ما يدعنا زيد أن نسكت!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
جاء الإسلام داعياً إلى العدل والمساواة والحرية. وعاش المجتمع في عهد سيدنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام مجتمعاً يعشق تعاليم الدين السمح، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان الجهاد في سبيل الله يصحح أي اختلال أو اختلاف يطرأ داخل المجتمع، أو يبقى كأثر من آثار الجاهلية الأولى!
ولا يمكن أن نغفل ما كان يعتمل في صف مقابل يكن الكره للدين الجديد، ويعمل على «تفسيخ» الروابط التي كانت بمثابة عقود حاول الإسلام أن يوثقها في المجتمع الجديد.
كانت هناك ثلاث قوى اعتبرت الإسلام طارئاً جديداً جاء يلغي هذا النظام، وينقض ليس عادات وتقاليد، وإنما جاء ينقض هذا المجتمع القديم نقضاً، يدعو لعبادة الله وحده بدلاً من دين محرف يؤمن بالجبت والطاغوت يقوم على خرافات توراتية سمجة يضحك بها على غوغاء يستغلهم المحرفون لحساب مصالحهم الشخصية الربوية الجائرة!
وظل المجتمع في كثرته الكاثرة يستجر عقائد لا تخلو من قيم الجاهلية الأولى وكلها خرافة وتدجيل وتضليل، قيم بالية تروج لها طوائف طارئة على مجتمع المدينة، يهود ومنافقين وأجانب لم يتنازلوا عن معتقدات بالية لم يستطع الإسلام بسماحته وقيمه أن يأتي عليها بالكلية...
وإن هي إلا لحق سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى حتى عادت دعاوى الجاهلية «جذعة» تستدعي هذه الدعاوى الجاهلية الظالمة لتعود سيرتها الأولى؛ تفاخر بالأنساب وتكاثر بالأموال والأنفس والثمرات، ومثلت «سقيفة بني ساعدة» جبهة قيم التفاخر التي جاء الإسلام لمحوها، ومثلت الانحراف التوراتي القائم على العنصرية اليهودية المقيتة، التي تزعم أن بني يهود أمة اختارها الله ليكون الله وملائكته والعالمون رهن إشارتها، فبنو إسرائيل شعب الله المختار، والخلق جميعاً لخدمتهم...
وإن هي إلا فترة وجيزة لتنهض هذه الطبيعة المقيتة ترى نفسها جديرة ليس بالحكم فحسب، بل وبالملك العضوض.
لم يكن آل البيت، وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، خانعين مستكينين يقدمون الدنيا على الآخرة، وإنما خرج الإمام علي على ذلك الملك والمالك ليقول: ليست هذه الدنيا إلا بلاء ينبغي ألا نصبر عليه، ولا بد أن تخرج على الظالم والظلام، فحي على الجهاد!... امتشق سيفه مجاهداً الكفر والظلام، فإذا بالشهادة تسبقه، فيقول: فزت ورب الكعبة! ويتوالى آل بيته دفاعاً عن دين الله الذي استحال إلى ملك أموي غاشم وعضوض.

أترك تعليقاً

التعليقات