غازي المفلحي/ لا ميديا

على حافة الإفلاس
صرح صندوق النقد الدولي في 2018، أن نسبة نمو الاقتصاد السعودي هي 0 %، وتوقعت تقارير عالمية أن الاحتياطيات المالية للرياض ستنفد في 2020، وستنعكس هذه الآثار الاقتصادية السلبية على دول أخرى شريكة العدوان كالبحرين، بسبب انخفاض عائدات النفط، وتكاليف الإنفاق العسكري الباهظة في العدوان على اليمن، وحالة الهلع التي أصابت رجال الأعمال في المملكة في ظل سياسات محمد بن سلمان.

عجز طرح أسهم أرامكو
تعثرت حملة الإصلاحات التي وعد بها ابن سلمان، وبانت مؤشرات فشل مشاريعه الخيالية كرؤية 2030 ومشروع "نيوم"، بعد العجز في طرح أسهم أرامكو للبيع لأكثر من سنتين، حيث كانت خطة بن سلمان تعتمد على بيع أرامكو والاستفادة من قيمتها لتحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط الى اقتصاد قائم على الابتكار والتكنولوجيا، وهذا ما أكد فشله كثير من الخبراء والتقارير العالمية، بسبب عدم توفر رأس مال بشري سعودي لم يعتد على العمل يوماً، ولا يمكنه أن يحدث ثورة اقتصادية، وبسبب الحرب المتفاقمة في اليمن التي أثبتت للمستثمرين السعوديين والأجانب أن السعودية تغيرت فعلاً نحو الأسوأ، وأن رؤوس أموالهم لن تكون بأمان.

إثارة قانون جاستا
تورط السعودية بالعدوان على اليمن جعلها أضعف وفي موقع الابتزاز لكل من استطاع، خاصة الجانب الأمريكي الذي لا يشبع، فتمت إثارة قانون جاستا الأمريكي ضد السعودية في مايو وسبتمبر 2016، والذي يمكن أهالي ضحايا هجوم 11 سبتمبر الإرهابي من مقاضاة السعودية، وجعلها تدفع مبالغ طائلة تصل إلى 3 تريليونان دولار تعويضات، وهو ما جعل السعودية تهدد يائسة بسحب استثماراتها من الولايات المتحدة.

عجز تصدير النفط
اهتز عمود الاقتصاد السعودي النفطي بعد أن كادت تلفحه نيران المعركة في يوليو 2018، بإعلان السعودية إيقاف تصدير شحنات النفط الخام عبر الممر البحري "باب المندب"، بعد استهداف الجيش واللجان الشعبية سفناً حربية سعودية بالقرب من باب المندب، بينما قالت السعودية إنها كانت سفينتين لنقل النفط، وكانتا تحملان كميات هائلة من النفط بمقدار مليوني برميل في كل منهما.

أزمات بيت النفط 
يواجه الملك سلمان ومحمد ابنه حوالي 25 ألف شخص ينتسبون لأسرة بني سعود، منهم 200 أمير يمارسون عملاً مؤثراً في السياسة، وساخطون بسبب حرب اليمن (العدوان) والسياسة الداخلية الإقصائية.
تمت الإطاحة بمقرن بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف من ولاية العهد في 2017، لتنصيب محمد بن سلمان ولياً للعهد، وهذا الأخير أول حفيد من أحفاد عبد العزيز في هذا المنصب وأصغرهم سناً في تاريخ ولاية العهد، وهذا ليس مقبولاً من بقية الأحفاد، خاصة مع سعي الملك سلمان لإحداث تغيير في سير خط انتقال المُلك من التعاقب الأفقي إلى التعاقب العمودي، ليضمن بقاء الحكم في ذريته، وإنهاء حظوظ ذريات إخوانه (وبشكل خاص ذرية فهد وسلطان ونايف وعبد الله)، وهذا ما يزيد احتمال تفجر معارك داخل الأسرة الملكية.

تحذير لبني سعود
في 2015، نشر مجموعة من الأمراء خطابين عبر الإنترنت بعنوان "تحذير إلى بني سعود"، نددوا فيهما بإقصاء الأمراء الآخرين مثل الأمير أحمد والأمير طلال، وطالبوا كبار العائلة بعمل انقلاب ضد الملك سلمان وابنه، ليختفي بعدها أميران من ذرية الملك سعود، يعتقد بأنهما كانا وراء الخطابين المذكورين.

اختطاف أمراء
في الفترة بين سبتمبر 2015 وفبراير 2016، تم اختطاف كل من الأمير تركي بن بندر والأمير سعود بن سيف والأمير سلطان بن تركي، من أوروبا، في حوادث مختلفة، وتم ترحيلهم قسراً إلى المملكة، بسبب انتقادهم للأسرة الحاكمة.

رفع الأسعار 
أعباء الحرب وظروف السوق العالمية دفعت النظام السعودي لرفع الأسعار وسن قوانين الضرائب الجديدة مطلع 2018، حيث رفعت الحكومة الأسعار لتعزيز الإيرادات غير النفطية، وسط سخط شعبي، دفعها لصرف بدل الغلاء لتخفيف الاحتقان، عقب أيام معدودة من رفع أسعار الوقود والضرائب.

احتجاز الأمراء 
على وقع الأزمة المالية ومخاوف بن سلمان من الخصوم الداخليين، جرى في نوفمبر تشرين الثاني 2017، اعتقال 11 أميراً و38 وزيراً ونائباً من ضمن 200 شخصية مهمة، بينهم الوليد بن طلال ومتعب بن عبدالله وشقيقه تركي، وملاك شركات كبيرة كالمراعي، في الحادثة الشهيرة، والسبب حسب الرواية السعودية تهم فساد، ولاعتراضهم على دفع فواتير الماء والكهرباء، ولكن الأمير عبد الله بن سعود بن محمد بن سعود كذّب هذه الرواية، ما تسبب بإبعاده عن منصبه كرئيس لاتحاد الرياضات البحرية.

إقالات وتغيير حكومات
منذ العدوان على اليمن والارتباك سائد في حركة وهياكل الأسرة الحاكمة، فقد تمت عمليات إقالة وتعيين كثيرة ومتلاحقة، منها: تعيين ابني سلمان عبد العزيز وخالد، في منصبي وزير دولة لشؤون الطاقة وسفير الرياض بواشنطن، في أبريل 2017، وفي نوفمبر من ذات العام تم التخلص من وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله، وفي مطلع 2018 تمت إقالة رئيس أركان الجيش السعودي وعدد من كبار الضباط، وفي نهاية ذات العام تمت إعادة تشكيل مجلس الوزراء ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، بالإضافة الى إقالات وتبديلات وإعفاءات كثيرة في وزارتي الخارجية والإعلام والأمن العام والأمن الوطن.ي كما أن أخلص المجرمين للنظام السعودي قد تحولوا إلى متهمين في ظرف حادث، كما حصل مع اللواء أحمد عسيري الذي كان ناطقاً باسم تحالف العدوان، ثم نائب رئيس المخابرات السعودية، حيث انتهى الأمر كمتهم في قضية خاشقجي.

تدهور العلاقات مع كندا وألمانيا 
ساءت سمعة السعودية وولي عهدها بن سلمان كثيراً في العالم بسبب العدوان الوحشي على اليمن وسياسات التصفية والقمع السعودية للمعارضين كخاشقجي، والأزمة القطرية، واعتقال الحريات والإعدامات السرية والعلنية بالجملة، ما أدى إلى صدامات سعودية مع الرأي العام لدول عالمية أو مع قيادات تلك الدول نفسها كما حصل مع كندا وألمانيا.
حيث اندلعت أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين السعودية وكندا بعد تغريدة للسفارة الكندية في أغسطس 2018، طالبت فيها بـ"الإفراج الفوري" عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان موقوفين في المملكة.
وسبق ذلك أزمة مع ألمانيا على إثر استدعاء الرياض سفيرها في برلين احتجاجاً على تصريحات لوزير خارجية ألمانيا السابق زاغمار غابرييل، انتقد فيها سياسة السعودية بشأن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

أزمة بين حكام الإمارات
انشقاق الشيخ راشد بن حمد الشرقي، الابن الثاني لحاكم إمارة الفجيرة، في 16 مايو 2018، ولجوؤه إلى قطر، بسبب خلافات قال إنها كانت تناقش في غرف مغلقة، وتتمحور بشكل رئيسي في الاعتراض على انفراد أبوظبي في القرار العسكري بالدخول في حرب اليمن، دون مشاورة حكام الإمارات الـ6 الأخرى في الحرب التي قتل فيها كثير من أبناء الإمارات.

قضية خاشقجي
جاءت قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى داخل القنصلية السعودية في 2 أكتوبر، وتأكيد موته في 19 أكتوبر 2018، والأدلة على قتله وتقطيعه بطريقة وحشية، وتورط محمد بن سلمان مباشرة بقتله، كفرصة ذهبية لأكبر عملية ابتزاز وإرعاب لابن سلمان الذي جعلته حربه على اليمن ضعيفاً وتحت رحمة ثعالب المصالح الدولية الذين استمرؤوا إفراغ الخزائن السعودية، مستغلين غباء القائد السعودي الأحمق وربما الأخير.