ملايين اليمنيين يحيون ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
أحيا ملايين اليمنيين، أمس، بمسيرات حاشدة وفعاليات خطابية متنوعة في مختلف محافظات جغرافيا السيادة، ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، تمسكاً بالمبادئ السامية التي أرساها حليف القرآن، ومواصلةً لطريق الجهاد والتضحية الذي انتهجه، وتجديداً منهم للعهد بمواصلة النهج الثوري الجهادي ضد الظلم والاستكبار، ونصرةً للمستضعفين من أبناء الأمة، بعزم لا يلين وهمة لا تنكسر.
ورسمت الحشود اليمانية، في مسيراتها التي خرجت في مختلف المحافظات والمناطق، لوحة إباء عنوانها الأبرز أن شعب الإيمان اختار نهج حليف القرآن، ومقارعة طغاة العصر على الخطى ذاتها التي رسمها الإمام زيد عليه السلام، فباتت حركته وثورته منهجاً ومشروعاً كبيراً لهم، وذكرى استشهاده راية لوقوفهم بوجه الطغيان، وتعبيراً في وجدانهم عن الامتداد الطبيعي للهوية الجهادية المتجذرة في أعماق تاريخهم وثقافتهم كشعب لا يقبل الضيم.
وفي المسيرات الجماهيرية الكبرى التي خرجت تحت شعار "بصيرة وجهاد"، أكدت الحشود عهدها بالتمسك بنهج الإمام زيد عليه السلام والاقتداء به، واستلهام الدروس من شجاعته وتضحيته ومواقفه العظيمة وثورته في مواجهة الطغاة والظالمين والمستكبرين، ونصرة المستضعفين والدفاع عن المقدسات وقضايا الأمة مهما كانت التحديات والتضحيات.
وجددت الحشود تأكيد موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في مساندة ونصرة غزة والشعب الفلسطيني المظلوم، ومواجهة العدو الصهيوني المجرم حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، مستنكرة استمرار الخذلان العربي والإسلامي للأشقاء في غزة وفلسطين، الذين يتعرضون لجريمة إبادة وتجويع وحصار من قبل العدو الصهيوني بدعم ومشاركة أمريكية وغربية وتواطؤ دولي وأممي.
وأكدت الحشود الجماهيرية أن إحياء هذه الذكرى يجسد ارتباط الشعب اليمني بالإمام زيد وأعلام الهدى عليهم السلام، وتجديد العهد بالسير على نهجهم والمبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها، ومواصلة الجهاد في سبيل الله ونصرة القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، باعتبار هذه الذكرى العظيمة تمثل محطة إيمانية مهمة للتزود من مدرسة حليف القرآن الشجاعة والبصيرة والجهاد والفداء والتضحية في سبيل الله والتصدي لقوى الطغيان والاستكبار والهيمنة وعلى رأسها أمريكا و"إسرائيل".
وأشارت الكلمات التي ألقيت في المناسبة إلى أن ثورة الإمام زيد عليه السلام جسدت معالم مدرسة ثورية أصيلة لم تكن تبحث عن الحكم ولا تلهث وراء سلطة، بل خرجت استجابة لأمر الله في مقارعة الباطل والانتصار للمظلوم، وهي ذاتها الروح التي يحملها اليمنيون اليوم وهم يخرجون إلى الساحات ويحملون مبادئ الثورة نصرة لفلسطين، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه في لحظة الأمة الراهنة، إذ تحتدم المواجهة مع أعداء الدين والعروبة في أكثر من ساحة، تكتسب هذه المناسبة أبعاداً إضافية تتجاوز الحزن التأبيني إلى فعل تعبوي متقد ومنارة فكرية تستضيء بها الشعوب الحرة التي تبحث عن العزة والخلاص من قبضة التبعية.
كما شددت الكلمات على أن ذكرى استشهاد الإمام زيد تمتزج هذا العام بروح الموقف اليمني المناصر لغزة، وتأتي في لحظة تاريخية تشهد فيها فلسطين أبشع عدوان، فيما يصطف معظم العرب في خانة المتفرج، لتبرز من قلب صنعاء وكل المدن اليمنية مواقف حية تشبه تلك الصيحات الأولى في كربلاء والكوفة، حيث لا مجال للتخاذل، ولا خيار إلا الجهاد، ولا صوت يعلو فوق صوت الموقف الحق الذي يكرس نفسه عبر الفعل والموقف والكلمة، وليتجلى هذا الوعي الحي في تفاعل الملايين من أبناء الشعب اليمني، وارتفاع شعارات الوفاء لنهج الإمام زيد، وترديد كلماته الثورية هتافات هادرة، وفعلاً جامعاً بين العاطفة والمعرفة، وبين التاريخ والواقع.
ولفتت الكلمات إلى أن خروج الإمام زيد كان بسبب الظلم والطغيان من جانب ولاة بني أمية، الذين أفسدوا عقائد وأخلاق وسلوك الناس، وتسببوا في تمزيق هذه الأمة حتى اليوم، ولذلك كان لا بد من إعادة الأمر إلى نصابه، بتضحيات جسيمة يقودها أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وأوضحت أن الطغاة والمجرمين لا يتألمون لمقدسات المسلمين، ولا ينزعجون من الإساءة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مبينة أن هذه المدرسة استمرت حتى اليوم، ويؤكدها طغاة العصر من الحكام الذين يشاهدون المجازر الفظيعة في غزة وفلسطين ولا يحركون ساكناً، بينما مدرسة أهل البيت عليهم السلام تأبى الظلم والخنوع والذلة إلا لله.
وأكدت أن الشعب اليمني، بقيادته الحكيمة المجاهدة والصابرة الثابتة التي استلهمت هذه الدروس وأخذت من هذه المدرسة معنى العزة والكرامة، يواجه اليوم قوى الشر، أمريكا و"إسرائيل" ومن معهم من دول الغرب، لافتة إلى أن هذه المدرسة هي مدرسة العطاء والجهاد والشجاعة والاستشهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما نُظمت عشرات الفعاليات والندوات الثقافية والاجتماعية في مختلف محافظات ومناطق جغرافيا السيادة، إحياء للمناسبة، استعرضت مواقف وفضائل الإمام زيد وثورته التصحيحية ضد الظلم والطغيان الأموي، الذي انحرف بالأمة عن نهجها الصحيح.
المصدر لا ميديا