تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
مجدداً استيقظ قطعان المستوطنين في فلسطين المحتلة، أمس، على دوي صافرات الإنذار نتيجة إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، إلى العمق الصهيوني، بعد أقل من 24 ساعة على العدوان «الإسرائيلي» الجديد الذي طال ميناء الحديدة، وساعات قليلة من عملية يمنية جوية واسعة ضد أهداف عسكرية وحيوية للاحتلال «الإسرائيلي»، رداً على ذلك العدوان، وضمن معركة الإسناد لقطاع غزة.
وفيما يدرك صناع القرار في «تل أبيب» أن بنك أهدافهم في اليمن لا يتجاوز المنشآت المدنية الخدمية، كالموانئ البحرية والمطارات، إلا أن تكرار الاستهداف لتلك المنشآت كما حدث أمس الأول في الغارات على ميناء الحديدة، جعلتهم موضع سخرية أمام الداخل الصهيوني ووسائل الإعلام العبرية التي أكدت أن استهداف الميناء يحمل، فقط، أبعاداً دعائية وسياسية ونفسية تهدف إلى إظهار نوع من الرد، في ساحة معقدة وغير مألوفة، رغم يقين «تل أبيب» أن الضربات التي طالت ميناء الحديدة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م وحتى اليوم لم تنجح في تعطيل قدرات صنعاء الجوية أو في تحجيم نطاق عملياتها ضد كيان الاحتلال.
القوات المسلحة اليمنية أعلنت، أمس، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد «بن غوريون» في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين2».
وأوضحت في بيان متلفز التاسعة صباحاً، أن «العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار».. مشيرة إلى أن هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
وحيا البيان الشعب اليمني على موقفه المشرف والتاريخي في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، ورفض الهيمنة الأجنبية على الأمة العربية والإسلامية بمختلف بلدانها وشعوبها.
كما وجه التحية لـ«المجاهدين الأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، على تضحياتهم، وهم يواجهون العدو المحتل، ويجسدون أروع ملاحم البطولة والفداء، دفاعا عن الأمة بأكملها».
وجددت القوات المسلحة التأكيد على استمرار عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن قطاع غزة.

اليمنيون لا يهدؤون
الإعلام العبري أبدى انزعاجه من استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن، وفشل «جيش الاحتلال» في التعامل مع هذه الجبهة العصية على الانكسار، منتقداً تكرار العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية في اليمن، ومعتبراً تلك الضربات بأنها أصبحت غير فعالة وذات طابع رمزي فقط، بل وتدفع اليمنيين إلى الرد عبر تكثيف الهجمات الصاروخية  واستهداف مواقع «عسكرية وحيوية» في الداخل «الإسرائيلي».
وأفادت وسائل إعلام العدو أن ملايين المستوطنين الصهاينة استيقظوا فجر أمس، على دوي انفجارات في «تل أبيب» جراء هجوم صاروخي من اليمن.
ووفق التفاصيل، فقد دوت صافرات الإنذار في الساعة 5:50 صباحا في معظم الأراضي المحتلة من بينها منطقة «تل أبيب الكبرى»، و«الشارون»، والجنوب، بالإضافة إلى منطقة القدس.
وفي أعقاب إطلاق الصاروخ، توقفت مؤقتا عمليات الإقلاع والهبوط في مطار «بن غوريون» الدولي، ما أدى إلى تأخير عدد من الرحلات الجوية، من بينها طائرات تابعة لشركة «العال» قادمة من نيويورك ومابوتو، ورحلة أخرى من مدينة كاتوفيتشي البولندية.
وعلقت صحيفة «معاريف» العبرية على إطلاق الصاروخ بالقول «اليمنيون لا يهدؤون» فيما 
أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت « العبرية أن ملايين المستوطنين استيقظوا على الإنذارات وفروا إلى الملاجئ، جراء إطلاق صاروخ من اليمن، مشيرة إلى أن «اليمنيين يواصلون إطلاق الصواريخ، بعد أقل من يوم من الهجوم على ميناء الحديدة».
موقع «إسرائيل نت» بدوره نشر تقريراً وصف فيه عمليات القصف المتكررة لميناء الحديدة بأنها «نكتة سخيفة وتشجع اليمنيين على إطلاق المزيد من الصواريخ باتجاه مطار بن غوروين».
وجاء في التقرير أن «نصف سكان البلاد استيقظوا باكراً على وقع إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، وأرسل الملايين إلى الملاجئ، وذلك بعد قصف إسرائيلي جديد لميناء الحديدة، والذي كالعادة لا يحرك ساكنا أمام اليمنيين العنيدين».
وأفاد التقرير أن تهديدات وزير دفاع الكيان «إسرائيل كاتس» بجعل من وصفهم بـ«الحوثيين» يدفعون ثمناً باهظاً لإطلاقهم الصواريخ على كيان الاحتلال، لم تؤثر على قوات صنعاء أو تحرك ساكناً في صفوفها، بل على العكس جعلتهم يكثفون من عمليات الاطلاق إلى العمق الصهيوني.
واختتم الموقع تقريره بالقول «القضية مركزية» في إشارة إلى أن القضية الفلسطينية هي بالنسبة لليمنيين قضيتهم المركزية والأولى.

تطور يمني
الهجوم الصاروخي على مطار «اللد» جاء بعد ساعات من تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عملية جوية واسعة استهدفت منشآت عسكرية وحيوية للاحتلال «الإسرائيلي»، أمس الأول، في أعقاب عدون الأخير على ميناء الحديدة.
واستهدفت قوات صنعاء بخمس طائرات مسيرة مطار «بن غوريون» وهدفاً عسكرياً آخر في يافا، بالإضافة إلى ميناء «إيلات»، ومطار «رامون» العسكري، وهدف حيوي في منطقة أسدود.
وفيما بات واضحاً أن صنعاء نجحت في ترسيخ معادلة قائمة على الرد الجوي المباشر، وإن بشكل غير متزامن زمنياً، يرى خبراء أن التحول الأهم يتمثل في اتساع نطاق بنك الأهداف اليمني. فالضربات الأخيرة تركزت مطارات دولية (كاللد ورامون)، ومرافئ استراتيجية كأم الرشراش وأسدود، ما يدل على أن صنعاء ماضية في تصعيد كبير تسعى من خلاله لتكريس كلفة مباشرة على كيان الاحتلال في أبرز منشآته الحيوية.
ويؤكد الخبراء أن اليمن أصبح لاعباً فاعلاً في معادلة الردع المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وأن عملياته العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني -إن لم تكن قادرة على تغيير موازين القوى العسكرية بصورة حاسمة- فإنها تسهم في تقويض رواية التفوق «الإسرائيلي»، وتؤسس لنمط من الرد الإقليمي المتعدد الجبهات، الذي يصعب على كيان الاحتلال احتواؤه دون أثمان باهظة.