مقالة يوسف
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
عن أيِ وجعٍ ستنوب كلماتك؟! وعلى أي مأساةٍ سيتكئ قلمك؟! وبمن تحتمي إنْ هيجت عليك وحوش الوضع المزري المفترسة، التي تنزعج من قول الحقيقة، وتستنكر كل فكرةٍ دافعةٍ باتجاه فعلِ ما يجب فعله للخروج من وضعية المراوحة في خانة العدم والغفلة والفساد والظلم والتجاوزات والاستخفاف بالشعب، والإهدار للتضحيات الجسيمة وما صاحبها من نجاحات ومنجزات عظيمة جعلت اليمن في طليعة المتصدين لمشروع الهيمنة والاستكبار، ومكنته من الدفاع عن فلسطين، وكان ولايزال من بداية الطوفان حتى اللحظة بطل المرحلة الذي راهن عليه المستضعفون والأحرار في كل بقاع الدنيا في رسم ملامح العالم، وإعادة تشكيله بما يتفق وكرامة الإنسان، ويضمن له حقوقه في الحياة كاملةً غير منقوصة، ويعيد الاعتبار لقوانين وتعاليم السماء في الأرض من خلال التطبيق والممارسة، التي ستكون نتيجتها إقامة العدل بين الناس؟! يا هذا الزم الصمتَ، واحرصْ على التزام محددات إعلام بلاط القصر، وكن كما يشتهون، ويتمنون، كن لسانهم الذي ينطق، ويدهم التي تضرب، تمثلْ خطاهم، وجسد توجهاتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم، برر كل خطأ، وسوغ لكل انحراف، وشرعن لكل فساد وبغي وظلم وتعدٍ وجور، وقل لمَن أبى إلا الحق والعدل والاستقامة واستمرارية المسار الثوري، والاحتكام للنهج، والسير مع سيد الثورة في خط البناء والمواكبة والارتقاء: «نحن في مرحلة المواجهة مع الاستكبار، ومَن كان لا يستطيع أن يغفل عن الهدم والتقويض لكل أسس الثورة والمشروع فهو خائن!».
نعم خائن!، لا تفزع، أدري أن هذا لم يرد في أدبيات ورؤى ومنطلقات المشروع الثوري، ولأنك بليد ومغفل؛ تصر دوماً على تحكيم النهج الذي جاء به المشروع الثوري بينك وبين المزرين، مسكينٌ أنت! أوتعتقد أن الزمن عاجزٌ عن المجيء بأمثال كعب الأحبار وعروة وسواهما لكي يتم توظيفهم في خدمة قصر عثمان، ونشر مفاهيم بديلة عن المفاهيم المحمدية، وإذا لاح لعينيك بريق سيف علي في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي؛ فإن المزرين أصحاب رزية اليوم قد تعاهدوا على حرمانك من علي فكراً وسياسةً وعدلاً وحلماً وتواضعاً ورحمةً وانحيازاً للناس، وتبني قضاياهم، وحل مشكلاتهم، وإصلاح أمر معاشهم.
إن مصير كل مَن يحاول حماية الثورة، وينادي بضرورة تحصينها من وباء المزرين، وأفكارهم المبيدة للحاضر والمستقبل هو السجن، فحذار أن تكون خالداً آخر.
ثم لن يسمع لك أحد، وإذا ما قد ملكت عليك الثورة تلابيب روحك، وشغاف قلبك، وعزمت على مواجهتهم؛ فقل مقالة يوسف: «ربِ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه»، ووطن نفسك على دفع الضريبة مهما كانت الكلفة باهضة!

أترك تعليقاً

التعليقات