تبقى الفراغات بين الكلمات لتملأها مساحات من العبارات التي تتحدث عن الفنانة سمية المليكي. إنها الفنانة التي استطاعت بموهبتها المتدفقة أن تبدع لنا دراما تضج بالإحساس والجمال والخلود. إنها كالزهرة تخضر وتتلون وتعطي الفرحة للناظرين إليها، كما أنها بسيطة واضحة تتجه في أسلوبها إلى الشفافية.
إننا أمام فنانة تصنع عالمها الفني، وقادرة على الوفاء والتعبير عن هموم الناس وأشواقهم وطموحهم من خلال إبداعها في مجال الدراما.. من أين لي البلاغة لأصف القدرات والإمكانيات الإبداعية التي تتميز بها الفنانة سمية المليكي. صراحة وجرأة وإحساس وإخلاص لفنها الجميل. إنها نجمة في سماء الدراما اليمنية.
الفنان واجهة الوطن
ـ من هو الفنان الحقيقي؟
الفنان الحقيقي هو الذي يصنع نفسه بنفسه، وليس الذي يصنعه الآخرون، والفنان هو عبارة عن رسالة يقدمها إما صائبة أو خاطئة، لأن الفنان يعتبر واجهة للوطن بأكلمه.

مشكلة الشللية
ـ نلاحظ أن المخرج اليمني ترافقه مجموعة من الممثلين في أغلب أعماله، لذلك لا يتم اختيار الممثل القادر على أداء الدور المطلوب.. لو تحدثينا عن ذلك..
بالنسبة لموضوع الشللية هي مشكلة يعاني منها الفنانون اليمنيون، لأنه يتم هضمهم، خصوصاً الفنانين القدامى، والذين لهم باع طويل في التمثيل، ويتم التعامل من قبل المخرجين مع الكثير من الفنانين الجدد، وهذا صراحة شيء محزن.

المهم القضية
ـ هل تقبلين الدور الذي يتناسب مع إمكانياتك وقدراتك الكبيرة، أم أنك تقبلين أي دور سواء كان ثانوياً أو ضيف شرف؟
بالنسبة لي أقبل الدور الثانوي أو ضيف شرف إذا كان يعالج قضية، وليس أي دور أقبله.

ظهرت مع طيور الجحيم
ـ ولكن دورك في مسلسل (حاوي لاوي) هل أنتِ مقتنعة به؟
أكيد، والدور كان جميلاً، صحيح أن الشخصية هادئة لم تعجبني، لكنني حاولت أن أشتغلها، والحمد لله حزت على إعجاب الكثيرين من كل المحافظات، وإن شاء الله في الجزء الثاني دوري سيكون أقوى.

العلفي سندي
ـ ما هو العمل الذي ظهرت من خلاله وتألقت الفنانة سمية المليكي؟
أكثر عمل يعجبني كثيراً هو دوري في فيلم (طيور الجحيم)، لأنه لامس قضية ملموسة عندما ألقيت القنبلة على فج عطان، والتي كانت فاجعة ومؤذية لكثير من الناس، وقد مثلت هذا الدور في فج عطان، لدرجة أن بعضاً من أعضاء اللجان الشعبية عندما كانوا يسمعونني أصيح سام، لأن زوجي في تلك اللحظة مات، وهو الممثل القدير عبدالعزيز البعداني، وعندما خرجت وأصيح والدم فيه، وكنت أنا وبنتي، فقام بعض أعضاء اللجان الشعبية يقولون (المرأة تصيح وأنتم ساكتين ما عندكم حمية!)، فلما أتوا إلينا كنا نضحك، فقالوا (أنتم جالسين تمثلوا وجالسين تضحكوا علينا!)، وفي البداية لقينا منهم مضايقة، لكن عندما رأوا أن الفيلم يتطرق لقضية مهمة، رجعوا عملوا علينا حزاماً أمنياً.

بطولة بدوية
ـ من هو المخرج الذي تحبين أن تشتغلي معه أغلب أعمالك؟
طبعاً المخرج الذي أفضله وأعزه كثيراً، هو الدكتور فضل العلفي، فقد كان سندي، وأنا ظهرت نجمة على يديه، وكذلك المخرج فلاح الجبوري، وهناك مخرجون لم أتعامل معهم، لكن لهم مني كل التقدير والاحترام.

ـ ما هو الدور الذي تمنت الفنانة سمية المليكي أن تؤديه؟
أنا أميل إلى المسلسلات البدوية، ودائماً حلمي أن أسافر إلى الأردن، وأقوم بشخصية بطولة في مسلسل بدوي مثل مسلسل (رعود المزن) لأنه مسلسل رائع وقوي.

أشعر بأني مهضومة
ـ لنعد بالذاكرة إلى البداية.. كيف كانت؟
البداية كانت كلها مغامرة لم تكن عن قصد، والفضل يعود للدكتور فضل العلفي، لأنه يعتبر أباً وأخاً، واحتوانا من كل النواحي، وقمت بتغيير اسمي إلى (نغم)، وأول دور مثلته كان دور بطولة مع الفنان عبدالكريم الأشموري الله يرحمه، وكان دوري هو لبنت معاقة اسمها سلوى وعمرها 16 سنة. من خلال هذا الدور عالجت قضية ونجحت فيها، ورأيت أن أهلي لم يعترضوا وتقبلوا الأمر، وإلى الآن لا يوجد المخرج الذي يكتشف كل مواهب سمية المليكي، لأن الشخصيات التي أقوم بها أحس بأني مهضومة، حتى إن الجمهور يسألون لماذا ظهورك قليل والأدوار التي تقومين بها ثانوية، وإن شاء الله يكون القادم أحلى.

أجد نفسي أمام الكاميرا
ـ قدمت العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، أين تجدين نفسك كمقدمة برامج أم ممثلة؟
أجد نفسي أمام الكاميرا سواء في التلفزيون أو في المسرح.

تشجيع الجميع
ـ من شجعك من الفنانين؟
الجميع، وخاصة الفنان المرحوم أخي وزميلي سام المعلمي، لأنه كان الظهر الذي أستند عليه.

يستفزني الكذب والغدر
ـ ما الذي يستفزك؟
يستفزني الكذب والكلام الذي من وراء ظهري، فأتمنى من الزملاء والزميلات الذين يتكلمون في غيابي، أن يتكلموا أمامي، حتى لو أن هناك سوء فهم سوف نتفاهم، لكن الطعن من وراء الظهر يقتل بالكلام.

أحلم بالعالمية
ـ بماذا تحلم الفنانة سمية المليكي؟
أحلم أن أمثل أو أشارك في مسلسلات عالمية، وأحلم بالأمن والاستقرار لهذا الوطن، وأن تعود بلادنا أفضل مما كانت.

نكران الجميل
ـ الفنان اليمني يظهر فجأة وينطفئ فجأة.. برأيك لماذا؟
هذا السؤال دائماً أوجهه للعديد من الفنانين القدامى، لكنهم يردون عليَّ بالسكوت، وأحياناً يقولون لي بأن شللية المخرجين هي التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة، وسوف يأتي دوركم، وستصلون إلى ما وصلنا إليه. ودائماً أستغرب أن يصبح وضعهم سيئاً، والإذاعة والتلفزيون قامت على أكتاف الممثلين القدامى.

ـ كلمة أخيرة..
شكراً على هذه الاستضافة، وكان لي الشرف بهذا اللقاء، وأتمنى من الجميع ألا ينزعجوا من الكلام الذي قلته، لأنني تحدثت بكل شفافية ووضوح.


سيرة ذاتية:

سمية أمين أحمد عبدالحميد المليكي
ـ مواليد إب
ـ ممثلة مسرح وتلفزيون.
ـ عملت مراسلة لعدد من القنوات، وقدمت برامج في قنوات (العقيق والسعيدة واليمن واليمن اليوم وآزال) مثل برنامج (أوراق ناعمة).
ـ قدمت برامج إذاعية.
ـ اشتغلت بعض الأفلام السينمائية العالمية مثل فيلم (أنا نجود) الذي فاز بجائزة مهرجان دبي السينمائي، وفيلم (طيور الجحيم) الذي تم عرضه في أحد المهرجانات بالعراق، وفازت بجائزة أفضل ممثلة.
ـ شاركت في العديد من المسلسلات اليمنية.