البيان: «العملية تمت بشراكة إسرائيلية- سعودية- قطرية»

تقـريـر / لا ميديا -
أقرت القيادة المركزية الأمريكية بدخول قاذفات الـ"بي 52" العملاقة مسرح الاشتباك في "الشرق الأوسط".
وقالت المركزية الأمريكية في بيان لها، أمس، إن "قاذفتي قنابل (بي- 52) نفذتا دورية جوية متعددة الجنسيات في أجواء الشرق الأوسط".
وأضافت أن طائرات تابعة لـ"إسرائيل والسعودية وقطر رافقت القاذفتين في العملية"، موضحة أن هذا المستجد العسكري يأتي في إطار ما سمته "الرد على العدوان وطمأنة الحلفاء".
العملية العسكرية التي كشف عنها بيان القيادة المركزية الأمريكية تزامنت مع شن طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي سلسلة من الغارات على العاصمة صنعاء والحديدة ومأرب استهدفت إحداها مصنعاً في حي سكني بالعاصمة وخلفت جرحى بين المدنيين وأضراراً مادية في الأبنية والممتلكات.
هذه التطورات تأتي عقب نحو شهر ونصف من إعلان الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن "وقف الدعم الأمريكي لتحالف الحرب على اليمن" ودعوته إلى "حل سياسي يفضي لإحلال السلام في اليمن"، الأمر الذي رأى مراقبون حينها بأنه محض مناورة غير مشفوعة ببراهين عملية على مصداقية توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، لاسيما أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي لايزال يشن حرباً شاملة على اليمن ويفرض حصاراً بحرياً وجوياً كاملاً على الموانئ والمطارات ويتقرصن على سفن الأغذية والمشتقات النفطية للشهر التاسع على التوالي، مع دخول العدوان عامه السابع.
وكانت صنعاء أكدت أنه لا جدوى من أي دعوات للحوار قبل وقف كامل للعدوان والحصار المفروض عليها، وأن ردها العسكري المشروع مستمر حتى تحقيق ذلك.
وتوشك المنشآت والمرافق الصحية والخدمية والتجارية في محافظات جغرافيا السيادة على دخول حالة الشلل التام بفعل انعدام الوقود واستمرار قرصنة تحالف العدوان على المشتقات.

مواصفات "بي52"
هي قاذفة قنابل استراتيجية بعيدة المدى ذات 8 محركات، وتستخدم هذه القاذفة في سلاح الجو الأمريكي منذ العام 1954، وقد حلت محل القاذفتين كونفير (بي36) و(بي47). بُنيت في فترة الحرب الباردة، حين كان الردع النووي مطلوباً، وتمتلك هذه القاذفة القدرة على حمل وإلقاء 32,000 كيلوغرام (70,000 رطل) من القنابل.
بدأت هذه الطائرة كعرض ناجح لعقد تمت الموافقة عليه سنة 1946، وتطور تصميمها من طائرة مستقيمة الجناح مزودة بستة محركات مروحة عنفية إلى النسخة النهائية التي أطلق عليها اسم (YB52) والمزودة بثمانية محركات نفاثة عنفية وأجنحة منحنية الزاوية.
ولتحسين أداء الطائرة فقد زودت بنظام (AN/ASQ-151) للمشاهدة المحسنة إلكترونيا الذي يتكون من كاميرات بالأشعة تحت الحمراء، بين سنتي 1972 و1976. تمت إضافة نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية في ثمانينيات القرن العشرين. وتم تحديث حاسب الطائرة الآلي لجهاز (IBM AP-101) الذي استخدم في طائرة (B1) لانسر ومكوك الفضاء.
قامت هذه الطائرة برحلتها الأولى في أبريل 1952، وحيث إن التصميم كان أساساً لنقل أسلحة نووية في مهمات ردع خلال الحرب الباردة، وبالرغم من أنَّ هذه الطائرات قد شاركت في العديد من الحروب، إلا أنها قامت خلال المعارك بإلقاء حمولات من القنابل التقليدية فقط.
دخلت هذه الطائرة الخدمة في القوات الجوية الأمريكية سنة 1955، وكانت هذه القاذفات تحت إمرة قيادة الطيران الاستراتيجية حتى إلغاء هذه القيادة سنة 1992 لتصبح منضوية تحت إمرة قيادة القتال الجوي، وفي 2010 تم تحويل كل القاذفات من هذا النوع لتصبح تحت قيادة القصف الشامل في سلاح الجو الأمريكي.
أضيفت إمكانية حمل 20 صاروخاً نووياً من نوع "إيه جي إم 69" قصيرة المدى لطرازي (جي وإتش) من الطائرة ابتداءً من 1971. ولتحسين قدرات الطائرة الهجومية أضيفت لها قابلية إطلاق صواريخ كروز.
وتستطيع الطيران بحمولة تصل إلى 31500 كيلوغرام، وتمتلك مدى تشغيلياً مذهلاً يزيد عن 14 ألف كيلومتر، بدون إعادة التزود بالوقود الجوي، وهناك خطط لتحديثها بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
شاركت في العدوان على العراق واحتلاله في 1990، إذ قامت هذه الطائرات بـ1620 طلعة جوية أسقطت خلالها 40% من الأسلحة التي أسقطتها قوات التحالف على العراق.
في 16 يناير 1990، قامت طائرة "بي52" بالإقلاع من قاعدة باركسدايل في لويزيانا وتزودت بالوقود جوا للقيام بضربات جوية في العراق والعودة إلى قاعدتها في رحلة استمرت 35 ساعة قطعت الطائرة خلالها 14000 ميل، محطمة بذلك الرقم القياسي لأطول طلعة جوية والذي كان مسجلاً باسم طائرة فولكان التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية سنة 1982.
وكانت أولى طلعات هذه الطائرة في 18 يونيو 1965، عندما انطلقت 30 قاذفة من السرب 9 والسرب 441 بقصف منطقة "بين كات" في جنوب فيتنام.