«المرتزق الداعشي الذي أصبح قائد كتيبة مجاهدين في الجيش واللجان».. «تعز» مدينتان:محتلة ومختلة
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

تعز - خاص / صحيفة «لا» -
يعيش مدير إحدى مديريات تعز "غير المحتلة" حالة أرق شديد وحاد منذ رمضان الفائت، ففي منتصف الشهر المبارك وقع أحد القتلة الفارين من وجه العدالة في قبضة الشرطة العسكرية بالمنطقة العسكرية الرابعة.
لكي يستعيد مدير المديرية "ق. ص" راحة باله وينام قرير العين ينبغي أن تطلق المباحث العسكرية بتعز سراح المقبوض عليه "أ. ط.غ. ك" المدون اسمه لدى المحكمة الجزائية بصنعاء كمتهم مطلوب للعدالة.
على رأس الجرائم التي تلاحقه العدالة فيها مجزرة "كمين الدواعش بشرعب السلام".. وبحسب عديد مذكرات صادرة عن المحكمة للجهات الأمنية بتعز وأوامر قبض قهري فإنه "مطلوب ضبطه وإرساله فوراً".
المتهم "أ. ط. غ. ك" يواجه تهماً شتى من قبل المباحث العسكرية التابعة للمنطقة الرابعة، بينها "السطو على منازل مواطنين في مديرية حيفان ونهب محتوياتها الثمينة وسرقة سيارة"، كما و"ابتزاز مسافرين وتجاراً وجباية إتاوات وأموال بطريقة غير قانونية مستغلاً موقعه كـ...."... كـ..ماذا؟!
سؤال يحيل السرد إلى الطور الأكثر إثارة وغموضاً في مجريات القصة، حيث عقدتها الرئيسة.
في صباح يوم من أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2016، اعترضت عصابة ذات صلة بتحالف العدوان في عزلة بني سبأ بشرعب السلام، سيارة الشيخ صلاح عبدالوهاب الشرفي، وأمطرتها بالرصاص، فقتلت الشيخ واثنين من إخوته وثلاثة من مرافقيه...
تفنن أفراد العصابة في تعذيب المحتضرين منهم بحشر الحصى في أنوفهم وركلهم وكيل الشتائم لهم "يا متحوثين يا مجوس يا عيال المتعة"، ثم شرعوا بالتمثيل بجثثهم وإحراقها بعد الإجهاز عليهم، بطريقة وحشية والتذاذ فاجر (كما هو موثق في الفيديو المصور بكاميرات جوالات العصابة ذاتها).
في التسجيل يظهر "أ. ط. غ. ك" وهو يواصل ركل جثث الشهداء وسبهم مشفوعاً بصيحات أفراد العصابة الشامتة "يكفيهم يا كـ.... يكفيهم....،.."، فيما يرد هو عليهم بأنه لم يشف غليله منهم بعد.
قنوات ومواقع العدوان وبينها "العربية" نقلت الخبر على هذا النحو "مقاومة شرعب تتصدى لحملة حوثية وتقتل خمسة من قادتها".
بعض أفراد العصابة الداعشية المصابين وقع في يد المعنيين، والبعض وعلى رأسهم زعيمها "يحيى الفقي" التحق بمرتزقة تحالف العدوان في مدينة تعز المحتلة" وأما "أ. ط. غ. ك" فقد أصبح بقدرة "ق. ص" "مجاهداً في الجيش واللجان" يشرف على نقطة عسكرية في طور الباحة بلحج، وفي غضون أقل من عامين بات قائد كتيبة في المنطقة العسكرية الرابعة يـ"جاهد" ويطرح بيوضاً ذهبية في حجر مدير المديرية "ق. ص"، آخرها سيارة جيب بـ"90 ألف ريال سعودي" أهداها للمدير المشار إليه.
"اقتل لترتزق ثم جاهد لتنجو وتواصل هوايتك القذرة بأمان".. هذا هو التكتيك الذي اتبعه مدير المديرية "ق. ص" لتأمين تأشيرة نجاة للقاتل الداعشي "أ. ط. غ. ك"، غير أن دماء شهداء الكمين (كانوا بمهمة جهادية اجتماعية لفض نزاع بتكليف من مكتب أنصار الله في تعز) كما ودماء إخوتهم الشهداء في الجيش واللجان تبقى طهوراً مغربلاً وطارداً للمجرمين اللائذين بصفوف رجال الرجال في جبهات العزة والشرف، ليقع "أ. ك" في قبضة مباحث العسكرية الرابعة.
القصة لم تكتمل بعد، فمدير المديرية المثخن ملفه بالضلوع في وقائع مشابهة منها "اغتيال شهيد الصرخة أبورعد الحشاش"، لم ييأس بعد، ولايزال يحشد الوساطات للضغط باتجاه إطلاق سراح المجرم، بينما تَعِدْ مباحث العسكرية الرابعة بـ"استكمال تحقيقاتها خلال أسبوعين وإرساله إلى صنعاء بحسب الأوامر الواردة في مذكرات المحكمة الجزائية للمضي في إجراء محاكمته".
حتى الآن أخفقت لجنتان من وزارة الداخلية مكلفتان بتوجيه من مكتب السيد القائد في الدفع بالقضية قدماً نحو القصاص وتمكين العدالة من متهمين فارين أحدهم "أ. ط. غ. ك" الذي يعمل "مجاهداً" على بعد خطوات من مقر اللجنتين.
غير بعيد لايزال متهم رئيسي آخر مقبوض عليه في القضية ذاتها، هو "ع. الفقي" حبيس الأمن الوقائي بتعز، إذ يماطل الأخير في إرساله لجزائية صنعاء منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بذرائع أبرزها "تأمين تكاليف مهمة نقله للعاصمة"!
"ع. الفقي" هو الآخر عمل مشرفاً لنقطة أمنية في المفجر بشرعب السلام تتبع "ق. ص" مع عدد من المتهمين الفارين في أكثر من قضية.
مدير المديرية حاضر في تفاصيل هذه المماطلة كذلك، فالمتهمون أعضاء في خلية إجرامية واحدة تشير القرائن إلى دور ما لـ"ق. ص" على رأسها.
القصة ـ إذن ـ أكبر من مجرد "سيارة ومجوهرات مسروقة من منازل مواطنين في حيفان" رغم ما تمثله من إساءة لسجل مجاهدينا الناصع...
هناك جبل جليد موصول بمطابخ العدوان تكشفت قمته فقط ولايزال معظمه موارباً في تربة مدينة "مختلة" لا يعوزها الكثير من المؤهلات لتغدو "مدينة محتلة" مع استمرار نشاطات النافذين والاصطفافات الشللية التي تعصف بالمدينة احتماءً بألقاب رسمية ممهورة بتوقيع "حكومة الإنقاذ"!
ملحوظـة: تحتفـظ صحيفـة "لا" بملف القضية ووثائق عن المعلومات الواردة في الخبر.
المصدر خاص / لا ميديا