أكد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، اليوم السبت، سقوط أكثر من 100 مدني في مديريتي ردمان والقرشية بمحافظة البيضاء وآخرهم 10 ضحايا سقطوا خلال الـ 48 ساعة الماضية نتيجة الألغام والعبوات التي خلفتها داعش والقاعدة وتحالف العدوان على اليمن والغارات بالقنابل العنقودية.
وأوضح المركز في بيان أنه يتابع بألم بالغ سقوط العدد الكبير من الضحايا وخاصة في محافظة البيضاء نتيجة مخلفات الحرب من الألغام والعبوات التي خلفتها داعش والقاعدة وتحالف العدوان والغارات الجوية بالقنابل العنقودية المحرمة بالإضافة إلى نفوق عشرات المواشي.

وذكر أن الانتشار الكبير لمخلفات الحرب والقنابل العنقودية التي يلقيها طيران تحالف الحرب على اليمن في جميع المحافظات حتى في أمانة العاصمة صنعاء، نتج عنها مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين ومنعت آلاف الأسر من العودة إلى منازلها والاستفادة من أراضيها ومراعيها التي هي مصادر العيش الأساسية لها في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي فرضه العدوان والحصار.

كما أكد المركز استمرار تحالف العدوان في استخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً في عملياته الجوية والتي كان آخرها خلال شهر مايو الجاري.

وقال" من المعروف أن آثار القنابل العنقودية تبقى لعشرات السنين وتعتبر الأكثر فتكاً بالمدنيين، ما جعل الجمهورية اليمنية تحتل المرتبة الثانية بعد جمهورية لاوس الشعبية من حيث التلوث بالقنابل العنقودية ومخلفات الحرب".

ولفت إلى أنه رغم حجم هذا التلوث وانتشار القنابل العنقودية ومخلفات الحرب يتم منع دخول الأجهزة الكاشفة التابعة للمركز التنفيذي في صنعاء من قبل تحالف الحرب على اليمن، حسب ما أفاد به البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة مع أن هذه الأجهزة تعتبر إنسانية بحسب اتفاقية أوتاوا المادة السادسة الفقرة رقم (2).

وذكر المركز أنه يتلقى المناشدات الإنسانية من السلطات المحلية والموطنين في المحافظات لإرسال فرق للتدخل وإنقاذ حياة المدنيين وتطهير أراضيهم ومزارعهم من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم وممارسة حياتهم الطبيعية في قراهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن منع دخول الأجهزة الكاشفة والمستلزمات لإزالة المتفجرات جعل من الصعب على المركز التدخل والاستجابة نتيجة اتساع التلوث والمخلفات والقنابل العنقودية في ظل محدودية الموارد والإمكانيات.

وأشار إلى أن المركز لن يألوا جهداً في القيام بواجبه الإنساني والوطني لتلك المخاطبات والمناشدات سواءً في محافظة البيضاء أو المحافظات الأخرى التي لا تقل تأثرا بالألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب عنها، وبذل قصارى الجهود وحشد الموارد والإمكانات المتاحة لإنقاذ المدنيين.

وطالب الجهات ذات العلاقة إلى الوقوف إلى جانب المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام والمجتمعات المتأثرة والضحايا والضغط على تحالف العدوان للسماح بدخول أجهزة ومستلزمات العمل الميدانية والإنسانية الخاصة بالمركز.

كما طالب البيان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي ومنظمات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية العاملة باليمن للقيام بواجبهم الإنساني من خلال مناصرة الضحايا والمجتمعات المتأثرة بتوفير الأجهزة الكاشفة والضغط على التحالف للسماح بإدخال تلك الأجهزة وإيصالها إلى صنعاء والعمل على بناء قدرات المركز بما يتناسب مع حجم المشكلة والتلوث والتحديات القائمة.

وحمل المركز، الأمم المتحدة إلى جانب تحالف العدوان مسؤولية استمرار سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء وتحول آلاف المدنيين إلى معاقين، نتيجة التقاعس عن توفير الأجهزة والمستلزمات الميدانية المطلوبة وحل إشكالية منع دخولها أو تحديد الجهة التي تعيق وتعرقل هذا العمل الإنساني بموجب اتفاقية أوتاوا والبروتوكولات الخاصة بها.

ودعا المنظمات الأممية والدولية ذات العلاقة للمساعدة في تنفيذ حملات توعية وتوفير اللوحات الإرشادية والتحذيرية التي تبين المناطق الخطرة والملوثة بالقنابل العنقودية والألغام، ليتجنبها المدنيين للحد من سقوط المزيد من الضحايا.