وزارة الصحة: نستقبل مئات الجوعى على وشك الموت.. 30 شهيدا فلسطينيا في غزة خلال 12 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
يستمر العدو الصهيوني بارتكاب جريمة القرن، ولليوم الـ651، في قطاع غزة، الذي اختار أن لا يركع. وما بين دوي الصواريخ وصمت العالم، ينقش الفلسطينيون حكايتهم على جدران البقاء: نُقتل... ولا ننكسر.
وفي حربه المسعورة على غزة، يثبت الاحتلال الصهيوني مجدداً أن عقيدته قائمة على إبادة المدنيين، لا مواجهة الجيوش.
أكثر من 198 ألف شهيد وجريح ارتقوا حتى اللحظة، غالبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض. نيران الحرب لم تخمد، والموت لا يزال ينهش أجساد المجوعين في مخيمات بلا طعام ولا دواء، بينما يكتفي العالم بالمراقبة.
وكعادته اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني في غزة، شهد قطاع غزة مجازر جديدة: أكثر من 30 شهيداً جراء قصف هستيري، بينهم 10 من طالبي المساعدات، خلال أقل من 12 ساعة، وكأنّ الخبز صار تهمة تستحق الإعدام. وتزامن ذلك مع ما قيل إنها «خرائط انسحاب» سلّمها العدو الصهيوني للوسطاء، في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. خرائط تُسلَّم بيد، بينما اليد الأخرى تواصل قصف البيوت والمستشفيات والمدارس!
أرقام من فصل الإبادة
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة كشف أرقاماً تقشعر لها الأبدان: 125 ألف طن من المتفجرات أُلقيت على غزة. 88% من القطاع دُمّر، و77% من مساحته احتُلّت. حرب إبادة كاملة الأركان، وجرائم حرب مكتملة العناصر تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم.
بلغ عدد الشهداء الأطفال وحدهم أكثر من 19 ألف طفل، إضافة إلى 12 ألفاً و500 امرأة، بينهن 8150 أماً، في واحدة من أبشع جرائم العصر الحديث. هذه ليست أرقاماً مجردة، بل أرواح خُنقت تحت الركام، وجثامين بُترت أطرافها، وأحلام تم دفنها قبل أن تكتمل.
وفي جريمة بشعة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن العدو الصهيوني سرق أكثر من 2400 جثمان من الشهداء، ونبش القبور وأقام 7 مقابر جماعية في ساحات المستشفيات، في سلوك تفوق على ما كتب عن أسوأ فصول التاريخ الإنساني المظلم.
القتل بالجوع
المأساة لا تقتصر على الشهداء والجرحى في غزة فقط. المجاعة أصبحت سلاحاً صهيونياً فتاك.
وزارة الصحة بغزة أطلقت نداء استغاثة بعد تدفق المئات من المجوعين إلى المستشفيات في حالات إعياء شديد وهزال تام. وطفلة عمرها عام ونصف لفظت أنفاسها بسبب سوء التغذية. المجاعة تُستخدم كسلاح إبادة جماعية، والضمير العالمي مُلقى هو الآخر تحت الأنقاض.
وقالت الوزارة في بيان: «أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين».
وحذرت الوزارة من أن «المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود».
حماس: لا حل أمام الاحتلال إلا الصفقة
في حين يصف قادة العدو الصهيوني جرائمهم على غزة بـ«الضغوط العسكرية»، ردت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالتأكيد أن لا حل أمام العدو إلا بصفقة وفق شروط المقاومة، وعلى رأسها رفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع الجماعي.
وقالت حماس، في بيان، إنه «بعد فشل الاحتلال في تحرير الأسرى بالقوّة، لم يبقَ أمامه سوى طريق الصفقة مع المقاومة، وفق شروطها وإرادتها، وبما يضمن كامل الحقوق الوطنية والإنسانية العادلة، وعلى رأسها رفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع الجماعي».
اليمن في طليعة معركة الأمة... وأبو عبيدة يفتح النار على الصامتين
من جانبه وجّه الناطق العسكري باسم كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، تحية إجلال لشعب اليمن وقواته المسلحة.
وقال أبو عبيدة، في كلمة له أمس، إن اليمن قدم ما عجزت عنه جيوش العرب، مجدداً وصف اليمن بـ«إخوان الصدق»، الذين قال إنهم «فرضوا على العدو جبهة فاعلة، وأقاموا الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين».
وأكد أن موقف اليمن المقاوم يمثل امتداداً لأحرار العالم الذين يواجهون الخذلان الرسمي العربي بصمودهم العملي والداعم لغزة.
وفي كلمة مصورة، حمّل أبو عبيدة قادة الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية الدم النازف في غزة، مؤكداً أن رقابهم «مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء»، وأن الصمت المخزي هو ما منح العدو الجرأة لارتكاب جرائمه على مرأى العالم.
وأوضح أن العدو الصهيوني لم يكن ليمضي في حرب الإبادة لولا تأكده من العقوبة المؤجلة والخذلان المضمون. كما اتهم الاحتلال بتوظيف الأكاذيب والمرتزقة والعملاء لإعادة إنتاج فشلٍ تاريخي في مشهد جديد من «السادية المجرّدة»، ملوحاً بأن هؤلاء العملاء «لن يكونوا سوى ورقة محروقة في مهب وعي الشعب وكرامته».
وأكد أبو عبيدة أن كتائب القسام أوقعت مئات القتلى والجرحى في صفوف العدو خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى آلاف الجنود المصابين بأمراض نفسية وصدمات ميدانية نتيجة المواجهات، مشيراً إلى أن المقاومة باتت تعتمد استراتيجية استنزاف طويلة المدى، وتسعى لعمليات نوعية وأسر جنود، بعدما طوّر المجاهدون تكتيكات قتالية جديدة مستخلصة من أطول حرب في تاريخ فلسطين.
وشدد على أن حكومة نتنياهو ترفض أي صفقة تبادل، وتتعمد إهمال أسراها من الجنود وتُهيئ جمهورها لتقبل مقتلهم، مشيراً إلى أن العدو إذا تمادى في تعنته، فالمقاومة لن تضمن العودة لصيغ جزئية أو عروض مخففة.
غاصبون يقتلون 117 من الماشية في الضفة
وفي الضفة الغربية، يستكمل العدو الصهيوني والغاصبون مشهد الجريمة الشاملة.
وفي أحدث المستجدات خلال الـ24 ساعة الماضية، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، وأصابت شاباً بالرصاص الحي قبل أن تختطفه وتمنع إسعافه. كما اختطفت مئات الفلسطينيين في عمليات مداهمات همجية، وجرائم متواصلة في طولكرم وجنين وبيت لحم. وفي الأغوار الشمالية، قتل الغاصبون 117 رأساً من الأغنام، بالسكاكين والرصاص، في سلوك يؤكد وحشية وسادية الكيان الصهيوني وكل مكوناته من غاصبين أو قوات عسكرية أو ساسة.
المصدر لا ميديا