أعذر من أنذر
 

عبدالقادر عثمان

عبدالقادر عثمان / لا ميديا -
على دول الجوار، صاحبات السوابق في اليمن، خاصة السعودية والإمارات، أن تأخذ العبرة من سنوات فشلها في الحرب على بلدنا، وأن تدرك عواقب ما تخطط له ضد وطننا في هذه المرحلة الحساسة من الصراع مع قوى الشر الغربي، فأي حماقة -مباشرة أو غير مباشرة- تحاول إحداها أو مرتزقتها ارتكابها في هذا الوضع وفي هذا الظرف، ستكون نتائجها وخيمة عليها.
إن قراءتنا للتطورات الجارية في المنطقة، والمستوى الذي وصلت إليه، ودور القوات المسلحة اليمنية في ذلك، تحتم علينا أن نقدم هذه النصيحة على سبيل إقامة الحجة أمام الله أولا، وأمام العقلاء في المجتمع الدولي والإقليمي ثانيا.
عليكم رفض أي ضغط أمريكي أو بريطاني بشأن اليمن، حفاظا على مصالحكم وأراضيكم؛ لأن صنعاء لن تتردد في الرد بقوة على أي عدوان أو تحركات تهدد الأمن والسلم الداخليين، وقد حذرتكم القيادة والجيش أكثر من مرة.
لا تنجروا وراء الخداع الأمريكي البريطاني الذي يوهمكم بأنه استطاع الحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية أو من يسميهم «الحوثيين»، فوالله ما زاد اليمن عدوانهم غير قوة، وما أثر فيه إلا بشكل إيجابي زاد من تطوير القدرات العسكرية الفاعلة في معادلات الردع والرعب، وما تقلُّص عدد العمليات في البحر والمحيط إلا نتيجة لنجاح العمليات اليمنية في الحد من تحرك السفن وتوقف الشركات عن توجيه سفنها نحو الكيان الصهيوني.
ولو كان اليمن قد تأثر بالعدوان الأمريكي البريطاني لما وصل اليوم إلى إعلان المرحلة الرابعة من التصعيد ضد كيان الاحتلال تتسع ساحتها إلى البحر الأبيض المتوسط، فلتأخذوا العبرة ولتحكموا العقل قبل أن تقعوا في فخ تنصبه أمريكا وبريطانيا لكم لتخرجوا من فشلهما وفشل تحالفهما، واستعينوا بتصريحات البحرية الأمريكية بشأن أسلحة القوات المسلحة اليمنية وإغراءاتها لجنودها للبقاء في البحر الأحمر وكذا تصريحات الدول التي سحبت قطعها العسكرية من بحارنا.
دعوا الأمريكي والبريطاني يواصلا تورطهما، ولا تكونوا وقودا لنار أشعلاها لحماية الكيان الصهيوني وعجزا عن الخروج منها بعد كل هذا الكم من الفشل، فما عاقبة ذلك إلا الخسران.
والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات