مديح النور

علي أحمد جاحز / لا ميديا -

أنت الحبيب وحرفي فيك هيمانُ
يا منبع النور هذا الحسن فتانُ
قد أنحلَ الشوقُ قلبا أنت خافقهُ
وأسكر الروحَ طيفٌ منك مزدانُ
تُسامرُ الطيفَ أجفانٌ سكنتَ بها
وليس للولهِ النشوانِ أجفانُ
ويسبح الفكر في لج الهوى ثملا
وأنت في مائه المملوح عذبانُ
* * *
لقد أسرت فؤادا وهو مرتجف
لكنه في قيود العشق جذلانُ
وكم قلوب صبت تهدي محبتها
إليك يا منتهى ما حاز إنسانُ
ترنم الوقت في ذكراك واحتشدت
على فضاء التغني فيك ألحانُ
تلخصت فيك أقوالٌ وأخيلةٌ
وسافرت فيك أجيالٌ وأزمانُ
ومن معانيك حاك الكون رونقَهُ
فأنت في ملكوت الله عنوانُ
* * *
الشعر فيك تسابيحٌ مرتلةٌ
والعشق فيك إلى الرحمن قربانُ
وأنت في ملكوت الله آيتهُ
العظمى.. وفوق أديم الأرض قرآنُ
وأنت في سرَّةِ الأنوارِ جوهرُها
وفي مكامنِ سرِّ الله برهانُ
* * *
يا ذا الحبيبُ أتتْ بشراكَ باسمةً
ووجهُ أيامنا باكٍ وحيرانُ
محمدٌ.. يا سنا الدنيا ومأمنَها
وقد جثا فوقها بغيٌ وطغيانُ

محمدٌ.. حصَّنتْ ذكراكَ جبهتنا
وفي شذاها انتصاراتٌ وسلوانُ
بعثتَ في يمنِ الإيمانِ ثانيةً
فأنتَ في أرضهِ حامٍ وصوانُ
حشدتَ من شعبهِ الجبارِ ألويةً
عظمى، وقد حشد الأشرارَ شيطانُ
* * *
تباركتْ مذْ توليناك ساحتُنا
كما ترى، كلُها خيلٌ وفرسانُ
هداكَ نحملهُ نورا ويحملنا
غيثا، يراقبُه في الأفقِ ظمآنُ
ومثلما شئتَ كنا، حكمةً وهدىً
وملءُ أرواحِنا عزمٌ وإيمانُ
تلوّنَ الأفْقُ يا مولايَ من دمنا
ولم يفتتْ رباطَ العزمِ خذلانُ
* * *
محمدٌ.. هذه صنعا منوَرةٌ
وأنتَ في دورها رَوحٌ وريحانُ
تلحفَ البردةَ البيضا شوامخُها
واعتمَ جبتَك الخضراءَ عطانُ
تلوحُ قامتُك الشما على نقمٍ
كما تعملقَ غيمانٌ وعيبانُ
* * *
محمدٌ.. صعدةُ الزهرا مقدسةٌ
مذْ أنجبتك، وفيها منك برهانُ
تقمصتْ درعَك الأقوى مدائنُها
واستلَّ سيفَك حيدانٌ ومرانُ
* * *
محمدٌ.. إننا بشراك صادقةً
رهانُ وعدِك، عدنانٌ وهمدانُ
تقودُ في الأفُقِ الشرقيْ فيالقَنا
وأنتَ في الأفُقِ البحريِّ قبطانُ
عليك والآلَ صلى الله ناصرُنا
من عاشقيكَ، صلاةُ العشقِ أثمانُ


كتبت في شهر ديسمبر 2016م
واستكملت كتابتها بتاريخ 11 ربيع الأول 1444هـ
07 أكتوبر 2022م