في «السبعين» من «يسكر من زبيبة»
 

شايف العين

شايف العين / لا ميديا -
ضمن كلمته التي ألقاها عقب تشييع الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ورفاقه في نيسان/ أبريل 2018، وهو يشيد بصفات وسجايا الرئيس الشهيد لتحفيز المسؤولين على الاقتداء بها، قال قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “البعض بمجرد أن يتبوأ منصباً في أي مستوى من المستويات، خلاص ما عاد يتماسك، يصبح حسب تعبيرنا المحلي “منخط” من التعبيرات المحلية في بلدنا اليمن، “ينخط” أو بحسب المثل “يسكر من زبيبة”، أبسط منصب البعض خلاص ما عاد يتماسك، يصبح متعاليا، ومتغطرسا، ويبتعد عن الناس، يتعالى عليهم مزهوا بمنصبه”.
وما أكثرهم اليوم من “يسكرون من زبيبة” في حكومة الإنقاذ الوطني! ولا أقصد هنا وزراء أو محافظين أو وكلاءهم فقط، بل وأدنى من تلك المناصب كمدراء مديريات ومدراء أقسام شرطة وأقل!
فعلى سبيل المثال: يؤدي مدير مديرية السبعين بأمانة العاصمة واجباته “الوطنية” و”الجهادية” التي يقتضيها منصبه بـ”كفاءة” منقطعة النظير، وذلك من خلال غطرسته وتعاليه على عقال الحارات في نطاق المديرية.
حيث لا يخلو اجتماع من اجتماعاته التي يعقدها مع عقال الحارات من نبرات التكبر والتجبر، فتارة يهددهم بلهجة واضحة وصريحة بالحبس، وأخرى بسحب ختوماتهم الرسمية الممنوحة لهم من أمانة العاصمة وتعيين بدلاء لهم في حال لم ينفذوا توجيهاته الغريبة في معظمها والتي ينسبها للقيادة السياسية.
وما يجهله مدير السبعين ويفعله وقد يكون دون قصد عبر توجيهاته، أن بينها ما يخدم تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته ويتوافق تماما مع ما تروج له ماكينتهم الإعلامية من شائعات على مدى أعوام الصمود.
ففي شهر رمضان المنصرم قام مدير المديرية بتوقيف عدد من عقال الحارات وسحب ختوماتهم منهم، بمبرر سخيف زعم أنه ضمن توجيهات الرئيس مهدي المشاط للحكومة أثناء لقائه بها مطلع الشهر الفضيل، والتي يبدو أنه لم يستوعبها وذهب الى تنفيذها بالشكل غير المطلوب.
وأتى التوقيف وسحب الختومات بطريقة استفزازية عبر أحد أذرعته في المديرية، وهو مدير قسم شرطة السياغي، الذي استدعى أحد العقال وهدده بالسجن.
أما السبب الذي جرى بموجبه توقيف العقال وبإقرار من مدير المديرية خلال اتصالي به شخصيا في شهر رمضان ونسبه لتوجيهات الرئيس المشاط، فالحديث عنه بشكل واضح، لا يخدم سوى تحالف العدوان ومرتزقته ووسائلهم الإعلامية، ويمنح مصداقية لشائعاتهم وزيفهم في ذهنية الشارع الوطني الصامد.
وقبل أيام اتصل أحد المعنيين في المديرية بعاقل الحارة الذي هدده مدير قسم السياغي بالسجن، وطلبوا منه القدوم إلى المديرية ليعيدوا له ختمه (الذي لم يعد يريده بسبب ما حصل له)، وحين ذهب إلى هناك قابله مدير المديرية ورفض إعادة الختم له وخاطبه بغطرسة: “أنا قررت أن الختم ما يرجع لك إلا لوما تدي...”.
لم يعد يخفى علينا أن هناك مرتزقة واضحين أعلنوا انضمامهم لتحالف العدوان واصطفوا إلى جانبه، غير أن الخطورة تأتي من المندسين في أوساط القوى الوطنية، لاسيما أن بعضهم بات يتبوأ منصبا في حكومة الإنقاذ الوطني يمكنه من خدمة أعداء الوطن والشعب ويعمل على تنفيذ أجنداتهم.
وبالتأكيد لا يمكن أن يكون مدير مديرية السبعين ومدير قسم شرطة السياغي بين أولئك المندسين، وإنما من ضمن من يسعون إلى أداء واجباتهم ومسؤولياتهم بطرق حمقاء يرونها سليمة.
وسلبياتهم هذه من الممكن أن يقع فيها أي شخص بفعل التمكين والنفوذ، وهي الغطرسة والكبر كما ذكر السيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضراته الرمضانية الشهر المنصرم، وتحديدا في محاضرة “خطر الزيغ عن الاستقامة”.
والخلاصة هي أن على أمانة العاصمة وضع حد لممارسات المتنفذين التابعين لها، خصوصاً وأن كل التصرفات “النعثات” التي شهدناها في العاصمة صنعاء في مناسبات مختلفة واستغلها العدو ومرتزقته لاتهام أنصار الله باطلا بها بهدف تشويههم، أتت من مسؤولين يتبعونها وتكررت حتى اعتقدنا أنها ضمن مسؤوليات وواجبات “الأمانة” خدمة لـ”الخيانة”.
وفي حال لم يتم معالجة إشكالية مديرية السبعين من قبل أمانة العاصمة بأمينها ووكلائها، فإن ما جرى التلميح إليه في المقال والتحفظ على الإفصاح عنه صراحة ويعرفه مديرا المديرية وقسم الشرطة جيدا، سيتم نشره في مقال قادم قريبا.

أترك تعليقاً

التعليقات