7857 حاجاً لقوا حتوفهم خلال المواسم الثلاثة الماضية نتيجة الإهمال السعودي
الشيطان حاجباً على باب الكعبة


اختطفت الوهابية السعودية الأراضي المقدسة بدعوى خدمة الحرمين الشريفين، بينما لم تقدم أية خدمة تذكر سوى أنها جعلت هذه البقعة المباركة غير آمنة بفعل الإهمال وعدم المسؤولية، حيث تحولت مواسم الحج إلى هاجس ومصدر قلق وخوف للحجاج وذويهم بسبب غياب أي ضمان حقيقي بعودتهم سالمين إلى بلدانهم بعد أداء فريضتهم.. علاوة على الممارسات الفجة لسلطة بني سعود في إدارتها العبثية لشؤون الحج والعمرة، والتي زادت حدتها من خلال منعها ملايين المسلمين من أداء فريضة الحج، وأيضاً التلاعب بكل ما يتعلق بإقامة الشعائر الدينية في الأراضي المقدسة، بينما جعلتها مزاراً لكهنة البيت الأبيض ولوبيات الكنيست الإسرائيلي، الأمر الذي أثار حفيظة دول إسلامية بدأت تطالب بحقها في إدارة الشعائر الدينية، وعلى رأسها الهيئة الدولية لمراقبة الحج.

منع 6 دول عربية وإسلامية من الحج
خلال السنوات القليلة الماضية، ولأسباب أبرزها سياسية وطائفية، منعت السلطات السعودية مسلمي 6 دول عربية وإسلامية من أداء فريضة الحج، وهي اليمن وسوريا وقطر وفلسطين وليبيا وإيران.. منذ العام 2012 ترفض السلطات السعودية استقبال الحجاج السوريين الذين يحملون الجواز السوري، بينما تسمح فقط لحاملي الجواز الصادر عما يسمى الائتلاف السوري المقيم في تركيا والأردن.
وللعام الثاني على التوالي تمنع السلطات السعودية القطريين من أداء فريضة الحج بسبب الأزمة الراهنة بين البلدين. وبحسب وكالة الأنباء القطرية فإن السعودية سمحت هذا العام بدخول القطريين إلى الأراضي السعودية، ولكن بشرط أن يأتي الزائر من دولة أخرى، وهذا ما يسمى -بحسب رأي محللين سياسيين- المكايدة، في حين تبين مدى التلاعب بتنظيم شؤون الحج بحسب مزاجيات الملك فقط الذي يقرر منع هذا والسماح لذاك دون الرجوع إلى أية لوائح قانونية أو دينية. 

منع اليمنيين وإساءة معاملتهم 
عقب بدء العدوان الأمريكي السعودي في أواخر مارس 2015، منعت المملكة اليمنيين من دخول أراضيها لأداء فريضة الحج، لكنها سرعان ما تراجعت عن قرارها، غير أنها امتنعت عن فتح المطارات للحجاج، وأغلقت جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وسمحت لهم بالدخول عبر منفذ الوديعة البري فقط.
وفي منفذ الوديعة عمدت السلطات السعودية إلى فرض رسوم مالية باهظة على الحجاج اليمنيين، بالإضافة إلى عرقلتهم ومعاملتهم بشكل سيئ.
وكان مدير جمارك منذ الوديعة الحدودي بحضرموت، عبد الباسط البادع، طالب السلطات السعودية، العام الماضي، بسرعة السماح للحجاج اليمنيين بالدخول بسبب تكدسهم ومعاناتهم أمام المنفذ.

مفارقة عجيبة 
ومن المفارقات العجيبة أن السعودية التي تقود عدواناً كونياً على الشعب اليمني بتهمة علاقته مع إيران، تعمل على تقديم تسهيلات كبيرة للحجاج الإيرانيين، وقد أرسلت طهران قبل أيام لجنة خاصة إلى مكة المكرمة للإشراف على حجاجها.

شروط تعسفية 
وتضع الرياض شروطاً تعسفية لقبول الحجاج، حيث عمدت العامين الماضيين إلى إصدار قرار يمنع دخول المرأة دون سن الـ45، وكذا خصصت نسبة تصل إلى 60% لكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم الـ60 عاماً. وقد استخدمت الرياض هذه اللائحة مع الكثير من الدول، بحسب نظرتها السياسية، في وقت تفرض فيه الرياض مبالغ ضخمة كرسوم للحج، حيث تتجاوز تكاليف الحج 10.000 ريال سعودي للفرد الواحد.
الجدير بالذكر أن آلية توزيع حصص عدد الحجيج بين الدول لا تتم وفق لائحة منظمة كنسبة المسلمين في تلك الدولة، حيث يؤكد الباحث في الشؤون الإسلامية محمد أبو النجا، أن معايير اختيار عدد الحجاج يتم اتخاذها من قبل السلطات السعودية دون الرجوع إلى أية آلية علمية محددة.

إدارة اليمنيين للكعبة
إدارة اليمنيين للأراضي المقدسة خلال القرون السابقة، أثبتت حرصهم الشديد على سلامة الحجاج، حيث كانت مكة المكرمة واقعة تحت إدارة الحكم اليمني التبعي، ويعد (تبع الحميري) ملك اليمن، هو أول من كسا الكعبة المشرفة كاملة في الجاهلية بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائعين، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.

أمريكيون وصهاينة في الأراضي المقدسة
في الوقت الذي تمنع فيه سلطات بني سعود مئات الآلاف من المسلمين من زيارة بيت الله الحرام، تسمح لأعداء الله والمسلمين بزيارتها، بل تمكنهم من الإشراف على سير عملها.
حيث ظهر القنصل الأمريكي ماتياس ميتمان في زيارة لمجمع الملك عبد العزيز الذي يعمل على تجهيز كسوة الكعبة المشرفة، في مدينة الطائف، العام الماضي، فيما ظهر مدون صهيوني يُدعى بن تسيون تشدنوفسكي، داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة، في زيارة رسمية.
علاوة على ذلك، فإن الرياض قامت بتسليم الحرم المكي لشركة أمنية إسرائيلية تُعرف باسم: جي فور إس (G4S)، والتي تعاقدت معها منتصف العام 2016 لتأمين الحجاج طيلة موسم الحج، عبر وضع أساور إلكترونية عليهم لمتابعتهم. 
ولم تكتفِ الوهابية السعودية بإعطاء صكوك الغفران لكهنة البيت الأبيض للإشراف على الحرمين المكي والمدني على الأرض، بل إنها سمحت لشركة الخطوط الجوية الإسرائيلية، في مارس الماضي، بمباشرة رحلاتها إلى الهند عبر أجواء الأراضي المقدسة، لتصبح الأخيرة داخل قبضة حديدية محكمة تسورها الأيادي الصهيونية من كل جانب.

احتكار محاجر مواشي الحج
سيطرة الأسرة السعودية المالكة على شؤون الحج والعمرة لا تقتصر على احتكارها لرأس المنظومة الإسلامية واستغلال مركزها لتحقيق نزواتها السياسية، وإنما تعد هذه الإدارة نافذة واسعة لجني الكثير من الأموال.
فالرياض تحصل على عائدات مالية ضخمة من إيرادات الحج والعمرة تقدر بملايين الدولارات، وبجانب هذه الأموال التي تحصل عليها خزينة المملكة بشكل مباشر، فإن الأخيرة عمدت إلى احتكار المحاجر لتصدير المواشي من دول القرن الأفريقي، فمنذ أواخر العام 2006 أصبحت شركة (أبو ياسر الدولية) التي أسسها أحد الأمراء، هي الوكيل الوحيد والحصري لتصدير المواشي إلى السعودية، بما فيها أضحيات الحجاج، بعد أن فرضت السلطات السعودية عليهم شراءها عن طريق هذه المؤسسة التي تجني بحسب تقارير إخبارية مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

منع الحجاج من زيارة قبور آل البيت
الممارسات السعودية الفجة بحق بيت الله الحرام لا تقتصر على منع ملايين المسلمين من زيارتها فقط، بل إنها تفرض على من تسمح لهم بالزيارة عدة قوانين مخالفة للشرع الإسلامي، حيث تمنع أصحاب المذاهب المختلفة من زيارة بيوت وقبور آل البيت، بحجة أنها بدعة.
كما أن السلطات السعودية أقدمت على هدم عدد من بيوت وأضرحة آل بيت رسول الله وأصحابه، وكان آخرها تدمير بيت حليمة السعدية رضي الله عنها، مرضعة الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي يقع في منطقة بني سعد بمحافظة ميسان جنوب شرق الطائف.
وقد عمدت العقيدة الوهابية التي يدين بها النظام السعودي، إلى طمس الهوية الإسلامية من خلال تدمير آثارها خلال القرنين الأخيرين، ففي منتصف العشرينيات من القرن الماضي حاول عبدالعزيز آل سعود نقل جثمان الرسول محمد من المدينة إلى مكان آخر، إلا أن ذلك لم يتم، حيث تدخلت الهيئة الإسلامية في الهند وإيران ومصر، ومنعته بالقوة.

مطالب إسلامية تاريخية لإدارة الحج
هذه الممارسات أثارت حفيظة العالم الإسلامي أجمع، فخلال العقود الأخيرة طالبت الكثير من الدول الإسلامية بحقها في إدارة شؤون الحج والعمرة والإشراف على الأراضي المقدسة، على رأسها إيران والهند، وقد ارتفعت هذه المطالبات مؤخراً.. وأطلقت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عريضة موجهة للحكومات والمؤسسات الإسلامية حول العالم، تطالبها بالمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة بالسعودية، وذلك نظراً لاستغلال وتوظيف العائلة الحاكمة السعودية للدين لأغراضها السياسية، عن طريق استخدام المنابر الإسلامية في تسويق قرارات الحكومة، أو حرمان المسلمين الذين يعارضون السياسة السعودية من تأدية مناسكهم، بحسب بيان لها نشر في مارس الماضي.

انخفاض نسبة الحجاج 
وتتراجع نسبة الحجاج عاماً بعد عام لعدة أسباب أبرزها: منع السلطات السعودية مسلمي بعض الدول من دخول أراضيها، وكذا المضايقات الطائفية التي يتعرضون لها، وأيضاً انخفاض معدل سلامتهم، حيث يخشى الكثير من تكرار الحوادث التي تحصل أثناء الحج كما حدث في العامين الماضيين.. وبحسب تقارير إعلامية فإن أعداد الحجاج تراجعت، وبنسبة كبيرة، في السنوات الأخيرة، ووصلت نسبة الانخفاض في العام قبل الماضي إلى 40%، حيث زار بيت الله الحرام في ذلك العام مليون و862 ألفاً و909 زوار، ولم يسبق له أن انخفض العدد إلى هذا الحد خلال الأعوام القليلة الماضية.

ضحايا الإهمال 
بسبب الإهمال والتقصير وعدم المبالاة لسلطات المملكة المنهمكة بجمع إيرادات الحج، فإن سلامة زوار بيت الله تتراجع عاماً بعد آخر مقابل زيادة نسبة الخطر على حياتهم. 
حيث بلغ عدد الضحايا من الحجاج الذين لقوا حتفهم أثناء أداء فريضة الحج نتيجة الحوادث خلال الـ3 سنوات الماضية، 7857 حاجاً، وذلك على النحو التالي:
2017: 118 حاجاً.
2016: 239 حاجاً، بينهم 4 ضحايا سقطوا إثر عملية تفجير بالقرب من المسجد النبوي.
2015: سقوط 7500 ضحية إثر كارثتين إحداهما تدافع الحجيج في مشعر منى، والأخرى سقوط رافعة وسط الحرم المكي.

ضرورة ملحة 
وتقف الوهابية السعودية المتمثلة بأسرة بني سعود سداً حائلاً بين الله وعباده من المسلمين، وتسيء للدين الإسلامي أيما إساءة، في وقت ترتفع الأصوات المطالبة بإسقاط مركزها في التحكم بالأراضي المقدسة، وهو ما يبدو -بحسب مراقبين- أنه صار ضرورة ملحة لكافة المسلمين.