عقدة العرب الجديدة.. (ترامــب)
- سبأ عبدالرحمن القوسي الثلاثاء , 31 يـنـاير , 2017 الساعة 6:14:22 PM
- 0 تعليقات
رغم انشغال المواطن العربي بقضيته الوطنية وبما آلت إليه بعد رياح ما يُسمى الربيع العربي، إلا أننا تابعنا انتخابات الرئيس الأمريكي منذ الحملات الانتخابية وحتى تولي المرشح الفائز دونالد ترامب لمنصبه، وباهتمام, فقد نظّر وحلل المحللون العرب السياسيون والمتابعون بتفاعل واهتمام لا يقل عن اهتمامنا بمصائرنا المتعلقة بالمفاوضات الهلامية وقرارات المؤتمرات الدولية الفقاعية، فتعاطفت بعض الشعوب العربية مع الأمريكيين في معارضتهم لتولي ترامب الإدارة الأمريكية، وتباهى البعض بشيء من الشماتة نكاية في بعض السياسات العربية المتضررة من رؤية هذا التاجر الجديد والمتولي لرئاسة دولة من الدول العظمى والامبريالية، وليس بعجيب أن يتساقط الثلج في موسكو فيشعر سكان المنطقة العربية بقشعريرة البرد رغم أن سماءهم صافية وشمسهم ساطعة، فسوريا منذ 5 سنوات وهي في حرب دامية وكر وفر لا قطع فيه لمن راية الانتصار سترفع، والعراق في قتال مستمرة وتيرته منذ الاحتلال الأمريكي بين خصوم متناقضة تنامت في جماعات إرهابية مدعومة دولياً وإقليمياً عربياً إسلامياً، واليمن غارقة في بحر من الدمار التام تحت تأثير العدوان السعودي الأمريكي الساعي الى تحويله ركاماً، ولبنان يسوده الاضطراب غير مستقر ومنقسم، وليبيا في حالة لا تحسد عليها بعد أن تمكن حلف الناتو منها، ومصر التي أوضاعها لا تسر ولا تطمن، تتأرجح بين دورها الريادي كالدولة المحورية الأولى في الأمة، وبين أن تراهن على إرضاء دول قزمية بالنسبة لها، وتتقزم وتتهمش في دورها الباهت بالأحداث في المنطقة العربية.. وكل هذه الكوارث لم تأت صدفة أو لنقل إنها صدفة مرتبة تماماً كصدفة تولي الإدارة الأمريكية رئيس مليونير لم يخدم البتة في الجيش الأمريكي، وهذه السابقة الأولى من نوعها، لكنه يبقى تاجراً، ومن المؤكد أن لديه ما يبيعه وما يشتريه، وفي نظام عالمي لديه لحظة حلم بإقامة المملكة الكبرى في الوطن العربي، تحت مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعني إذابة العرب بجغرافيتهم وانتمائهم القومي، وقد بدأت فصول عملية الإذابة هذه يوم وضع حجر الأساس واحتلال فلسطين، واليوم في خطابات ترامب ومناظراته الانتخابية يذهب لإجراء عمليات التعقيم وتطهير العالم من الإرهاب الإسلامي؟ حينها سيكون من جنب وطرف، ولن تتوقف القذيفة المجنونة من أجل حوار عابر مع أحد.. ولن يسأل الهدف هل أنت علماني أو متدين أو داعشي أو معتدل أو.. أو.. يقدم ورقة امتحان يرتبط بها المصير بطبيعة الإجابه، ولن تقف الأنظمة العربية أي موقف بطولي أمام هذه السياسة، ولكم النظر في موقف الدول العربية من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
إن المنطقة العربية ككل صارت هشة ضعيفة غير متماسكة بسبب التناحر البيني المتأجج منذ احتلال العراق في 2003، لذلك فالمنطقة ككل هي كعكة العالم بالنسبة للدول العظمى ومشروعها الامبريالي الصهيوني، فماذا لو اصطفت أمريكا مع روسيا من المفترض والمتوقع سينعكس الخراب في الدولة العربية، خصوصاً الخليجية منها، والمملكة السعودية على وجه الخصوص، قد تُصبح عُرضة لقرارات دولية على خلفية دعمها للإرهاب وغيرها. إذن، نحن أَمام ملامح عالم جديد وتحالفات عالمية جديدة تتشكل بسرعة، وقد تؤدي الى سقوط الأنظمة الملكية النفطية في المنطقة، وامتداد (الربيع) العربي إليها، كما كان الأمر مع أوباما، ما لَم تتمكن هذه الدول من إرضاء ترامب وتقديم نفطها وثرواتها للحلف الروسي الأميركي المُتوقع أو تقديم أموالها وثرواتها للولايات المتحدة الأميريكية، ولأن هؤلاء العرب سلموا أن هناك السيد الأمريكي امبراطور العالم وهو من يقرر مصير بقاء الحاكم أو إزالته، هو من يقرر منح صكوك الحكم العادل أو الرشيد أو الحكم الديمقراطي من الحكم الفاسد الديكتاتوري الظالم المستبد، عوضاً عن أن يراهنوا على انتزاع كل ذلك من رضا الله وشعوبهم.
المصدر سبأ عبدالرحمن القوسي
زيارة جميع مقالات: سبأ عبدالرحمن القوسي