ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين -

باتريك وينتاور«ميدل إيست مورنيتور»
كان قد تم التوصل إلى اتفاق بوساطة سعودية بين الأطراف المتحاربة في جنوب اليمن، الأمر الذي يمهد الطريق لمحادثات سلام أوسع لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام. 
سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، على المدينة الجنوبية عدن في أغسطس تاركاً الحكومة المدعومة من السعودية والأمم المتحدة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي في ملكية بقعة أرض صغيرة أو سلطة ذات نفوذ بسيط. وكان هادي سابقاً قد تم طرده من العاصمة صنعاء في العام 2014 من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. 
وخلق الانقسام بين هادي والمجلس الانتقالي حليفين خليجيين منفصلين -الإمارات والسعودية- كل ضد الآخر. 
ستدرج الحكومة المتفاوض عليها مؤخراً 24 عضواً من الحكومة مع عدد مساو من الوزارات المخصصة لموالي هادي والمجلس. 
يمثل الاتفاق تعزيزاً مهماً لوضع المجلس الذي تم استبعاده في وقت سابق من كل اتفاقات السلام الأممية، وبدت مصادر المجلس أكثر سعادة بالاتفاق من الطرف الآخر. 
جاءت حركة الانتقالي ضد عدن في أغسطس، بعد أن أعلنت الإمارات سحب أغلب قواتها من اليمن، تاركة السعودية التي بدت كقوة إقليمية رئيسية للتدخل. 
وقال المجلس الانتقالي، المعارض لنفوذ الإخوان المسلمين حزب الإصلاح المصطف مع حكومة هادي، إنه اكتشف فساداً متفشياً بمجرد توليه مناصب عسكرية في أغسطس. 
يتضمن الاتفاق الجديد، والذي كان قد تم التفاوض عليه في جدة والرياض طيلة أكثر من شهر، إجراءات جديدة لمكافحة الفساد وضمان توزيع الموارد من قبل البنك المركزي اليمني. ويؤجل مشروع الاتفاق حل قضية الانفصال حتى يتم حل الحرب مع الحوثيين. 
يؤيد الانتقالي تقسيم اليمن إلى جزأين كما كان عليه قبل عام 1990، وهو أقل التزاماً بمعركة طرد الحوثيين خارج صنعاء، بما في ذلك قواعدهم التي يطلق منها الغارات الجوية عبر الحدود تجاه السعودية. 
ظن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيتث أنه سيكون قادراً على إعلان اتفاق بين هادي والمجلس في الأسبوع الماضي، لكن خلافاً حدث في الدقيقة الأخيرة على توزيع الموارد أعاق الاتفاق. 
كان غريفيتث في الرياض يوم الخميس من أجل إجراء محادثات مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان. 
واستعداداً للاتفاق، تحركت القوات السعودية بالفعل إلى عدن وإلى قواعد عسكرية رئيسية لتحل محل القوات الإماراتية التي رحلت. 
عرض الحوثيون في سبتمبر وقف إطلاق النار مع السعودية، وأنهوا بذلك ضرباتهم المؤثرة بصواريخ كروز وطائرات الدرون على الأراضي السعودية. وتم الاتفاق على برنامج مكثف لتبادل الأسرى، لكن الأمم المتحدة تضغط أكثر على السعودية كي تقوم بالمثل. 
في إشارة أخرى للتقدم الدبلوماسي البطيء، تم إنشاء 4 مراكز مراقبة مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة، الذي ظل لعدة سنوات نقطة الصراع بين الحوثيين وقوات هادي. 
25 أكتوبر 2019