كوميديا المرتزقة
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

منذ بداية شهر رمضان الكريم وأنا أتابع بعض الدراما المحلية والعربية بشكل متقطع، ولم أجد فيها أية قيمة معرفية أو حتى ترفيهية بالمعنى الكوميدي المتعارف عليه. غير أن تصرفات أذناب العدوان وإعلامه كانت أكثر فكاهة وترفيهاً كمشهد ردة فعل من يسمون أنفسهم الشرعية على إعلان القوى الوطنية تنفيذ بنود اتفاق السويد ومن طرف واحد.. 
الإعلان جاء بتوقيت سياسي ذكي ليضيف مكسباً وانتصاراً جديداً في المعركة السياسية، وحشر الطرف الآخر في زاوية ضيقة، وهو وضع أفقده التصرف بعقلانية، وصار يتخبط عبر إعلامه لدرجة أن يصف إعادة الانتشار من قبل الجيش واللجان بأنه انفرادي وأحادي، وهو ما لم يتضمنه اتفاق ستوكهولم. هل رأيتم دراما أكثر ترفيهاً من هذه؟! وكأنه يقول لماذا تقبلون بتنفيذ الاتفاق وتضعوننا في وضع محرج، خصوصاً والخطوة قوبلت بترحيب من مكتب المبعوث الأممي، وتأتي قبل أيام من انعقاد مجلس الأمن، وهو ما سحب البساط السياسي من الطرف الموالي للعدوان، وعمل على إعادة الانتشار السياسي الممنهج بالنسبة لسلطة المجلس السياسي، وبتكتيك منح حكومة صنعاء انتصاراً دبلوماسياً في المعركة السياسية، لتتواكب مع الانتصارات العسكرية التي حققتها على امتداد كافة الجبهات في الأسابيع الأخيرة.
الآن الكرة في ملعب المبعوث الأممي ومجلس الأمن، فماذا هم فاعلون؟ هل ستستمر مسرحية التلاعب وعدم تنفيذ اتفاق السويد كما هو دون تحريف، أم ستستمر عملية التمييع السياسي من قبل المبعوث الأممي ليستمر في كسب المال مقابل استمرار معاناة الشعب اليمني؟
حتى اللحظة مازالت الأوراق العسكرية والدبلوماسية الرابحة في متناول ومقدور المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ في صنعاء، وما تقديم التنازلات من طرف واحد إلا لغرض إقامة الحجة على أعداء الوطن أولاً، ونابعة من المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه أبناء اليمن، وفي مقدمتهم أبناء محافظة الحديدة، وسعياً من القوى الوطنية إلى عدم وقوع حرب في مدينة الحديدة تضاعف من معاناة السكان هناك، وهو ما لم يكن موجوداً في حسبان القوى الموالية للغزو والاحتلال، ولن يكون في حسبانها مستقبلاً كونها حددت هدفها بوضوح، وهو امتلاك المال مقابل احتلال وتدمير اليمن، الأرض والإنسان والهوية..
لقد استطاعت دبلوماسية صنعاء الانتصار مجدداً، وتستطيع بعد إقامة الحجة مواصلة الانتصار عسكرياً وتطهير البلاد من رجس المحتلين وأذنابهم، فهي اليوم بعد 5 سنوات أقوى عزيمة وإرادة وتماسكاً، ولديها من الرجال والسلاح ما يمكنها من فرض واقع ميداني واستراتيجي داخلي وإقليمي لصالح اليمن الكبير، وأعتقد أن الكثير من دول العدوان تعي وتدرك ذلك جيداً، وكل يوم يمر في ظل العدوان يكتب نهاية لممالك ودول المنطقة، وليس تحرير اليمن وحسب.

أترك تعليقاً

التعليقات