إلى متى؟!
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

بكل استهتار وبجاحة، يحرك العدوان طائراته لقصف الأسرى من مرتزقته في كلية المجتمع بذمار بـ7 غارات، ويرتكب مجزرة كبيرة ومروعة يندى لها الجبين، راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
مع العلم بأن هذه المجزرة لم تكن الأولى التي يرتكبها العدوان في حق الأسرى من مرتزقته وإن كانت هي الأفدح، فقد سبقها قصف للأسرى في كل من صنعاء والحديدة، أما فيما يخص مجازر العدوان المستمرة في حق أبناء الشعب اليمني كافة، فالقائمة تطول ونزيف الدم مستمر وحدث ولا حرج.
وتأتي هذه المجزرة لتوضح وتكشف التعامل القذر والمذل واللاإنساني لملف الأسرى من قبل تحالف العدوان، والذي لطالما أعاق مسار التواصل فيه إلى أي تسوية وحل شامل، وأفشل الكثير من صفقات التبادل، دون أن يكترث لمصير من يقاتل في صفوفه ويضحي في سبيله ويعمل لتحقيق أهدافه القذرة، وكيف يعطيهم اعتباراً وهو يتعامل معهم كمرتزقة رخاص، حركهم بأمواله ضد أهلهم وبلدهم؟!
لذلك لا يعنيه تلهف عشرات الأسرى كانوا يستعدون للخروج للقاء أسرهم وأهلهم، بعد أن أبرمت اللجنة الوطنية للأسرى صفقة تبادل مع المرتزقة، حرمهم التحالف تلك اللحظة وحرم أسرهم تلك الفرحة دون أن يحرك أحد من قادة المرتزقة صوت استنكار عن مصيرهم.
لم يقل أحد منهم: إنهم جنودنا، أتباعنا، شيعتنا، عزوتنا، يشتغلون معنا، نعرفهم.... نحن من غرر بهم، نحن من خدعهم، نحن من أمرهم، نحن من مدننا لهم حبل الخيانة! 
وهل يقدرون على ذلك؟ وهم من بان أنهم شماعة فقط لمشروع التحالف، وهم من قصف التحالف عناصرهم في عدن وأبين دون أن يكترث، وهم من يقبعون في فنادق التحالف، ويأتمرون بأمره، ويصرفون من أمواله، حتى باتو كأنهم ما ملكت يمنيه؟
وهنا مكمن الكارثة والخلل، ومشهد الانحطاط والخزي، وصورة الذل والهوان.
والسؤال هنا إلى بعض المرتزقة الموالين للسعودية، والذين يصورون ما يدور من أحداث وما تكشف من حقائق وكأنه خلاف بين قطبي التحالف لا أكثر! إلى متى ستستمرون باستحمار أنفسكم!
ألا يكفيكم الوهم الذي غرقتم به، لتنسجوا نفس الأوهام وتروجوها ومن ثم تصدقونها؟!
فإذا كان لديكم الآن فرصة، ونافذة للضوء، لا تغلقوها تكبراً وغروراً، فالوقت منذ انطلاق العدوان يمر ويحسب من رصيد "كرامتكم وشرفكم" وسلامتكم!
وعلى ما أظن قد خسرتم الكثير، وأصبحتم تستنزفون في خانة السلامة فقط، فلا تخسروها!
والسؤال الآخر موجه إلى المخدوعين من أبناء شعبنا، والذين غرر بهم، بالوهم والمال والكذب: إلى متى ستستمرون في تسليم عقولكم وبيع أرواحكم لأكذب من ينطق وأرخص من يشتري؟!

أترك تعليقاً

التعليقات