الشاعر إبراهيم طلحة:
الشعرُ عالمنا الميتاقلبي، وهو كلمة المرور لكل المراحل 

الشاعر إبراهيم طلحة يختلفُ عن أبناء جيله بمثابرته واشتغاله الدائم على نصوصه الشعرية، إلى جانب اهتمامه بالعمل النقدي، إذ عرفه القارئ بالعديد من الدراسات النقدية المنشورة في الصحف والمجلات الثقافية؛ كما أنَّهُ أنجزَ مؤخراً روايته «بيت بوس».. وبدورنا في صحيفة «لا» التقيناه وأجرينا معه هذه الدردشة السريعة..
 صديقي إبراهيم طلحة.. ما هي طقوسك الخاصة مع الشعر؟
   طقوس فوضى.
 ما هو الشعر؟ ولماذا الشعر بالذات؟
الشعر عالمنا الميتاقلبي، وهو بالذات لأنه لا شيء سواه.
 مرت الحركة الشعرية العربية بمراحل متعددة ابتداءً بالقصيدة العمودية وانتهاءً بقصيدة النثر والقصيدة الومضة.. إلى أين تسير هذه الحركة؟ وهل هذا في مصلحة الشعر؟
من الطبيعي أنَّ كل العلوم والفنون تمر بمراحل، ولكن الشعر هو كلمة المرور لكل المراحل. وسيظل الشعر والقرآن باقيين إلى قيام الساعة.
 هل ما زالت القصيدة العمودية تنافس أم أنه قد تم تجاوزها؟ وما هي العناصر التي تحمل ديمومة الشعر؟
القصيدة العمودية تنافس وبقوةٍ؛ فالشعر منظومًا أو منثورًا هو الشعر في أي زمان ومكان. كالعقد النفيس إذا صح تعبير البعض، لا تنقص قيمته إن انخرط من عقده.
 كمحرر تقافي هل يؤثر العمل الصحفي على الشاعر؟ وماذا أضافت الصحف والملاحق الثقافية للإبداع؟
  الصحف والملاحق لم تضف الكثير. هذه حقيقة، ولكننا نحاول أن نتكامل في ما بيننا: القراء والكُتاب، لنكتمل. 
 كيف تقيِّم المشهد الثقافي؟ وما هي المعوقات التي تقف أمام المبدع اليمني ليحلِّقَ عربياً؟
المبدعون لا يعوقهم إلا السياسيون، والمشهد الثقافي رغم تلك المعوقات بخير، هو يخرج من رحم المعاناة كالعادة.
 لو لم تكن شاعراً ماذا كنت تريد أن تكون؟ لماذا كثـر الشعراء وقل الشعر؟
لم أرد إلا أن أكون شاعراً، حتى وإن كنت أي شخص آخر، ولكن لو أردت أن أكون غير ذلك، لكنت كاتبًا ساخرًا، ما لم فكنت لا سمح الله سأتحول إلى تاجر غشاش!
الشعراء لم يكثروا، أعني الشعراء الحقيقيين، الزمن يغربل، والشعر قليل لأنه شيء كبير وعظيم لا يؤتاه إلا ذو حظ عظيم.
 ما هو تقييمك لاتحاد الأدباء ووزارة الثقافة ومؤسسة السعيد؟
الاتحاد والكيانات الأدبية عمومًا جزء من نسيج مترهل، فلذلك لا غرابة إن تأخرت أدوارها في زمن التراجعات الجسيمة.
 في الشعر هناك تلاعب بالمفردات، أليس هذا نوعاً من الغش؟
التلاعب في الشعر له مسميات فنية، وهو سمة إيجاب لا سمة سلب، فأعذبه أكذبه كما يقال.
 لديك العديد من الدراسات النقدية، لماذا لا تنشرها في كتاب مثلاً؟
أفكر في ذلك، ولكن سؤال لماذا هذا يحرجني لأن إجابته مرهونة بأشياء عديدة من بينها عدم الكفاية المادية للنشر وقت نعرف أن الوزارة وكياناتنا كما أشرنا لا تقل حالتها سوءًا عن حالات أفرادنا.
 ما هي القصيدة التي تمنيت أن تكون لك؟ ولماذا؟
 قصيدة تمنيت أن تكون لي: قصيدة لابنتي، أبكتني فيها، وتمنيت لو استطعت أن أقولها لوالدي أو والدتي في طفولتي.
  ماذا تقول فيها؟
صدّقني لا أتذكّر.. لكنني أتذكّر أنها قالت لي فيها ما معناه: يا أبتِ.. أحبك بكل ذنوبك وخطاياك وكل قسوتك وشدتك.. أحب كل ما فيك فلا ذنب لك إن لم تستطع أن تكون كما تريد لنا أن نكون.. يكفينا أنك والدنا وضياؤنا..