افتتح الملك الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء أعمال دورة القمة العربية في دورتها الـ 28.
 وقال الملك إن "خطر الإرهاب يهدد أمتنا ويسعى لتشويه ديننا الحنيف". ودعا إلى دعم جهود إعادة الاستقرار في ليبيا واليمن، مشدداً "علينا أخذ زمام المبادرة لتجنب التدخلات الخارجية".
وأضاف الملك الأردني أن "إسرائيل تستمر في توسيع الاستيطان وتقويض فرص السلام". كذلك شكر السعودية لدعمها الميزانية الأردنية.
وتسلم الملك عبدالله الثاني رئاسة القمة العربية من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، رئيس الدورة العادية السابعة والعشرين التي عقدت في نواكشوط العام الماضي.
وقال ولد عبدالعزيز الذي دعا الدول العربية والإسلامية لتفعيل الجهود لدعم وحدة التراب الليبي، كذلك دعا إلى دعم المبادرة الخليجية للتوصل إلى حل تفاوضي في اليمن.
وتطرّق الرئيس الموريتاني إلى الأزمة السورية فرأى أن الأطراف السورية لم تبذل جهداً كافياً لحل الأزمة.
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال بدوره إن مهمة الجامعة هي "توحيد مواقف الدول العربية". وأشار إلى أن "هناك قوى خارجية توظف المذهبية والطائفية لتقسيم الدول العربية"، لافتاً إلى أن "النزاعات أدت إلى أوضاع إنسانية مأساوية".
واعتبر أبو الغيط أن مواجهة الأزمات الإقليمية تتطلب رؤى مشتركة بين الدول العربية. وشدد بالقول "نحتاج عقوداً اجتماعية جديدة لتحقيق تنمية بشرية تكافح التطرف"، منتقداً في الوقت نفسه إسرائيل لأنها "تمعن في البناء الاستيطاني"، وفق ما قال.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقال في كلمته إن الدول العربية فتحت أبوابها للاجئين السوريين، مشدداً على أنه "حان الوقت لإنهاء القتال في سوريا"، و رأى أن "مكافحة الإرهاب في سوريا تتطلب الوصول أولاً إلى حل سياسي".
ولفت غوتيريش إلى أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشدداً في الوقت نفسه على "ضرورة إيقاف كل نشاطات الاستيطان الإسرائيلية لتحقيق السلام"
الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت في كلمتها أن الاتحاد الأوروبي سيستمر بدعم الحكومة العراقية، كما رأت أنّ الحل المنطقي الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو "حل الدولتين".
من جهته قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته في القمة "يجب ألا تشغلنا الأزمات في المنطقة عن أهمية القضية الفلسطينية"، مؤكداَ على "وحدة الأراضي اليمنية وأهمية التوصل لحل سياسي استناداً للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية".
بدوره شدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن القضية الفلسطينية هي في مقدمة الأولويات برغم جمود عملية السلام بفعل المواقف الإسرائيلية، وشدد على أنه يجب الضغط لمنع قيام نظام فصل عنصري من قبل إسرائيل ووقف الحصار على غزة وانتهاك حقوق الفلسطينيين.


بدوره رأى أمير الكويت صباح الأحمد الصباح أن ما يسمى بالربيع العربي أطاح بأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن العالم العربي مطالب "باستخلاص العبر".
وقال الصباح إن "عالمنا العربي يواجه تحديات خطيرة ونحن مطالبون بالتعامل وفق نهج مختلف عن السابق"، مشدداً "نظرة فاحصة لواقعنا تؤكد أن الخلافات لن تقودنا إلا إلى المزيد من الفرقة".
وأضاف الصباح "نحن نعيش في عالم يعاني أزمات وكوارث وحروب أثرت على الشعوب من حولنا"، آملاً أن يوفق دي ميستورا في إحداث التطور الإيجابي في سوريا.
كما أشار إلى أن "إسرائيل لا زالت تقف حائلاً أمام السلام الدائم في الشرق الأوسط"، داعياً مجلس الأمن "للقيام بواجباته".
وقال الصباح "نحن نتطلع إلى استمرار الحوار البناء بين دول المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها"، مشيراً إلى أن "الأزمات في المنطقة ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية".
وأضاف أمير الكويت أن الدول العربية تواجه تحديات جسيمة تتطلب "الالتزام بنهج عربي مشترك"، مشدداً "علينا أن نسمو على الخلافات التي لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة".

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في كلمته إنه "من المؤسف أن البعض يستغل الظروف لبسط السيطرة بالتدخلات العسكرية"، مضيفاً "نتطلع لموقف قوي يستعيد وحدة الصف العربي لمواجهة الأزمات التي تواجهنا".
ورأى السيسي أن "الحل السياسي للأزمة السورية هو الوحيد القادر على تحقيق طموحات الشعب السوري والقضاء على الإرهاب".
كما دعا السيسي إلى "ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن على أساس القرارات الدولية والمبادرة الخليجية". كما تطرق إلى الأزمة الليبية فشدد على "ضرورة مواصلة العمل مع الأطراف في ليبيا لتطبيق اتفاق الصخيرات".
وأكد السيسي أن مصر تدعم حل القضية الفلسطينية انطلاقاً من المبادرة العربية عام 2002.
الرئيس المصري رأى أن انتشار الإرهاب من أبرز التحديات أمام الأمة العربية، مشيراً إلى أن العلاقة متوازية بين الإرهاب وتهديد الدولة الوطنية، وأنه يجب مواجهة الإرهاب بالحسم العسكري والتصدي للفكر المتطرف.

وكان لافتاً مغادرة الرئيس المصري قاعة القمة مع بدء أمير قطر تميم بن حمد كلمته.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث بإسهاب في كلمته أمام القمة العربية، وقال إن الاتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أن تتحرك الإدارة الأميركية لدفع عملية السلام وفق حل الدولتين. وأشار إلى أنه إذا أرادت إسرائيل أن تكون شريكاً في المنطقة فعليها التخلي عن فكرة أن الأمن يأتي باستحواذ مزيد من الأرض الفلسطينية.
وقال عباس إن الحكومة الإسرائيلية عملت على تسريع الاستيطان ومصادرة الأراضي ومضت في مخططاتها للاستيلاء على القدس الشرقية، محذراً إسرائيل "من تحويل الصراع القائم من صراع سياسي إلى صراع ديني"، مؤكداً أن حكومته تعمل على إنهاء الاحتلال عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية، وأشار إلى أنه بناءً على ذلك أصبحت دولة فلسطين "حقيقة قائمة"، مشدداً على ضرورة "نيل مقعد لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
الرئيس عباس قال أيضاً "لقد أظهرنا على الدوام مرونة عالية وتعاملنا بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه من غير المجدي أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية أو أن يجري التلاعب بالمبادرة العربية".
وطالب الرئيس الفلسطيني بدعم الحاضرين لوقف أي احتفالات في بريطانيا بذكرى وعد بلفور وقال "آن الأوان لبريطانيا أن تعترف بفلسطين وأن تعتذر من الفلسطينيين".
عباس تحدث في الشأن الداخلي الفلسطيني وأكد أنّ حكومته تعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، كما شدد على عمل حكومته لتحقيق المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر وصولاً إلى حكومة واحدة وانتخابات تشريعية، شاكراً في الوقت نفسه الجزائر التي بادرت إلى تقديم حصتها في دعم الموازنة الفلسطينية.

الملك المغربي يلغي مشاركته في القمة العربية
وبحسب موقع اليوم 24 المغربي، فقد ألغى الملك محمد السادس مشاركته في اجتماع العرب في الأردن لأسباب مازالت مجهولة.
وقال مصدر ديبلوماسي للموقع المغربي إن الموقف الملكي السابق الذي يرفض الطابع الشكلي وغير الفعال الذي تتسم به القمم العربية مازال مستمراً، حيث ينتظر أن يتم تعيين شخصية "سامية" لتمثيل الملك في أشغال القمة العربية في عمّان.
الجدير ذكره أن آخر قمة عربية شارك فيها الملك محمد السادس هي تلك التي احتضنتها الجزائر سنة 2005، حيث بات الملك يقاطع هذه القمم لـ "افتقادها للفعالية وارتهانها لانقسامات كبيرة بين دول المنطقة العربية، وعجز جامعة الدول العربية عن لعب دور مؤثر في إقليمياً ودولياً".
ومن المقرر أن تتضمن جلسة العمل الأولى كلمات للقادة العرب، وبعدها تتحول الجلسة المفتوحة إلى مغلقة لاعتماد العديد من المشاريع، منها: اعتماد مشروع إعلان عمّان،  وتختتم الجلسة ببيان ختامي يعقبها كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلًا من اليمن، الذي اعتذر عن عدم استضافتها، نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين. يأتي هذا الحضور اللافت بخلاف القمة السابقة التي عقدت بنواكشوط صيف العام الماضي، وحضرها 8 قادة فقط.
المصدر: وكالات