سقطــرى..عـــذراء على شفير الاغتصاب 2-2
- تم النشر بواسطة حلمي الكمالي/ لا
.jpg)
عذراء اليمن الفاتنة، كما كان يسميها البحارة والرحالة، بدت كحسناء عمرها آلاف السنين، وA275; تشيب، تغازل البحر والبر، وتقفز فوق ركام التاريخ والزمان، تبدد أرق الحياة كل يوم بجمال طبيعي سحري A275; يقاوم، لتبدو الجزيرة في كل نسمة هواء ربيعي كأنما هي خارجة لتوها من رحم التاريخ.
كان هذا اA271;لق والانثيال الطبيعي الذي لبسته جزيرة سقطرى منذ الأزل، سبباً A273;ثارة لعاب المستعمرين، حيث ظلت الجزيرة رهينة الجغرافيا والتاريخ، لتكون محط أطماع قوى الرجعية والاستعمار في لحظات زمنية متفرقة، فلم تكد تنبذ مستعمراً حتى غزاها آخر.
ونظراً للأهمية الجغرافية الاستراتيجية والدور الذي لعبته الجزيرة في التحكم بالتجارة على مر العصور، كانت سقطرى عرضة للأطماع والغزو منذ القدم. فقد تعاقب عليها الغزاة، إلا أنهم لم يتمكنوا من المكوث فيها لفترة طويلة، فقد احتلها الإغريق في القرن الرابع للميلاد، إلا أن أول احتلال فعلي كان في مطلع القرن السادس عشر، مع بداية ظهور ما يسمى عصر الرحلات اA271;وروبية، حيث احتل أسطول برتغالي بقيادة ترستاودا وألفونسو دي جزيرة سقطرى، في 1507، قبل أن يتم طردهم من قبل خميس بن سعد بن الزويدي سلطان المهرة، سنة 1511م، إلى أن احتلها البريطانيون مرة أخرى عام 1876م، ليجعلوا منها قاعدة خلفية لحماية احتلالهم لمدينة عدن.
بعد خروج الاستعمار البريطاني من عدن، أصبحت الجزيرة قاعدة عسكرية لبوارج الاتحاد السوفيتي حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م.
كانت سقطرى ولا تزال محل أطماع كبرى الدول العظمى التي سعت للسيطرة عليها بأي ثمن، وتحت أي شكل من الأشكال، حتى إن الحكومة الصومالية التي لا تسيطر سوى على بضعة كيلومترات من أرضها، قدمت مذكرة إلى اA271;مم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، تطالب باعتبار أرخبيل سقطرى جزءاً من الصومال.
بداية ظهور الأطماع الأمريكية
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت اA271;طماع اA271;مريكية في السيطرة على جزيرة سقطرى بالظهور، وتحديداً خلال عقد التسعينيات، برغبتها بتأسيس قاعدة عسكرية جوية وبحرية في الجزيرة، إلا أنها اصطدمت بالتطلعات الروسية لبناء قاعدة على الجزيرة مرة أخرى، مطلع الألفية الثالثة، فاتجهت الولايات المتحدة A273;نشاء قاعدة (دياجو جارسيا) في أرخبيل تشاجوس على بعد حوالي 3 آلاف كيلومتر من جزيرة سقطرى.
احتلال الجزيرة
وإذا كانت طبيعة الصراع خلال العقود الماضية جعلت الأمريكيين يصرفون النظر عن جزيرة سقطرى، فإن الكثير من التطورات التي شهدتها المنطقة بعد أحداث 2011م، جعلت الاهتمام الأمريكي بسقطرى يعود من جديد، وبقوة هذه المرة، تحت غطاء العدوان السعودي على اليمن وأدواته.
ففي 10 فبراير 2016 كشفت قناة (الاتحاد) اA273;ماراتية عن توقيع اتفاق بين الفار هادي واA273;مارات، يمنح اA271;خيرة جزيرة سقطرى لمدة 99 عاماً، الاتفاق الذي أثار ضجة كبيرة في الشارع اليمني أكدته مصادر غربية، مشيرة إلى أنه بمثابة مكافأة للإمارات على مشاركتها في العدوان على اليمن.
ومؤخراً كشفت مصادر خاصة إماراتية عن اتفاق آخر وقع برعاية رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية أليكس يونغر، بين قيادات جنوبية منها علي سالم البيض ونجل الفار هادي، وبين محمد بن زايد ولي عهد الإمارات، يقضي بتسليم جزيرة سقطری للاحتلال الإماراتي مقابل وعد منه بمنح الجنوب الانفصال والاعتراف به، في خطوة خطيرة تؤكد مؤامرة العدو الذي يسعى إلى تفتيت البلد، ويبدو هذا الاتفاق أشبه بالمخطط الأمريكي في بنما مطلع القرن العشرين، عندما وقعت الأخيرة معاهدة مع واشنطن تم بموجبها السماح للأمريكان بشق قناة بنما وفرض السيادة عليها، وذلك مقابل إسهام واشنطن في انفصال بنما عن كولومبيا عام 1903.
التوغل الأمريكي تحت غطاء العدوان
إن تحرك اA273;مارات للسيطرة على الجزيرة لا يمكن بأية حال أن يكون قراراً إماراتياً صرفاً، بل يتجاوز ذلك إلى كونه تحركاً جيواستراتيجياً ضمن صراع دولي في المنطقة، يخدم بالأساس مصلحة أمريكا التي تسعى من خلال العدوان السعودي للسيطرة على المربع المائي الهام. ويؤكد خبراء عسكريون ومراقبون دوليون أن الأمريكيين يستخدمون الإمارات كواجهة لفرض سيطرتهم على الجزر اليمنية، ويرون أن التواجد اA273;ماراتي في جزيرة سقطرى هو غطاء في اA271;ساس للسيطرة الأمريكية التي تسعى لبناء قاعدة عسكرية في الجزيرة، على غرار ما حصل في جزيرة ميون، مشيرين للأهمية الجيوسياسية للجزيرة، حيث إن بناء قاعدة عسكرية في سقطرى يعني السيطرة الفعلية على أهم ممر دولي، باعتبارها ظهيراً جغرافياً مهماً لباب المندب، باA273;ضافة إلى فرض سيطرة غير مباشرة على 3 من أهم الممرات الدولية من خلال تضييق الخناق على مضيق هرمز، وإفراغ قناة السويس من أية أهمية، والتحكم في طريق الملاحة المؤدية إلى مضيق ملقا الذي يفصل بين إندونيسيا وماليزيا.
ويرى آخرون أن أمريكا تسعى بجانب فرض هيمنتها على طرق التجارة العالمية، إلى تهديد إيران وكوريا والصين، من خلال نصب قواعد صاروخية في الجزيرة، للضغط على هذه الدول.
ممارسات شعواء
بعد احتلال الإمارات للجزيرة بموجب الاتفاق مع الفار هادي، بدأت تنفيذ جملة إجراءات لتغيير معالمها وديمغرافيتها وهويتها اليمنية، تحت ذرائع الاستثمار.
الوقت الذي يتم فيه ممارسة ضغوط على سكان جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، وإجبارهم على ترك جزيرتهم ومغادرة مساكنهم مقابل تعويضات مادية ومالية، تعمل الإمارات على تحويل سقطرى إلى تجمع سكاني غير متجانس من خلال ضم وإلحاق الأراضي فيها، والتركيز على عملية استقطاب وتجنيس واسعة لأبنائها.
ليس ذلك وحسب، بل إن الاحتلال سعى لتغيير الملامح الوطنية للجزيرة، وسرقة مباهجها اA271;صيلة، فبحسب ما نقلته مصادر محلية ووسائل إعلامية عالمية، فإنه تم إنشاء شبكة اتصالات إماراتية بالجزيرة، وفرض التعامل في الجزيرة بالدرهم الإماراتي، باA273;ضافة إلى نهب ونقل النباتات والطيور النادرة إلى حدائق أبوظبي، وفتح خط ملاحي جوي مباشر بين أبوظبي وجزيرة سقطرى، لتسهيل مهامهم وتنفيذ أجنداتهم.
إنشاء قاعدة أمريكية
يرى الكثير أن الوجود العسكري الإماراتي في الجزيرة يمثل موطئ قدم للأمريكيين في الجزيرة المهمة من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية والجيواقتصادية، كونها تقع على مفترق طرق التجارة العالمية.
وتأكيداً لذلك كشفت المعلومات عن وصول 300 جندي أمريكي من المارينز إلى الجزيرة، قبل أيام، وإدخال معدات وعتاد عسكري كبير، ما يعني أنه مؤشر لإنشاء قواعد عسكرية أمريكية.
في حين تبدو الكثير من المؤشرات التي تؤكد سعي اA271;مريكيين A273;نشاء قاعدة عسكرية في سقطرى، يشير آخرون للدور الأمريكي الواضح من خلال تصعيده العسكري وإعلان استعداده المشاركة في العمليات العسكرية المحتملة على الحديدة، والتي تكشف أبعاد العدوان اA271;مريكي وأطماعه، مشيرين للعلاقة الاستراتيجية بين السواحل اليمنية وجزيرة سقطرى، ومدى أهميتها في التحكم بطرق مرور الملاحة الدولية.
يشار إلى أن التدخل اA271;مريكي A273;نشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى تحت غطاء العدوان على اليمن، ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مؤامرة ومشروع أمريكي أوسع نطاقًا لعسكرة المحيط الهندي، يرجع إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث أشار ضابط وخبير البحرية اA271;مريكية آنذاك الأدميرال ألفريد ثاير ماهان، في أحد مؤلفاته، إلى أن كل من يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية، معتبراً أن المحيط هو المفتاح للبحار الـ7 الذي سيحدد مصير العالم في القرن الحادي والعشرين.
الدور القطري
بالرغم من أن المعطيات تدل على تواجد أمريكي إماراتي في جزيرة سقطرى، إلا أن بعض المؤشرات تؤكد ضلوع أجندات أخرى في المؤامرة، حيث يشير المراقبون إلى أن قطر ومن خلال جمعية قطر الخيرية (Qatar Charity) التي تعتبر من أهم المنظمات الداعمة للإرهاب في المنطقة، تلعب دوراً في هذه المؤامرة من خلال نشر عناصر اA273;رهاب في الجزيرة.
ومن أخطر الوقائع التي سجلتها الصحافة اليمنية والعربية واقعة هبوط طائرة قطرية قادمة من مطار الدوحة إلى مطار سقطرى، في 16 فبراير 2015م، تحمل على متنها 87 راكباً، كلهم من عناصر تنظيم القاعدة.
ويرى البعض بأن هذا الدور القطري ورقة أخرى ستكون مبرراً لتدخل أمريكي بحجة محاربة الإرهاب، في حال فشلوا بالسيطرة على الجزيرة على النحو السابق.
وبين هذا وذاك، تكشف المؤشرات مؤامرة أمريكية قذرة لاحتلال الجزيرة، وتسخير أهميتها لتمرير مؤامرة أعظم وأقذر تدخل ضمن صراع دولي واسع قد يشعل حرباً عالمية يسعى اA271;مريكيون لإشعالها في السواحل اليمنية.
فيما تبدو جزيرة سقطرى سفينة بلا أشرعة، تسبح في رذاذ المارينز والموساد، في الوقت الذي يقبض قوادو بلاط الصحراء وبارات النفط ثمنها البخس، ويشربون نخب الاغتصاب.
بينما تصارع العذراء الغرباء على شرفها بصمت وعيونها على الساحل الغربي تنتظر الفارس اليماني العظيم للخلاص.. وبين البحر والمحيط معركة شرف وموعد للانتصار، حيث بندقية الرجال على وصول.
كان هذا اA271;لق والانثيال الطبيعي الذي لبسته جزيرة سقطرى منذ الأزل، سبباً A273;ثارة لعاب المستعمرين، حيث ظلت الجزيرة رهينة الجغرافيا والتاريخ، لتكون محط أطماع قوى الرجعية والاستعمار في لحظات زمنية متفرقة، فلم تكد تنبذ مستعمراً حتى غزاها آخر.
ونظراً للأهمية الجغرافية الاستراتيجية والدور الذي لعبته الجزيرة في التحكم بالتجارة على مر العصور، كانت سقطرى عرضة للأطماع والغزو منذ القدم. فقد تعاقب عليها الغزاة، إلا أنهم لم يتمكنوا من المكوث فيها لفترة طويلة، فقد احتلها الإغريق في القرن الرابع للميلاد، إلا أن أول احتلال فعلي كان في مطلع القرن السادس عشر، مع بداية ظهور ما يسمى عصر الرحلات اA271;وروبية، حيث احتل أسطول برتغالي بقيادة ترستاودا وألفونسو دي جزيرة سقطرى، في 1507، قبل أن يتم طردهم من قبل خميس بن سعد بن الزويدي سلطان المهرة، سنة 1511م، إلى أن احتلها البريطانيون مرة أخرى عام 1876م، ليجعلوا منها قاعدة خلفية لحماية احتلالهم لمدينة عدن.
بعد خروج الاستعمار البريطاني من عدن، أصبحت الجزيرة قاعدة عسكرية لبوارج الاتحاد السوفيتي حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م.
كانت سقطرى ولا تزال محل أطماع كبرى الدول العظمى التي سعت للسيطرة عليها بأي ثمن، وتحت أي شكل من الأشكال، حتى إن الحكومة الصومالية التي لا تسيطر سوى على بضعة كيلومترات من أرضها، قدمت مذكرة إلى اA271;مم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، تطالب باعتبار أرخبيل سقطرى جزءاً من الصومال.
بداية ظهور الأطماع الأمريكية
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت اA271;طماع اA271;مريكية في السيطرة على جزيرة سقطرى بالظهور، وتحديداً خلال عقد التسعينيات، برغبتها بتأسيس قاعدة عسكرية جوية وبحرية في الجزيرة، إلا أنها اصطدمت بالتطلعات الروسية لبناء قاعدة على الجزيرة مرة أخرى، مطلع الألفية الثالثة، فاتجهت الولايات المتحدة A273;نشاء قاعدة (دياجو جارسيا) في أرخبيل تشاجوس على بعد حوالي 3 آلاف كيلومتر من جزيرة سقطرى.
احتلال الجزيرة
وإذا كانت طبيعة الصراع خلال العقود الماضية جعلت الأمريكيين يصرفون النظر عن جزيرة سقطرى، فإن الكثير من التطورات التي شهدتها المنطقة بعد أحداث 2011م، جعلت الاهتمام الأمريكي بسقطرى يعود من جديد، وبقوة هذه المرة، تحت غطاء العدوان السعودي على اليمن وأدواته.
ففي 10 فبراير 2016 كشفت قناة (الاتحاد) اA273;ماراتية عن توقيع اتفاق بين الفار هادي واA273;مارات، يمنح اA271;خيرة جزيرة سقطرى لمدة 99 عاماً، الاتفاق الذي أثار ضجة كبيرة في الشارع اليمني أكدته مصادر غربية، مشيرة إلى أنه بمثابة مكافأة للإمارات على مشاركتها في العدوان على اليمن.
ومؤخراً كشفت مصادر خاصة إماراتية عن اتفاق آخر وقع برعاية رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية أليكس يونغر، بين قيادات جنوبية منها علي سالم البيض ونجل الفار هادي، وبين محمد بن زايد ولي عهد الإمارات، يقضي بتسليم جزيرة سقطری للاحتلال الإماراتي مقابل وعد منه بمنح الجنوب الانفصال والاعتراف به، في خطوة خطيرة تؤكد مؤامرة العدو الذي يسعى إلى تفتيت البلد، ويبدو هذا الاتفاق أشبه بالمخطط الأمريكي في بنما مطلع القرن العشرين، عندما وقعت الأخيرة معاهدة مع واشنطن تم بموجبها السماح للأمريكان بشق قناة بنما وفرض السيادة عليها، وذلك مقابل إسهام واشنطن في انفصال بنما عن كولومبيا عام 1903.
التوغل الأمريكي تحت غطاء العدوان
إن تحرك اA273;مارات للسيطرة على الجزيرة لا يمكن بأية حال أن يكون قراراً إماراتياً صرفاً، بل يتجاوز ذلك إلى كونه تحركاً جيواستراتيجياً ضمن صراع دولي في المنطقة، يخدم بالأساس مصلحة أمريكا التي تسعى من خلال العدوان السعودي للسيطرة على المربع المائي الهام. ويؤكد خبراء عسكريون ومراقبون دوليون أن الأمريكيين يستخدمون الإمارات كواجهة لفرض سيطرتهم على الجزر اليمنية، ويرون أن التواجد اA273;ماراتي في جزيرة سقطرى هو غطاء في اA271;ساس للسيطرة الأمريكية التي تسعى لبناء قاعدة عسكرية في الجزيرة، على غرار ما حصل في جزيرة ميون، مشيرين للأهمية الجيوسياسية للجزيرة، حيث إن بناء قاعدة عسكرية في سقطرى يعني السيطرة الفعلية على أهم ممر دولي، باعتبارها ظهيراً جغرافياً مهماً لباب المندب، باA273;ضافة إلى فرض سيطرة غير مباشرة على 3 من أهم الممرات الدولية من خلال تضييق الخناق على مضيق هرمز، وإفراغ قناة السويس من أية أهمية، والتحكم في طريق الملاحة المؤدية إلى مضيق ملقا الذي يفصل بين إندونيسيا وماليزيا.
ويرى آخرون أن أمريكا تسعى بجانب فرض هيمنتها على طرق التجارة العالمية، إلى تهديد إيران وكوريا والصين، من خلال نصب قواعد صاروخية في الجزيرة، للضغط على هذه الدول.
ممارسات شعواء
بعد احتلال الإمارات للجزيرة بموجب الاتفاق مع الفار هادي، بدأت تنفيذ جملة إجراءات لتغيير معالمها وديمغرافيتها وهويتها اليمنية، تحت ذرائع الاستثمار.
الوقت الذي يتم فيه ممارسة ضغوط على سكان جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، وإجبارهم على ترك جزيرتهم ومغادرة مساكنهم مقابل تعويضات مادية ومالية، تعمل الإمارات على تحويل سقطرى إلى تجمع سكاني غير متجانس من خلال ضم وإلحاق الأراضي فيها، والتركيز على عملية استقطاب وتجنيس واسعة لأبنائها.
ليس ذلك وحسب، بل إن الاحتلال سعى لتغيير الملامح الوطنية للجزيرة، وسرقة مباهجها اA271;صيلة، فبحسب ما نقلته مصادر محلية ووسائل إعلامية عالمية، فإنه تم إنشاء شبكة اتصالات إماراتية بالجزيرة، وفرض التعامل في الجزيرة بالدرهم الإماراتي، باA273;ضافة إلى نهب ونقل النباتات والطيور النادرة إلى حدائق أبوظبي، وفتح خط ملاحي جوي مباشر بين أبوظبي وجزيرة سقطرى، لتسهيل مهامهم وتنفيذ أجنداتهم.
إنشاء قاعدة أمريكية
يرى الكثير أن الوجود العسكري الإماراتي في الجزيرة يمثل موطئ قدم للأمريكيين في الجزيرة المهمة من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية والجيواقتصادية، كونها تقع على مفترق طرق التجارة العالمية.
وتأكيداً لذلك كشفت المعلومات عن وصول 300 جندي أمريكي من المارينز إلى الجزيرة، قبل أيام، وإدخال معدات وعتاد عسكري كبير، ما يعني أنه مؤشر لإنشاء قواعد عسكرية أمريكية.
في حين تبدو الكثير من المؤشرات التي تؤكد سعي اA271;مريكيين A273;نشاء قاعدة عسكرية في سقطرى، يشير آخرون للدور الأمريكي الواضح من خلال تصعيده العسكري وإعلان استعداده المشاركة في العمليات العسكرية المحتملة على الحديدة، والتي تكشف أبعاد العدوان اA271;مريكي وأطماعه، مشيرين للعلاقة الاستراتيجية بين السواحل اليمنية وجزيرة سقطرى، ومدى أهميتها في التحكم بطرق مرور الملاحة الدولية.
يشار إلى أن التدخل اA271;مريكي A273;نشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى تحت غطاء العدوان على اليمن، ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مؤامرة ومشروع أمريكي أوسع نطاقًا لعسكرة المحيط الهندي، يرجع إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، حيث أشار ضابط وخبير البحرية اA271;مريكية آنذاك الأدميرال ألفريد ثاير ماهان، في أحد مؤلفاته، إلى أن كل من يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية، معتبراً أن المحيط هو المفتاح للبحار الـ7 الذي سيحدد مصير العالم في القرن الحادي والعشرين.
الدور القطري
بالرغم من أن المعطيات تدل على تواجد أمريكي إماراتي في جزيرة سقطرى، إلا أن بعض المؤشرات تؤكد ضلوع أجندات أخرى في المؤامرة، حيث يشير المراقبون إلى أن قطر ومن خلال جمعية قطر الخيرية (Qatar Charity) التي تعتبر من أهم المنظمات الداعمة للإرهاب في المنطقة، تلعب دوراً في هذه المؤامرة من خلال نشر عناصر اA273;رهاب في الجزيرة.
ومن أخطر الوقائع التي سجلتها الصحافة اليمنية والعربية واقعة هبوط طائرة قطرية قادمة من مطار الدوحة إلى مطار سقطرى، في 16 فبراير 2015م، تحمل على متنها 87 راكباً، كلهم من عناصر تنظيم القاعدة.
ويرى البعض بأن هذا الدور القطري ورقة أخرى ستكون مبرراً لتدخل أمريكي بحجة محاربة الإرهاب، في حال فشلوا بالسيطرة على الجزيرة على النحو السابق.
وبين هذا وذاك، تكشف المؤشرات مؤامرة أمريكية قذرة لاحتلال الجزيرة، وتسخير أهميتها لتمرير مؤامرة أعظم وأقذر تدخل ضمن صراع دولي واسع قد يشعل حرباً عالمية يسعى اA271;مريكيون لإشعالها في السواحل اليمنية.
فيما تبدو جزيرة سقطرى سفينة بلا أشرعة، تسبح في رذاذ المارينز والموساد، في الوقت الذي يقبض قوادو بلاط الصحراء وبارات النفط ثمنها البخس، ويشربون نخب الاغتصاب.
بينما تصارع العذراء الغرباء على شرفها بصمت وعيونها على الساحل الغربي تنتظر الفارس اليماني العظيم للخلاص.. وبين البحر والمحيط معركة شرف وموعد للانتصار، حيث بندقية الرجال على وصول.
المصدر حلمي الكمالي/ لا