البنتاغون يعترف: استخدمنا صواريخ AGM بعيدة المدى في القتال مع صنعاء
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
في اعتراف جديد بمدى التطور الذي حققته القوات المسلحة اليمنية في منظومة الدفاع الجوي، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن استخدامها لصواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن، خلال عدوانها الأخير على اليمن، دفاعاً عن الكيان الصهيوني.
وأشارت وثيقة رسمية حول ميزانية «البنتاجون» إلى أن الجيش الأميركي أطلق صواريخ (AGM-158C LRASM)، طويلة المدى الخفية المضادة للسفن، في العدوان على اليمن، لاسيما خلال الحملة المكثفة التي وجه بها «دونالد ترامب» منتصف آذار/ مارس الماضي واستمرت حتى مطلع أيار/ مايو، تكبدت فيها الولايات المتحدة خسائر كبيرة قدرها مسؤول أمريكي بالمليارات، عوضاً عن الفشل الذريع للحملة التي لم تحقق أي من أهدافها المعلنة.
وأفاد موقع «ذا وور زون» الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، أن «هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الصواريخ في هذا النوع من القتال»، لافتاً في تقرير له، أمس الأول، إلى أن صواريخ (LRASM) طويلة المدى مخصصة ضد السفن وليس للتعامل مع أهداف برية.
وأكد أن الدفاعات الجوية اليمنية شكلت خطراً كبيراً على الطائرات الأمريكية، مما دفع الأخيرة إلى زيادة استخدام الذخائر البعيدة المدى والمنصات الخفية ومن بينها صواريخ (LRASM)، خلال تصاعد العمليات في وقت سابق من هذا العام، خشية أن يتم إسقاط المقاتلات الأمريكية.
وبحسب التقرير تعتبر طائرات F/A-18E/F سوبر هورنت التابعة للبحرية الأمريكية وقاذفات B-1B التابعة للقوات الجوية الأمريكية هي الطائرات الوحيدة المعروفة المصرح لها باستخدام صواريخ AGM-158C عمليًا.
الدفاع عن الكيان الصهيوني
وفقًا لوثيقة إعادة برمجة مؤرخة في 22 أيار/ مايو 2025 فإن الأموال اللازمة لاستبدال صواريخ AGM-158C C3، الشاملة بعيدة المدى المضادة للسفن، أُنفقت لدعم استجابة وزارة الدفاع الأمريكية لما أسمته الوثيقة بـ»الوضع في إسرائيل».
وبموجب القانون، يتعين على الجيش الأميركي الحصول على موافقة رسمية من الكونجرس لإعادة تخصيص التمويل من بند إلى آخر في ميزانيته.
وبحسب وثيقة البنتاغون «يُحوّل إجراء إعادة البرمجة هذا 783.296 مليون دولار من مخصصات التشغيل والصيانة، على مستوى الدفاع، على مدار الساعة، والمتاحة بموجب القسم أ من القانون العام 118-50، وقانون المخصصات التكميلية لأمن إسرائيل، لعام 2024، إلى المخصصات المحددة اللازمة لتنفيذ التمويل المقدم للعمليات الأمريكية التي تُجرى استجابةً للوضع في إسرائيل» حدّ تعبيرها.
كما توضح الوثيقة أن «إعادة البرمجة هذه تعالج التكاليف المتزايدة غير الممولة التي تكبدتها وزارة الدفاع في منطقة القيادة المركزية الأمريكية (USCENTCOM) استجابةً للوضع في إسرائيل أو للأعمال العدائية في المنطقة كنتيجة مباشرة للوضع في إسرائيل».
وأفاد تقرير موقع «ذا وور زون» أن القوات الأمريكية استخدمت صواريخ AIM-120 وAIM-9 وGBU-53/B ومدافع بحرية عيار 5 بوصات ضد الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية. كما أطلقت السفن الحربية الأمريكية صواريخ SM-3 Block IB في سياق أوسع للدفاع عن «إسرائيل» خلال العام الماضي، وبالإضافة إلى ذلك، كانت طائرات سوبر هورنت التابعة للبحرية الأمريكية، والتي تُطلق من حاملات الطائرات في المنطقة، نشطة بشكل خاص خلال العمليات.
وأوضح أن ما جاء في وثيقة البنتاغون تُعد أول إشارة إلى استنفاد صواريخ AGM-158C.
وأشار التقرير إلى أن موقع «ذا وور زون» توجه بالسؤال لمصدر دفاعي أمريكي مسؤول، حول الاستخدام الواضح للصواريخ المضادة للسفن البحرية في المواجهات مع قوات صنعاء، إلا أن هذا المسؤول رفض الكشف عن أي تفاصيل.
وتساءل الموقع «ليس واضحًا ما هي الأهداف التي كان من الممكن أن تستهدفها صواريخ LRASM AGM-158C في العمليات الأمريكية الأخيرة في الشرق الأوسط. فالحوثيون لا يستخدمون سوى زوارق مائية صغيرة، ولم تُقرّ إيران بأي خسائر في سفنها البحرية الرئيسية».
وقال «ربما استُخدمت صواريخ AGM-158C بعيدة المدى المضادة للسفن ضد أهداف على طول الساحل اليمني».. مضيفاً «نعلم أن الدفاعات الجوية الحوثية شكلت خطرًا على الطائرات الأمريكية، مما دفع على ما يبدو إلى زيادة استخدام الذخائر البعيدة المدى والمنصات الخفية خلال تصاعد العمليات في وقت سابق من هذا العام».
وفي إشارة إلى استنزاف القوات الأمريكية لذخائر متطورة باهظة الثمن في الاشتباكات مع القوات المسلحة اليمنية، أكد التقرير أن صواريخ AGM-158C كان من شأنها أن توفر سلاحاً بعيد المدى ذا قدرة عالية.. مؤكداً أنه «ومع ذلك، لايزال مدى قدرات هذه الصواريخ على الهجوم البري غير واضحة».
تهديد الطائرات الشبحية
وكانت الإدارة الأمريكية قد كشفت في وقت سابق عن بعض الخسائر والتداعيات التي تكبدتها خلال عدوانها على اليمن.
وأعلن مسؤولون أمريكيون أن منظومات الدفاع الجوي اليمنية حققت نجاحات كبيرة في اعتراض هجمات جوية نوعية وخطيرة استهدفت قواتهم، من بينها مقاتلات F-18، وقاذفات القنابل الاستراتيجية B-2، بالإضافة إلى طائرات الجيل الخامس F-35 الشبحية.
وأوضح أحد المسؤولين الأمريكيين لموقع «ذا وور زون» أن صاروخ الاعتراض اليمني اقترب بشكل كبير من مقاتلة F-35، مما اضطر الطائرة إلى تنفيذ مناورات سريعة وحرجة للهروب وتجنب الإصابة.
كما نجحت القوات المسلحة اليمنية في إسقاط 22 طائرة أمريكية نوع MQ-9 خلال معركة اسناد الشعب الفلسطيني منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م.
وتعكس هذه الاعترافات طبيعة وكارثية الخسائر والتداعيات الذي تعرضت لها أمريكا في اليمن، والتي دفعت الرئيس ترامب إلى إعلان الاستسلام، مطلع أيار/ مايو الفائت، والدخول في هدنة مع صنعاء، أوقفت فيها واشنطن هجماتها على اليمن، مقابل عدم استهداف السفن العسكرية والحربية الأمريكية في البحر الأحمر، فيما واصلت القوات اليمنية عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، بتشديد الحصار البحري على موانئ الاحتلال وخصوصاً ميناء «إيلات» واستهداف أي سفينة «إسرائيلية» أو متجهة إلى موانئ فلسطيني المحتلة، بخلاف الهجمات بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى العمق الصهيوني.
وتمكنت منظومة الدفاع الجوي اليمنية مطلع أيار/ مايو الماضي، من إفشال هجوم واسع خطط العدو الصهيوني لتنفيذه على اليمن، وعندما فوجئت المقاتلات «الإسرائيلية» بإطلاق وابل من صواريخ أرض-جو اليمنية، اقتصر عدوانها على موانئ محافظة الحديدة ومحطة الكهرباء، قبل أن تلوذ بالفرار خشية من الإسقاط.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا