زياد الرحباني.الروح الثورية الطاهرة
- علي كوثراني الأحد , 27 يـولـيـو , 2025 الساعة 1:57:01 AM
- 0 تعليقات
علي كوثراني / لا ميديا -
أصعب رثاءٍ هو رثاء النَّفس.
زياد، الاسم السَّاحر الذي فتحتُ عينيَّ على الدُّنيا وكان ذكره يتردَّد في بيتنا، والذي منذ أيَّام المراهقة الأولى حفظتُ عن ظهر قلبٍ كلَّ أعماله ومقابلاته وأرشفتها.
زياد، باكورة إحساسي بأنَّ في هذه الدُّنيا ظالماً ومظلوماً، وانحيازي للمظلوم، وانتباهي للصِّراع في العالم والمسألة الوطنيَّة والمسألة الطّائفيَّة، وتلمُّسي العطب الكيانيَّ واللُّبنان الفاشل.
زياد، طفولة وعيي الثوريِّ، وتعلُّقي باللحن والكلمة والمسرح، وميلي إلى الحسِّ النَّقديِّ والأسلوب «الفاجوميِّ» السَّاخر.
زياد، نموذجي النَّظيف الذي أبى أن يتلوَّث.
زياد، محطَّات مضيئةٌ وخيباتٌ، وعتبٌ هنا وهناك، ونقاشاتٌ كثيرةٌ بيننا لم يُكتب لها أن تحصل، أنقلُها اليوم كلَّها إلى مستودع الحزن. لقد انتهت اليوم رحلة عمرٍ في البحث عن آخر عملٍ أو مقابلةٍ معه أو خبرٍ عنه.
زياد، الذي عَشِقَته أذني قبل عيني، الموسيقيُّ والمؤلِّف والإذاعيُّ والمسرحيُّ الأصليُّ في زمن المسخ... المبدع بحقٍّ، الإنسان المرهف الصَّادق المسؤول الجريء المشتبِك، الرُّوح الطَّاهرة المرحة الثَّائرة، المناضل والرَّفيق، المربِّي الفاضل، ومعلِّمي الأوَّل صاحب الأثر البالغ في نفسي، وداعاً!
المصدر علي كوثراني
زيارة جميع مقالات: علي كوثراني