مولد رحمة البشرية وثورة أيلول‎
 

أشرف النصيري

أشرف النصيري / لا ميديا -
مناسبتان عظيمتان تلتقيان هذا العام في شهر واحد، وهما ذكرى مولد الرسول الكريم وذكرى ثورة 21 أيلول/ سبتمبر، ومعهما يعيش الشعب اليمني العظيم فرحتين متتابعتين.‏
ذكرى مولد النبي ليست خاصة بطائفة أو فئة معينة فقط، بل ذكرى بيوم ‏فارق في حياة البشرية جمعاء بمختلف ألوانها وتوجهاتها وعقائدها ‏وأفكارها، يوم مولد من أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين، للإنس ‏والجن وكل المخلوقات، وهذه نعمة عظيمة يجب الاستلهام منها، ونكون ‏على درب هذا القائد العظيم سائرين، ونعظم هذا اليوم الذي منّ الله علينا ‏فيه بنبيٍّ ورسولٍ منا يعلمنا الكتاب والحكمة ويعلمنا ما لم نعلم وما كان وما ‏سيكون.‏
أما يوم 21 أيلول/ سبتمبر فهو يوم خلاص اليمنيين من قيود الظلام التي جاءت بسبب الثقافات المغلوطة ومن بواقي الاستعمار ‏الغربي بكل أشكاله وفي مختلف أزمانه قديماً وحديثاً، هو يوم ارتباط عظيم بالدين والقيم والمبادئ التي أضعناها ‏في أزقة العهود الماضية، هي ثورة تصحيح لما سبقها من ثورات ومن أزمات ومن ‏تغيرات إقليمية ودولية ويمنية عاشها الشعب في منحدرات الشتات ‏والخوف والطيش والانفلات بكل الجوانب الفكرية والسياسية والأخلاقية ‏والاقتصادية... إلخ.
ثورة أيلول هي منطلق التغيير والنور والقيم والاقتصاد الفائض، وإن ‏تأخر الحسم فقد حصدنا الكثير من ثمارها في عديد المجالات، وإن كانت الحركة بطيئة فلن يخيب الظن بالله الذي سخر ‏وسيسخر كل شيء في خدمة الأمة واليمن. ومن أهم هذه الثمار مواجهة قوى الاستكبار والتطبيع والغطرسة بكل ‏ميادين القتال، وتحقيقنا الكثير ‏من الإنجازات العظيمة مقارنةً بما يملكهُ الغرب وقوى الاستكبار من ‏إمكانيات كبيرة لا حصر لها‎.
كما أن من ثمار ثورة أيلول: دعم القضية المركزية للأمتين الإسلامية والعربية، والمتمثلة في القضية ‏الفلسطينية ومجاهديها، بكل قوة وحكمة وعنفوان بدون كلل أو ملل، وهو ما يؤكد أن هذه الثورة تهدف إلى لم ‏الصفوف ونبذ المناطقية والطائفية والعنصرية والتجزئة لقضايا الأمة.‎

أترك تعليقاً

التعليقات