«لا» 21 السياسي -
ينقل أحد الدبلوماسيين الأوروبيين رداً قاسياً لمسؤول أمريكي كبير في اجتماع عبر الفيديو مخصص لتقييم الحرب في أوكرانيا، رداً على الانتقادات التي تلقاها من مسؤول أوكراني كبير مشارك في النقاش، حول ما وصفه بسياسة التخلي الأمريكي عن الأوكرانيين واللجوء لسياسة رفع العتب لغسل الأيدي من دماء الأوكرانيّين، في حرب تُركوا وحدهم يخوضونها بوجه آلة حربية ضخمة، يستحيل تحقيق النصر عليها، للقول في خاتمتها: لقد فعلنا كل ما نستطيع، ففرضنا العقوبات على روسيا، وقدّمنا المال والسلاح لأوكرانيا والإيواء للاجئيها، وآسفون للنتيجة. ويقول الدبلوماسي إن المشاركين الذين توقعوا من المسؤول الأمريكي جواباً بنبرة الاعتذار يتضمن شرحاً لتعقيدات التدخل المباشر، ومخاطر الحرب النووية، إنهم فوجئوا بالمسؤول الأمريكي يسأل زميله الأوكراني، وكل منهما يتحدّر من اليسار الذي تحول لاحقاً إلى تيار المحافظين الجدد، ويتباهيان بخلفيتهما الفرانكوفونية الثورية، ويقول له: هل تعتقد أنكم تمثلون شعبكم في خوض معركة مصيرية لقضية عادلة ومحقة؟! فتعال نقارن حالكم بحال اليمنيّين، الذين يقاتلون جاراً أشدّ قسوة ووحشيّة من جاركم، ولا تحاصره العقوبات، بل يلقى الدعم والمناصرة من غالبية دول العالم، وهم المحاصرون براً من كل الجهات، ورغم كل التوقعات بأن تُحسَم الحرب في غير صالحهم في أيام أو أسابيع، ها هم يفاجئون العالم بأنهم لم يحققوا الصمود فقط، وقد أداموا حربهم لسبع سنوات ويستمرون، بل صنعوا خلال سنواتها معادلات جديدة، فرضتهم شركاء في معادلات ما كانوا ليتخيّلوا قبل الحرب شراكتهم فيها، كأمن البحر الأحمر وأمن الطاقة، فما الذي ينقصكم لتفعلوا المثل، وأنتم تتلقون أكثر مما توفر لهم، وعدوكم يواجه ما لم يواجهه عدوهم، وما بينكم وبين عدوكم يشبه في الكثير من وجوهه ما بينهم وبين عدوّهم؟!
(من مقال للكاتب اللبناني ناصر قنديل)