نشرت صحيفة “ميتاماج” الفرنسية مقالاً للكاتب “ميشال لوم” أستاذ العلوم السياسية والفلسفية، الذي قدم قراءة مختلفة لأسباب الحرب على اليمن بعيداً عن أسطوانة الصراع مع إيران، معتبراً أن سبب الحرب الحقيقي هو الاحتياطي النفطي الضخم في اليمن.
وكشف لوم أن خبراء أكدوا أن المملكة العربية السعودية تعكف على نهب مقدرات الشعب اليمني من الاحتياطي النفطي وذلك بفضل الدعم الفرنسي الذي توليه الشركة الفرنسية العملاقة في مجال الطاقة “توتال”.
كما يكشف الكاتب أن السعودية لم تكتفي بنهب الاحتياطي النفطي في اليمن عبر الشركة الفرنسية مشيراً إلى أنها “عملت أيضا على إبرام اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية للحد من استغلال المخزون من النفط في اليمن الذي يعد الأكبر على مستوى المنطقة”.
وأشار إلى أن حجم ما تستولي عليه السعودية من النفط في اليمن بالتعاون مع عبدربه منصور هادي وحكومته يقدر بنسبة 63% من إجمالي النفط الخام في اليمن.
وتطرق الكاتب إلى زيارة الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية “كريستوف دو مارجري” للعاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014 الذي التقى خلالها مه عبد ربه منصور هادي، حيث ناقش خلال تلك الزيارة سُبل توسيع النشاط الكبير للشركة في البلد.
ورأى ميشال لوم ان شركة “توتال” الفرنسية تشارك بشكل غير مباشر في حيثيات الصراع الدائر في اليمن، إذ يعتبر الاحتياطي النفطي الذي تحتضنه اليمن هو الأهم في منطقة الخليج الفارسي بأسرها.
وأضاف أن ذلك هو ما دفع السعودية بشكل مفاجئ على توقيع اتفاق سري مع الولايات المتحدة الأمريكية للحيلولة دون تمكن اليمن من استغلال احتياطي النفط على مدى 30 سنة المقبلة.
وبحسب الكاتب الفرنسي، كشف موقع ويكيليكس نقلاً عن وثائق “مسربة” أن السلطات السعودية قد شكلت لجنة لتنفيذ مشروع خط أنابيب نفطي بدءا من المملكة العربية السعودية مرورا بمحافظة حضرموت الجنوبية اليمنية والبحر العربي، وذلك لنأي بنفسها عن استخدام مضيقي هرمز وباب المندب.
ويذهب الكاتب إلى ماهو أبعد من نفط اليمن بالقول إن السبب الذي يكمن وراء الصراع في سوريا يتبلور حول قضية الاحتياطي السوري من الغاز الطبيعي، في حين يعتبر النفط هو السبب الذي يقف وراء الحرب الدائرة في اليمن، وبالتالي فإن المدنيين هم من يدفعون الفاتورة باهظة الثمن في ظل اللامبالاة التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه هذه الحرب.

المراسل نت