تقرير / لا ميديا -
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العدو الصهيوني الدموي، ارتفع عدد شهداء قطاع غزة، ارتقى في غزة خلال أقل من 12 ساعة 104 شهيداً بينهم 37 من المدنيين العزل الذين كانوا بانتظار «المساعدات» المزعومة غربي مدينة رفح. تأتي هذه المجزرة في سياق حرب إبادة ممنهجة، تدخل الآن شهرها الثاني والعشرين، وسط عجز عربي مطبق وتواطؤ أخلاقي مُخزٍ.
وبحسب مصادر طبية وصحفية في القطاع، فإن قوات الاحتلال شنّت سلسلة غارات متزامنة استهدفت خياماً للنازحين، وشققاً سكنية، وتجمعات مدنية في الجنوب الغارق بالفقر والموت، ما خلّف عشرات الشهداء والجرحى، في مشهد متكرر من القتل الجماعي.

مجاعة مميتة
حذّرت وزارة الصحة في غزة بشدة من تفاقم الكارثة الصحية والإنسانية، مع الانتشار المتسارع لسوء التغذية الحاد والجوع القاتل، لاسيما بين الأطفال، في ظل انهيار المنظومة الصحية وغياب الغذاء والدواء. وأكدت أن القطاع يعيش مجاعة فعلية، تتجلى في الوفيات اليومية الناتجة عن الجوع، والانهيار الكامل للطواقم الطبية والعجز التام في المستشفيات.
وفي ظل هذا المشهد المأساوي، طالبت الصحة الفلسطينية وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف المجازر، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء والوقود. وحذّرت من أن استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم الإبادة الجماعية في غزة سيُفضي إلى كارثة أخلاقية وإنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.

حماس تدعو إلى حراك عالمي
من جهتها دعت حركة حماس إلى حراك عالمي إنقاذاً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الموت «الإسرائيلي» قصفاً وجوعاً وعطشاً.
وقالت حماس في بيان صحفي أمس: «ليكن يوم الأحد (اليوم) والأيَّام القادمة صرخة غضب عارمة في وجه الاحتلال الصهيوني وضدَّ التجويع الممنهج في قطاع غزَّة».
وجددت حماس دعوتها لـ»الأمة العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى حراك عالميّ بكل أشكال المسيرات الجماهيرية الحاشدة، والفعاليات التضامنية».
وشدد على ضرورة «رفع الصوت عالياً، وممارسة كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والعمَّالية والطلابية، تضامناً مع قطاع غزَّة، ودعماً لصمودهم، وضدَّ حرب الإبادة والتجويع، حتى وقف العدوان الوحشي وإنهاء الحصار الظالم».
ويعيش مليونا إنسان في قطاع غزة أزمة إنسانية على المستويات كافة، حيث تغلق سلطات الاحتلال المعابر منذ 2 آذار/ مارس 2025، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبَّب تفشي المجاعة داخل القطاع.

198 ألف شهيد وجريح و10 آلاف مفقود
وتشير آخر الإحصاءات إلى أن عدد ضحايا العدوان الصهيوني منذ بدء عدوان الإبادة تجاوز 198,000 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10,000 مفقود، يُعتقد أن غالبيتهم ما زالوا تحت الأنقاض، إلى جانب مئات آلاف النازحين، والدمار شبه الكامل للبنية التحتية والمرافق الحيوية في القطاع.

كتائب القسام تواصل المقاومة النوعية
في المقابل، أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس تنفيذ سلسلة عمليات نوعية في مدينة جباليا شمال القطاع، حيث تم تفجير جرافة (D9) ودبابتي «ميركافا» بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، في شوارع غزة القديمة والدبور. كما أعلنت القسام استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» في محيط المسجد العمري، مؤكدة وقوع إصابات مؤكدة في صفوف الجنود الصهاينة، وهبوط مروحيات لإجلائهم.

عائلات الأسرى: نتنياهو يعرقل الحل
وفي الداخل الصهيوني، تتزايد الضغوط على حكومة نتنياهو، إذ عبّرت عائلات عدد من الجنود والأسرى في غزة عن استيائهم من المماطلة الحكومية في التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى. وقالت والدة الأسير متان المصاب بضمور عضلي: «لا وقت لديه، وإنهاء الحرب هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياته».
فيما قال والد أسير آخر إن «نتنياهو مزّق علاقتي بابني، واختار إفشال الصفقة»، مضيفاً: «نحن نتوسل الآن إلى زعيم أجنبي لإعادة أبنائنا. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية».

الضفة تُقصف والغاصبون يهاجمون
في الضفة الغربية المحتلة، يواصل العدو الصهيوني حملاته الوحشية، وشنّت قوات العدو حملة اقتحامات في جنين وطوباس وبيت لحم، أسفر عنها اختطاف 4 فلسطينيين بينهم طفل. كما أجبر الاحتلال، بغطاء من الغاصبين، عائلتين فلسطينيتين على الرحيل قسراً من منطقة المالح في الأغوار الشمالية، بعد هجمات متكررة طالت ممتلكاتهم وقطعان مواشيهم.
وفي القدس المحتلة، أجبرت بلدية الاحتلال عائلة الحلواني على تفريغ بناية سكنية تضم 6 شقق و25 فرداً معظمهم أطفال، تمهيداً لهدمها. يضطر المقدسيون لهدم منازلهم بأيديهم تفادياً للغرامات الباهظة وأجور الهدم التي تفرضها بلدية الاحتلال، ضمن سياسة التهجير القسري الصامت.