الحصار البحري استراتيجية خنق فتاكة و«ذو الفقار» اخترق دفاعات «إسرائيل» بسهولة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
توازياً مع إمعان كيان الاحتلال الصهيوني في جرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، صعّدت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، موجهة ضربات موجعة للكيان في عمق الأراضي المحتلة، إضافة إلى تشديد الحصار البحري واستهداف أي سفينة مرتبطة بـ«اسرائيل» أو تحاول كسر الحظر المفروض على الموانئ المحتلة.
وسائل إعلام صينية سلطت الضوء، أمس، على التصعيد اليمني الأخير، وتأثيره على الكيان الصهيوني وترسانته العسكرية التي انهارت أمام ضربات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، متسائلة: «كيف تمكنت قوة ناشئة مثل الحوثيين من إرباك قوة عسكرية متفوقة مثل إسرائيل؟».
ونشرت منصة «سوهو» الإخبارية وشبكة «نيت إيزي» الصينيتان تقارير وتحليلات ركزت بدرجة رئيسية على العمليات العسكرية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء 16 تموز/ يوليو الجاري، تنفيذها واستهدفت من خلالها مطار اللد «بن غوريون» وميناء أم الرشراش «إيلات» وهدفاً عسكرياً في منطقة النقب المحتلة.
ووصفت منصة «سوهو» هذه العمليات بأنها «عنيفة وموجعة»، مشيرة إلى أن قوات صنعاء استخدمت فيها «تشكيلاً من الأسلحة الشديدة الفاعلية، كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة».
وكانت القوات المسلحة اليمنية أعلنت تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية، مستهدفة مطار اللد بصاروخ باليستي نوع «ذو الفقار» وطائرة مسيّرة، وهدفاً عسكرياً في منطقة النقب بطائرتين مسيّرتين، إضافة إلى ضرب ميناء «إيلات» بطائرة مسيّرة، مؤكدة أن هذه العمليات حققت أهدافها بنجاح.
وعقب ذلك بأقل من 48 ساعة استهدفت قوات صنعاء «مطار بن غوريون» بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين2».
سقوط أسطورة «القبة الحديدية»
وقالت منصة «سوهو» في تقريرها: «في وقت متأخر من ليل 16 تموز/ يوليو، تمزقت سماء تل أبيب، حيث تمكنت صواريخ ذو الفقار الباليستية التي أطلقتها قوات الحوثيين اليمنية من اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بكل سهولة، مثل سكين ساخنة تقطع الزبدة».
وأضافت: «عندما أطلق الحوثيون صاروخهم الباليستي ذو الفقار، بدا وكأن القبة الحديدية، التي توصف بأنها أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، أصبحت مجرد غربال مثقّب، ففي لحظة واحدة، توقف مطار بن غوريون الدولي عن العمل، وتقطعت السبل بآلاف المسافرين داخل المحطة، وتم إلغاء الرحلات الجوية، وللمرة الأولى خضعت بوابة إسرائيل الجوية للتهديد الصاروخي بهذا الشكل»، مشيرة إلى أن «أكثر من 120 ألف مستوطن فروا إلى الملاجئ، ودخلت إسرائيل في حالة ذعر تام، تلك الليلة».
ووصفت المنصة الصينية هذه العمليات بأنها «تطور نوعي غير مسبوق»، لافتة إلى أن منظومة «القبة الحديدية، التي طالما شكلت ركيزة الأمن الجوي الإسرائيلي»، فشلت في اعتراض أكثر من 60٪ من هذه الصواريخ، وفق تقارير محلية «إسرائيلية».
وقالت إن «البيانات لا تكذب. فقد اعترف جيش الدفاع الإسرائيلي، في إحاطة وزارية، بأن معدل اعتراض منظومة الدفاع الجوي الحالية للأهداف الأسرع من الصوت أقل من 40%».
المثير للقلق -بحسب الإعلام الصيني- أن الصواريخ استهدفت مناطق قريبة من المنشآت النووية في النقب، ما فُسِّر بأنه رسالة مباشرة من صنعاء إلى «تل أبيب» مفادها: «نحن قادرون على ضرب مواقعكم الاستراتيجية والأكثر حساسية».
تفوق تقني صادم
وأكد التقرير أن «الأمر الأكثر إثارة لقلق الجيش الإسرائيلي هو أن مسار طيران هذه الأسلحة الأسرع من الصوت يتجاوز تماماً القدرات التنبئية لأنظمة الدفاع التقليدية، ويبدو نظام القبة الحديدية عاجزاً في مواجهة هذا النوع الجديد من التهديدات».
ونقل التقرير عن خبراء عسكريين وفنيين القول بأن «الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها صنعاء تفوق سرعتها سرعة الصوت ثلاث مرات، ولديها القدرة على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، وحتى الأمريكية، مثل نظام ثاد».
وأوضح التقرير أن الأراضي الفلسطينية التي يحتلها الكيان الصهيوني ويطلق عليها اسم «إسرائيل» صغيرة المساحة، لا يتجاوز طولها من الشمال إلى الجنوب 400 كيلومتر، وعرضها في أضيق نقطة من الشرق إلى الغرب لا يتعدى 15 كيلومتراً، ما يجعلها تفتقر إلى العمق الاستراتيجي.
في ظل هذه الظروف الجغرافية، يقاس زمن وصول الصواريخ اليمنية بالدقائق، ما يعني أن فشل الدفاع الجوي «الإسرائيلي» يعني أن كامل الأراضي المحتلة غير آمنة.
التقرير الصيني أشار أيضاً إلى أن ما يثير «القلق بشكل أكبر بالنسبة للجيش الإسرائيلي هو مصدر التكنولوجيا المستخدمة في هذه الأسلحة المتقدمة»، ففي حين «تشير المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية إلى أن تكنولوجيا الصواريخ الأسرع من الصوت اكتسبها اليمنيون من إيران، فإن تقارير أخرى لا تستبعد أن يكون هناك دعم فني من قوى كبرى أخرى».
وأضاف: «هذا يعني أن إسرائيل لا تواجه مجموعة مسلحة إقليمية فحسب، بل مجموعة كاملة من أنظمة التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وهو ما ينسف التفوق النوعي الإسرائيلي الذي بُني على مدى عقود».
البُعد البحري والاقتصادي: استراتيجية خنق فتاكة
تحت هذا العنوان، أفاد الإعلام الصيني بأن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني لا تقتصر على الضربات الصاروخية إلى عمق الأراضي المحتلة، بل تشمل تصعيداً بحرياً خطيراً، يواصل اليمنيون حصارهم للملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، مهاجمين أي سفينة لها علاقة بـ«إسرائيل».
وأفاد تقرير منصة «سوهو» الإخبارية بأن العديد من السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة غيّرت مسارها إلى القرن الأفريقي، بينها خمس سفن اضطرت إلى سلوك هذا المسار الطويل، الأسبوع الماضي، بعدما أغرقت القوات اليمنية سفينتين في البحر الأحمر، لارتباطهما بالاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى تكبد الاقتصاد «الإسرائيلي» خسائر مباشرة في الاقتصاد المرتبط بالموانئ والتصدير، لاسيما بعد إعلان سلطات الاحتلال إغلاق «ميناء إيلات» بشكل كامل، نتيجة للحصار البحري اليمني والهجمات المتواصلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
ونقل التقرير عن مراقبين أن «هذه الحرب الاقتصادية أكثر استمرارية وفتكاً من الصواريخ، فهي تعمل على تآكل شريان الحياة الاقتصادي لإسرائيل كسمّ بطيء يسري في الجسد»، مؤكدين أن «هذه الاستراتيجية كفيلة بخنق إسرائيل اقتصادياً، دون الحاجة لحرب شاملة».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا