ما إن هبَّت عاصفة عوادم الكروش الخلفية لأمراء ومشيخات النفط, تجاه بلدنا اليمن, حتى هبَّ الجمع الذُبابي -المحلي والإقليمي والعالمي-  العالة على التمور الملكية وفتات صحون الكبسة, منتشياً ومباهياً بقدرة المٌترهلين مانحيه حق التطفُّل  على التحرك والقيام بمثل هكذا عاصفة... مُزعجاً الأسماع  بطنينه غير المعتاد والهادف إلى إيهام الرأي العام بأن طائرات الـ(F16) التي تحوم في أجوائنا وتلوث لازورد سمائنا علاوة على ما تحدثه من قتل وتدمير, هي ذاتها الطائرة الداجنة التي تم استيرادها خصيصاً لالتقاط الصور الجوية للنوق الملكية في مهرجان الجنادرية وغيره من مهرجانات العبث البدوي الكسيح.
وبأن غلمان وصبية صيد الحمام بالكلاب المدربة هم أنفسهم صقور الجو الذين يحومون بكل مهارةٍ فوق سمائنا مستهدفين الأرض والإنسان... وبأن الجيش القائم بدور حراسة الملابس الداخلية لحاشية قصور النفط وفتح أبواب السيارات الفارهة لسمو الأميرة أو الشيخة هو ذاته الجيش الذي يتأهب لتحرير اليمن حدّ زعمهم السخيف.
أوغل الجمع الذُبابي أكثر في طنينه فقام بإفرازات إعلامية جوفاء تفوح نتونة مفادها أن الطحالب الشابة  المتخمة التي لا تجيد سوى السباحة في ضحل الشواطئ الفرنسية والأمريكية، هم من يبحرون بكل عفونتهم نحو إزرقاق بحارنا للدخول من هذا المنفذ البحري أو ذاك.
عموماً، سندع الذباب في طنينه ونحاول في هذا الرصد المٌقتضب تعرية  زعارين العاصفة وخلع جلابيب وأقنعة الزيف التي ترتديها وصولاً بالقارئ الكريم إلى العدو الحقيقي الذي يقف وراء تلك الكائنات العدوانية المموهة, ويشدُّ رخاوتها العسكرية مخططاً وممولاً دوماً, ومُنفذاً لأغلب - إن لم يكن لجميع- عمليات التحالف العربي المزعوم.
إنه الكيان الإسرائيلي الذي يتكئ في كل مخططاته التآمرية على عُكاز أعرابي وهابي نفطي هو "آل سعود" ويستخدمه لتنفيذ ما يريد تنفيذه في كل الأقطار العربية، فمنذ بداية ما يُسمى بـ(عاصفة الحزم), كان المسؤولون والخبراء الإسرائيليون عبر صحفهم ومراكز الدراسات العسكرية التابعة لحكومتهم, يصوغون خارطة طريق متكاملة لتلك العاصفة العدوانية, وما إن أذنوا لها بالانطلاق ضد اليمن حتى تبدَّى رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي عبر تصريح له بتاريخ 3/مارس/2015 بخصوص التحالف الذي أوكل مهمة قيادته إلى سفيرة النوايا التدميرية في الوطن العربي المملكة السعودية.
 نتنياهو الذي حَذر من محاولة إيران السيطرة على الشرق الأوسط ومضيق باب المندب، قائلاً: "إنها محور خطير جداً على البشرية جمعاء، ويجب العمل على وقفه ".
وكتطمين منه لقادته العسكريين, وفضح دور حكومته الأساسي فيما يُسمى بــــ"عاصفة الحزم", تابع نتنياهو بالقول: "لقد أنهيت للتو مباحثات مع الرئيس الجمهوري لمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور (ماكونيل)، كما تحدثت مع زعيم الديمقراطيين، السيناتور (هاري ريد)، وقد سمعت من الجانبين ما يؤكد الدعم الكامل من الحزبين لإسرائيل، وهذا أمر بالغ الأهمية".
مُضيفاً في سياق حديثه: "عبَّرتُ أمامهم أيضاً عن قلقنا من أن أذرع إيران في الشرق الأوسط تشن حملة واسعة لاحتلال اليمن في محاولة للسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يمكن له التأثير على التجارة العالمية وتصدير النفط للعالم".
وختم نتنياهو حديثه بالقول: "بعد محور بيروت - دمشق - بغداد، يحاول الإيرانيون القيام بحركة في الجنوب من أجل السيطرة على الشرق الأوسط برمته.. محور إيران - لوزان - اليمن خطير جداً على البشرية جمعاء ويجب التصدي له".
هكذا عبَرنَ بنيامين نتنياهو مايسمى بعاصفة الحزم العُربانية، فاضحاً يافطاتها العربية والقومية والأخرى الزاعمة إعادة شرعية نزلاء فنادق العهر الملكي.
خبير أمني في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية يُعري العاصفة أكثر ويُؤكد أنها عاصفة هَبَّت من (تل أبيب وصحراء النقب) ولم تكن صحراء بني سلول وعاصمتهم سوى محطة مرور عربية لتلك العاصفة نحو وطننا.
إذ قال (اليكس فيشمان) إن "الحرب في اليمن على الحوثيين تدخل في مصلحة إسرائيل"، مضيفاً أنها "فرصة لقطف ثمار استراتيجية حيوية لأمن الدولة"، في مقال له بتاريخ الــــــــ27ـآذار/ مارس/ 2015، تحت عنوان "ساعة اليمن تدق".
وأشار (فيشمان) إلى أن قضية باب المندب وحماية الشواطئ، دفعت كذلك الأسطول المصري  للانضمام إلى التحالف الغاشم ضد بلدنا.
ويُعد "حجم القوات التي حشدتها السعودية والتحالف الذي بنته بالتنسيق مع الأمريكيين دليلاً على أنهم لا يخططون لخطوة عسكرية محدودة "، وفق (فيشمان).
 المحلل الإسرائيلي اعتبر أن ما يسمى بـــ "عاصفة الحزم" هي "فصل آخر في المواجهة المستمرة منذ سنين طويلة بين المحور الراديكالي والمحور البراغماتي، بين الشيعة والسُنّة".
وأوضح أن "السعودية تواجه  محاولةً لـــــ"الالتفاف الإيراني من خلال القبائل الشيعية في اليمن، وفي البحرين وفي جنوب شرق السعودية ".
وقال (فيشمان) –كاشفاً- نوع المهمة التي يقومون بتنفيذها عبر حليفتهم (السعودية) إن "بناء التحالف لمواجهة السنة للتهديدات الإيرانية هو المهمة المركزية للنظام في السعودية، ولهذا الغرض فقد حاول إقامة حلف سُنّي من مصر وحتى تركيا".
التقرير الذي كتبه (إفرايم سنيه) -عضو كنيست سابق- ونشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، 30 مارس/آذار الماضي, وأورد فيه ما يمكن أن تستخلصه حكومته من العدوان السعودي, مضيفاً: "يمكننا أن نستخلص عدة استنتاجات من التطورات الأخيرة التي تحدث في اليمن الآخذ في الانقسام", إذ يطمئن في استخلاصه الأول ما سمَّاه بـــ"الجبهة الاقليمية ضد إيران" أن جبهتهم تلك لم تعد مجرد فكرة نظرية هشة , بل جبهة صلبة ومُتمكنة عسكرياً, وماضية في عدوانها الهمجي وفق ما خَططَ له  هو وحكومته, كما يؤكد لتحالف العدوان أن اسرائيل ترفع نفس الشعارات الزائفة التي يتبنَّاها التحالف ويعلنها كهدف من أهداف الحرب على اليمن..       
فيقول  إن "الجبهة الإقليمية ضد إيران التي تتكون أساساً من الضحايا المحتملين لعدوانها وطموحها للسيطرة، لم تعد فكرة نظرية بل باتت جبهة حقيقية ومقاتلة".
أما الاستخلاص الثاني فيشيد فيه (إفريم سنيه) بالقيادة السعودية الجديدة ويوهم آل سعود بأنهم قد صاروا فحولاً تحت حكم عاهرهم الجديد (سلمان), ويؤكد أن السعودية تحت حكم هذا الملك تتخذ موقفاً قيادياً رائداً في المنطقة ولا سيما في كل ما يتعلق بإقامة جيش مشترك لدول الخليج ومصر".
وفي مسعى منه لحث حكومته على زيادة دعمها لعدوانهم الذي تقوده حليفتهم السعودية, ولرفع وتيرة إجرام الأخيرة بحق شعبنا اليمني, يبدي (إفريم سنيه) مخاوفه من إغلاق باب المندب, وينوه الى أن "إغلاق باب المندب يقطع التجارة بين آسيا والغرب ويستوجب التفافاً باهظ الثمن من جنوب قارة إفريقيا"، وأن "المتمردين الحوثيين الشيعة تلقوا تدريباً عسكرياً من طرف (حزب الله)، ودعماً من إيران"، وأنه بالنسبة لـ(إسرائيل) "تشكل السيطرة الإيرانية على مداخل البحر الأحمر خطراً استراتيجياً حقيقياً".   
 حميمية العلاقة الاسرائيلية- السعودية, وتطابُق مخاوف البلدين من عدوهم المزعوم (إيران) يوضحها مسؤول إسرائيلي رفيع, واصفاً النظام السعودي بـــ"الجار والحليف".
إذ أعلن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية (دوري غولد) أن "المملكة العربية السعودية هي حليف لإسرائيل".
(غولد) الذي يُعتبر من أقرب مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, أشار في مؤتمر نظمته اللجنة المركزية ليهود أميركا في الـ2 من أغسطس 2015 إلى ما سماه بــــ"الوضع السياسي في الشرق الأوسط". مضيفاً أن "إيران نظام يحاول احتلال الشرق الأوسط، ولسنا نحن من يقول ذلك، بل أيضا جارتنا المملكة العربية السعودية التي هي حليف لنا".
بعد هذه الإزاحة البسيطة لستائر نوافذ قصور آل سلول وغرفة عمليات تحالفهم ضد وطننا وشعبنا وكرامتنا ورفضنا، يتضح للجميع أن العدوان ضدنا هو عدوان صهيوني بامتياز, وأن عربان العدوان الذين شاهدناهم عرايا ومنبطحين للكائنات العبرية فوق سرير البغاء الملكي السلولي, ليسوا سوى  كائنات هلامية مُهجنة تصطف بكل حقد وخِسة, لتُشكل جسراً  للكيان الإسرائيلي, يعبر منه متنكراً بــــ(الدشداشة والعقال) نحو تدمير قطر عربي آخر يصرخ بالموت لإسرائيل, ويأبى الانحناء لقبعات حاخاماتها ولعق أحذية قادتها السياسيين والعسكريين..