل هذا توقف بشكل شبه كامل".
في الأثناء، وفقاً لماؤور، اضطر الميناء إلى البقاء على قيد الحياة من خلال مصانع النبيذ ومعامل الدقيق.
وقال: "من المفارقات أن السوق العالمية تُظهر علامات التكيف، بينما تبقى إسرائيل مع جرح مفتوح في جنوبها"، مُذّكراً بأن "ميناء إيلات ليس مجرد منشأة لوجستية، بل هو أصل استراتيجي ذو أهمية أمنية وبيئية واقتصادية، ويجب ألا نسمح بانهياره لمجرد أن العالم قد سلك مساراً مختلفاً".
ماؤور، الذي شغل أيضاً منصب قبطان كبير ومستشار لشركات شحن صهيونية، أكد أيضاً أن حكومة الاحتلال لم تعمل لإنعاش الميناء، ولم تعلن عن خطة لإنقاذه؛ "لا مساعدات، ولا استثمارات، ولا أمل يُذكر"، كاشفاً أن هذا الميناء "يموت في صمت"، محذراً من فقدانه إلى الأبد.
وتتنامى المخاوف الصهيونية أكثر، لاسيما بعد تأكيدات سيد الجهاد والمقاومة، السيد عبدالملك الحوثي، أنّ العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، ستتواصل "في إطار الموقف الثابت والديني والأخلاقي في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة".
وشدد السيد، في خطاب له الخميس الفائت، على أنّ "قرار الحظر البحري المفروض على الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب هو قرار مستمر ولا عودة عنه"، مؤكداً أنّ "اليمن لن يسمح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش"، وأنّ الموقف اليمني في هذا الصدد "حازم وواضح".
وفي رسالة مباشرة إلى شركات النقل البحري، قال السيد الحوثي إنّ ما جرى في البحر الأحمر من مستجدات "يحمل درساً بالغ الأهمية"، وأنّ "أي حركة لصالح الاحتلال ستُواجَه بالحزم الكامل".
وفي السياق، جددت القوات المسلحة اليمنية التزامها بالاستمرار في تعطيل ميناء أم الرشراش "إيلات" عبر تشديد الحصار البحري وإغراق السفن المخالفة لقرار منع الملاحة البحرية إلى موانئ العدو الصهيوني.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا