تميز بحلاوة الصوت ونقاوته، وتمكن من أداء الأناشيد والموشحات التي ترسخت في ذهن المتلقي، لأنها نابعة من روحه كمنشد.
إن تفرده ليس فقط بصوته اللين الدافئ القوي، وإنما في شخصيته البسيطة.
حمل على عاتقه هاجس الأنشودة اليمنية، وعمل على تطويرها، تنفس أصالتها، وشرب من منابع خلودها، وبلل روحه بعبقها ونداها.
إنه أحد المنشدين الذين امتلكوا قدرة استثنائية على مجاوزة وتخطي ما أبدعوه من قبل، وأعتقد أن تجربته في الأيام القادمة ستجد معالمها أكثر، وسيعيد الأنشودة إلى وجهها الجميل، وإلى قيمها النبيلة. إنه أحد أعضاء فرقة (أحباء طه) الإنشادية، كما إنه شخصية إنسانية وفنية شديدة العذوبة. إنه المنشد سامي السوّري.
عبق أصيل
 لو تحدثنا عن دخولك في عالم الإنشاد وكيف أثر فيك؟
عالم الإنشاد جميل وفيه روحانية. وفي البداية لم أكن هاوياً لهذا المجال، لكن هناك من رغبني مثل الأخ محمد همدان، فأحببت النشيد كثيراً، واستمررت فيه. وبعد ذلك تعرفت بالمنشد يونس الحسام الذي كان له دور في استمراري، فمجال الإنشاد فيه عبق أصيل.

مع مرور عامين من العدوان على اليمن، برأيك هل الأنشودة كان لها الدور الكافي في مواجهة العدوان؟
لم يكن الدور كافياً، لأن الكثير من المنشدين في هذه المرحلة انتقلوا إلى الزامل، رغم أن الأنشودة تستطيع أن تخاطب الجميع، وسريعة النفاذ إلى وجدان المستمع.

 كيف ترى واقع الأنشودة اليمنية؟
واقع الأنشودة منحصر جداً، ولا يوجد دعم من قبل الجهات المعنية، ولا يوجد اهتمام بالمنشدين.

 أين تجد نفسك أكثـر في كتابة الشعر أم في مجال الإنشاد؟
أجد نفسي في مجال الإنشاد أكثر، فالشعر لا أكتبه كثيراً. أشعر أن الإنشاد يتغلغل في أكثر.

مع أحباء طه في تركيا
 هل لك مشاركات خارجية؟
نعم كانت لي مشاركة في تركيا مع فرقة (أحباء طه) الإنشادية، وهي فرقة رسمية بوزارة الثقافة، وكانت المشاركة في وزارة السياحة في معرض ؟؟؟؟ في تركيا، لمدة أسبوع.

 هل كتبت قصائد تم إنشادها؟
لا.
إنشاد بالتركية
 لنعد إلى مشاركاتك في تركيا، هل أنشدتم بالتركي؟
أنشدت بالتركي مع المجموعة الذين سافرت معهم مثل الأستاذ أحد شذان وعبدالله غدر وأكرم الحمزي.

العمري متصدراً
 من لفت انتباهك من المنشدين؟
أبرز من لفت انتباهي هو المنشد الكبير عبدالرحمن العمري، الذي ما يزال يتصدر المشهد الفني إلى اليوم، وهو يعتبر أسطورة ولن يتكرر. والشيء الذي يحزنني أنه لم يتم دعم هذا المنشد والوقوف معه، أو حتى تكريمه لما قدمه من عطاء إبداعي في مجال الإنشاد. والمنشد عبدالرحمن العمري كان محارباً، وعندما سافرنا إلى تركيا لقينا اعتراضاً كبيراً جداً، وهناك الكثير كانوا يريدون أن يلغوا علينا المشاركة على أساس أن يذهبوا هم.

الدعم مفقود
 في مشاركاتكم الداخلية هل كان يتم دعمكم من وزارة الثقافة؟
كنا نحيي احتفالات كثيرة مثل المولد النبوي والهجرة وغير ذلك، فكانت المستحقات لا تصل إلينا، وكنا نشارك من دون أي مقابل، وبعد المتابعة كنا نحصل تقريباً على ربع المستحقات.

 هل قمت بإنشاد الزامل؟
شاركت مع المنشد يونس الحسام في كورال في بعض زوامله، مثل زامل (قاهر العدوان).

الخلل في وزارة الثقافة
 الخليجيون يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على تراثنا وألحاننا، والجهات المعنية لم تأبه لذلك.. أين يكمن الخلل؟
الخلل يكمن في عدم توثيق الأغاني والأناشيد، وعدم توثيق الكلمات، ولذلك تكون معرضة للسرقة، وعندما يتم السطو على ألحاننا وتراثنا من قبل الخليجيين، فلا يوجد أي اعتراض أو ملاحظة من قبل وزارة الثقافة.

 المنشدون اليمنيون متهمون بعدم الاهتمام بالتراث اليمني، ما تعليقك؟
أكثر المنشدين قاموا بتجديد التراث ومهتمون به، وفي الحفلات والأعراس يقومون بإنشاد التراث كثيراً، وهناك نخبة كبيرة من نجوم الإنشاد مهتمون اهتماماً كبيراً بالتراث وتطويره وتوثيقه، ونلاحظ أن بعض الناس لا يقبلون الجديد، لأن الكلمات القديمة كلمات جميلة وألحان أجمل، وعندما ننشدها نشعر بأن الأنشودة تنحتك، وليس أنت من ينحتها.

اهتمامات غنائية
 هل تكتب القصيدة الغنائية؟
أكتب الشعر الغنائي، ولكن ليس كثيراً، وعندي قصيدة غناها الأستاذ حارث الشمسي، ومن أبياتها:
(ابتدأ حبي وعشقي ابتدأ من يوم شفتك
يوم شاهدتك بقربي صار فيك القلب مبلي
كيف أقول إني أحبك كيف أقول إني أودك)

  هل تستمع للموسيقى؟
ليس كثيراً.

 هل تريد أن تضيف شيئاً آخر؟
أتمنى أن يكون الإنشاد في اليمن له صدى أكثر.

  كلمة أخيرة..
أشكر صحيفة (لا) للاهتمام بالمنشدين وبكل الفنانين، وتخصيص زاوية لهم، وأشكر الشاعر ماجد الصانع والشاعر أمجد الصانع لتنسيق هذا اللقاء، وأشكر الأستاذ خالد السياغي وأكرم البهلولي وحمدي الحيمي ومروان قطيش وكذلك أهنئ والدتي بعيد الأم وأشكر الفنان الكبير حارث الشمسي.