مصادر الصحيفة: الشرارة ستصبح جحيماً إن أبطأت الجهات المعنية في حملة أمنية تعد لها منذ أكثر من أسبوع
شخصيات محلية: ما حدث من اختطاف هو بمثابة أذن الجمل وينبغي التسريع في الحملة الأمنية


يوسف صلاح الدين / لا ميديا -

يحاول أدوات تحالف العدوان الأمريكي منذ ما قبل أحداث ديسمبر 2017، وبصورة أحد، عقب إفشال المخطط الخياني، تفجير الأوضاع في مديريتي شرعب السلام والرونة، لأهميتهما لجهة جبهة الساحل الغربي، ووقوعهما على خط الربط بين الحديدة وإب شرقاً، والحديدة – تعز جنوب غرب. وفي هذا السياق جرى استهداف عقلاء المديريتين بالاغتيالات، بدءاً من اغتيال الشيخ صلاح عبدالوهاب الشرفي وشقيقيه القاضي محمد عبدالوهاب وعصام الشرفي، و2 من رفاقهم، في ديسمبر 2016، على أيدي عصابة داعشية تعمل بمعية إخوان التحالف. والأسبوع الفائت تمكن عناصر تابعون لهذا المخطط من اغتيال من يوصف بحجر زاوية الوفاق في المديريتين، الشيخ أحمد سيف جميل الشعبي، بعد أكثر من محاولة فاشلة لاغتياله، إحداها عقب ديسمبر 2017، مطلع العام 2018.
الشيخ الشهيد كان أبرز وجهاء المنطقة الذين سعوا باكراً وعقب بدء العدوان على اليمن، إلى تحييد المديريتين وحفظ استقرارهما وحماية فضاء التعايش الاجتماعي فيهما، وتكشف عملية اغتياله استماتة مطبخ المؤامرات في استهدافه دون يأس، وقد تكللت تلك الاستماتة بقتله مساء الأربعاء الفائت، في مركز مديرية السلام، ولم تكن تلك نهاية المطاف بالنسبة لأدوات هذا المخطط الفتنوي، فبحسب شخصيات محلية فإن اغتيال الشيخ أحمد سيف سيكون مفتتحاً لأعمال تخريبية أوسع، ما لم تتحرك الجهات المعنية في الدولة لتلافي ذلك وضبط المخربين وتطهير المنطقة من أوكار الجريمة.. أعمال لو وجدت لها متنفساً على الواقع، فإنها ستدفع بالمنطقة خارج مناخ التعايش الذي رسخته جهود الشهيد ولفيف من عقلائها، وتمظهر في توقيع وثيقة سلم اجتماعي وشرف قبلي حظيت بتأييد ومباركة معظم أبناء المنطقة.
أمس بدأت نُذر ما حذرت منه شخصيات محلية بالظهور، حيث أقدمت عصابة تخريبية على اقتحام منزل قاسم سيف أحمد، وهو شقيق الشهيد، في عزلة بني شعب مركز مديرية السلام، وقاموا باختطاف ابنة المذكور واقتيادها لجهة مجهولة، تاركين رسالة تتوعد أسرتها بإعادتها مقطعة الأوصال في شوالة. 
وبحسب معلومات الصحيفة، فإن العصابة يرأسها شخص يدعى «ع. « ضليع في حادثة اغتيال الشيخ أحمد، وتفيد المعلومات أن هدفه من هذا الفعل المشين هو الضغط للإفراج عن أحد أفراد عصابته تم احتجازه على ذمة التحقيق في الحادثة، غير أن ذلك –بحسب مصادر محلية- ليس إلا أحد الأسباب، وتقول معلومات أخرى إن الفتاة المختطفة كانت حاضرة في مسرح الاغتيال، وقد ميزت ملامح الجاني الذي نفذ العملية، وأن السبب الرئيس هو إذلال أبناء المنطقة عبر إثخان أسرة وذوي الشهيد بالتنكيل بغية إخراس المحيط الاجتماعي الواسع الذي تعتقد العصابات أن قياده سيلين عقب تصفية الشخصية التي كان يراهن عليها في لمّ الشمل وتوحيد الجهود لمواجهة مؤامرات الأوكار التابعة لتحالف العدوان الساعية للإيقاع ببنية المديريتين في اقتتال يخدم أهدافه.
مصادر الصحيفة تشير إلى أن ثمة حملة أمنية يجري الإعداد لها لكن ببطء في وقت يستدعي فعلاً عاجلاً وحاسماً يقضي على بذور مؤامرة بدأت تتكشف جلياً ووفق شخصيات محلية، فإن الإسراع بتوجيه الحملة الأمنية هو السبيل الوحيد لذلك، بمنأى عن الإبطاء والتسويف، لاسيما وأن المناخ الاجتماعي الغاضب إثر اغتيال الشيخ أحمد يبدو أكثر مواتاة منه قبل الواقعة، ولن يكون بهذا النضج إذا أسلمت الدولة أعناق المجتمع لسواطير أوكار الجريمة والتخريب الممنهجين. 
أخذ هذه الاعتبارات على محمل الجد أمر لا بد منه بالنسبة لسلطات محافظة تعز لما سيترتب على الإبطاء والتغاضي وإدارة الظهر من تداعيات كارثية لن تقتصر فداحتها على المديريتين لكنها ستعم الساحل الغربي وظهير الجيش واللجان في مفرق شرعب امتداداً إلى أقاصي شارع الستين في مديرية التعزية بحسب تحذيرات محلية راجحة. غير بعيد من هذه التوقعات احتدام الاقتتال بين فصائل مرتزقة تحالف العدوان في مدينة تعز المحتلة الذي يراد له أن يأخذ منحنى استقطابياً جهوياً يتيح لتلك الفصائل تحشيد اصطفافات قبلية بدافع عصبوي قوامه مديريات الحجرية من جهة وشرعب من جهة مقابلة، كما يتوقع مطبخ التحالف أن تجري الأمور.. إلى ذلك فإن سيناريو كهذا سيتيح مناخاً من تعدد أسباب الاقتتال الاجتماعي داخل بنية محافظة تعز يعمق تشرذمها في وقت يبدو التحالف العاثر خلاله بحاجة إلى ترتيب وصناعة متاريس محلية تنوب عنه إذا ما قرر الانسحاب واتخاذ مسافة من المشهد اليمني تمكنه من إدارة حمامات الدم دون كلفة تذكر، وبما يصب في تحقيق مصالحه وأطماعه الاستعمارية التي تعذر عليه تحقيقها عبر ترسانة العدوان العسكري المباشر، كما وتلافي استراتيجية الرد والردع التي تضربه اليوم في عمق داره وتهشم مفاصله الاقتصادية الحيوية بلا هوادة منذرة بالمزيد والنوعي من ضربات لا يقوى على احتمال نتائجها مديره التنفيذي الأمريكي والغربي بالعموم، حيث تمثل دول تحالف العدوان المستهدفة بالرد اليمني منطقة المصالح الحيوية الأولى للغرب.
شرارة التخريب التي لاحت عياناً في شرعب السلام لا يمكن التقليل من خطرها، فمستعظم النار من مستصغر الشرر، كما يقول أجدادنا القدامى.