تقرير / لا ميديا -
لليوم الـ647 يقف العدو الصهيوني كوحشٍ دمويّ منفلت من كل قيد، يعيث في غزة خراباً وينهش أجساد الأطفال بلا رحمة، بينما يزعم زوراً أنه يدافع عن نفسه.
 الحقيقة التي لا جدال فيها أن هذا الكيان لا يبحث عن أمن بل يقتات على الدم، ولا يطمح إلى السلام بل يخشى أن يسكت صوت القصف؛ لأنه يعني لحظة مواجهة مع ذاته المهزومة.
«إسرائيل» اليوم ليست في حرب؛ إنها في طقوس إبادة جماعية، تُنفَّذ بدم بارد، وتُغلف بكلمات مزيّفة في قاعات التفاوض التي تسعى فيها «تل أبيب» إلى كسب الوقت لا الحل، وإلى تثبيت العدوان لا إنهائه.
وفي مستجدات العدوان على قطاع غزة أكدت حركة حماس، مساء أمس الاثنين، أن نتنياهو «يتفنن في إفشال جولات التفاوض ولا يريد التوصل إلى اتفاق»، معتبرة أن ما يروّج له من «نصر مطلق» ليس سوى وهم للتغطية على هزيمة سياسية وعسكرية مدوية، تتسع رقعتها يوماً بعد آخر مع استمرار المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات نوعية أربكت حسابات العدو وأفقدته زمام المبادرة.

677 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
من جهتها أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، ارتقاء 120 شهيداً و557 إصابة خلال 24 ساعة فقط، بينما تراكمت الحصيلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لتتجاوز 58,386 شهيداً، وما يزيد عن 139 ألف مصاب.
وفي جريمة مروعة، أمس، أعلنت اليونيسف استشهاد سبعة أطفال أثناء انتظارهم الحصول على المياه.
جريمة تلو أخرى، تثبت أن الكيان لا يفرّق بين مقاوم وطفل، ولا بين مقاتل وإنسان جاء بحثاً عن شربة ماء.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن تقارير مروعة أفادت باستشهاد سبعة أطفال في غزة أثناء انتظارهم الحصول على المياه في أحد مواقع التوزيع.
وأوضحت أن هذه الحادثة المأساوية تأتي بعد أيام فقط من مقتل أطفال ونساء آخرين خلال انتظارهم المساعدات الغذائية.
كما أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد فلسطيني وإصابة عدد آخر، جراء قصف استهدف خيام النازحين قرب بوابة سجن أصداء شمالي مدينة خان يونس.
وأوضح الدفاع المدني أن القصف أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة بين النازحين، الذين لجؤوا إلى المنطقة هرباً من القتال الدائر في مناطق أخرى.
واستهدفت المدفعية الصهيونية بشكل مكثف محيط منطقة الشمعة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، في إطار قصف متواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
كما سجلت شرق المحافظة الوسطى أعمال قصف مدفعي عنيف وإطلاق نار متواصل.

تدمير 3 آليات ومقتل 3 صهاينة
رغم حجم الدمار والقصف الهستيري الذي يمارسه العدو الصهيوني ليل نهار، ما تزال غزة تقاوم.
وأفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني، أمس، بمصرع 3 جنود للاحتلال، وإصابة 3 آخرين، من جراء استهداف آلية بصاروخ مضاد للدروع في قطاع غزة.
وفي مواجهة الغطرسة الصهيونية، لا تزال فصائل المقاومة تخوض حرب استنزاف شرسة، تفاجئ الاحتلال بتكتيكات ميدانية متقدمة. وأعلنت فصائل المقاومة، أمس، تفجير عبوات «ثاقب» و»البرميلية» والاشتباك المباشر مع قوات هندسية، وتدمير دبابة «ميركافا» وجرافة (D9) وناقلة جند شمال خان يونس.
وقالت سرايا القدس: «اشتبكنا مع قوة هندسية إسرائيلية من نقطة قريبة بالأسلحة المتوسطة والمناسبة، موقعين فيها إصابات محققة، ما استدعى تدخل الطيران المروحي لعمليات الإسناد وإجلاء القتلى والمصابين من مكان العملية، محيط مسجد أسامة بن زيد بمنطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس».
العمليات مستمرة يومياً ولا تتوقف، وتظهر المقاومة قدرة تكتيكية متنامية تعكس عقلية قتالية مبدعة لا تعرف الاستسلام.

شهيد في الضفة
العدوان الصهيوني لا يقتصر على غزة وحدها. الضفة الغربية والقدس المحتلتان تشهدان حملات اختطاف مسعورة، وصلت خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 3850 عملية اختطاف، بينهم 400 طفل و125 امرأة. ومع تصاعد عمليات القتل الميداني، كما حدث مؤخراً قرب «مستوطنة معوز تسفي»، يظهر بوضوح أن الاحتلال لا يبحث عن أمن، بل عن إذلال شعب بأكمله.
وقتلت قوات الاحتلال شابّاً فلسطينياً بالرصاص، مساء أمس الاثنين، بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه قوة عسكرية قرب «مستوطنة معوز تسفي» شمالي الضفة الغربية المحتلة.
بدورها أصبحت زنازين العدو مسالخ بشرية؛ إذ استُشهد 19 معتقلاً خلال النصف الأول من هذا العام، بينهم طفل، جراء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، في مشهد يفضح الطبيعة العنصرية لهذا الكيان الذي يختطف حالياً أكثر من 10,800 فلسطيني.
هذا ونفذ العدو الصهيوني أكثر من 18 ألف عملية اختطاف منذ بدء عدوان الإبادة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينهم 560 امرأة، و1450 طفلا.
ويقبع في زنازين العدو حالياً 10 آلاف و800 فلسطيني، بينهم 50 امرأة و450 طفلاً و3629 معتقلاً إدارياً (دون تهمة)، وفق المؤسسات الفلسطينية الحقوقية.